جناحٌ خارج السّرب ـ 1992

الأرض عطشى

1992

جناح خرج السرب ـ للقراءة والتنزيل ـ هنا أimp

الفهرس

ــــــــــــ الورقةُ

الورقةُ التي كنتُ أطويهَا
منَ الزّاويةِ إلى الزّاويةِ

لأطَيِّرَها في الفضاء

لم أكنْ أعلمُ

أنّ النّسرَ إذا دَبّ في ريشهِ الوهنُ

حلّقَ عاليًا ثُمَّ عاليا

ليهويَ مِنْ حالقٍ
على الصُّخورْ

عندمَا كنتُ أركضُ حافيًا
على جريدِ النّخلِ

وأسِنّةِ الحَصَى

لمْ أكنْ أعلمُ

أنّ الفِيَلةَ إذا شَعَرتْ يومًا

بِريحِ الموتِ

اِنسحبتْ رُويدا رويدًا

مُرورًا بالمَراعي القديمةِ

إلى المِقبرةِ

تعلّمتُ القراءةَ والكتابةَ
صار القلمُ جسدِي

النّاسُ والأرضُ لغتِي

فَمَشَيْتُ ورأيتُ

ورأيتُ فمشيتُ

وعندما شابَ الزّمنْ

أمستِ الورقةُ

هيَ الوطنْ

ـــــــــــــــــــــــــ الأبيضُ والأسودُ

بَدلةٌ بيضاءُ قميصٌ أسودُ
بدلة سوداءُ 
قميصٌ أبيضُ
عند التقاطُعِ

نظرَ الرّجُلان

إلى بعضِهما

في المِرآةِ

ــــــــــــــــــــــــــ الأربَعُونَ

منذُ أربعينَ
اِمتشقَ سيفًا من جَريدِ النّخلِ

صالَ و جالْ

رفعَ صوتهُ

كالرّجالْ

منذُ ثلاثينَ
أشعلَ السّيجارةَ الأولَى

نفثَ عاليا وبعيدًا

السّاقُ على السّاقِ

كما يجلسُ الرّجالْ

منذُ عشرينَ
يبحثُ عن رجُلٍ

أضاعتْ مَلامحَهُ

شَفَراتُ الحلاقةِ

هَذا الصّباحُ
لاحَ لهُ البياضُ في المِرآةْ

فاِلتقَى بالطّفل الذِي

فَاتْ

ــــــــــــــــــــــــ الأسبُوعُ

الأيّامُ سَبعةٌ
والدّنيا سبعةَ عَشَرَ

يومان قميصٌ

يومان حذاءٌ

يومان صباحٌ مساءٌ

ويومُ أحَدٍ

مَضى الأسبوعُ مُزدحِمًا
بالذين نُحبّهُم

ولا نَراهُمْ

ـــــــــــــــــــــــــ البابُ القديمُ

العتبةُ المَرمريّةُ تلكَ
مَلساءُ

إلى حَدِّ الاِمّحَاءْ

كمْ مِنْ خُطوةٍ عليهَا

مازالتْ

لهذا الحذاءْ؟

ــــــــــــــــــــــ التّاجُ

المُصارعُ الأنيقُ
يُغادرُ الحَلَبةَ

قبلَ أن تَدوسَهُ

حَوافرُ الثّيرانِ

ـــــــــــــــــــــــــــ الثلاّجةُ

لدينَا ثلاّجةٌ
غنِمَها أبي

من أيّامِ الحربِ ورحيلِ الإفْرنجِ

في رَمضانِ الصّيفِ

كلُّ الحَيِّ كانَ يُفطرُ

على مائِها المُشَعْشَعِ بالثّلج

ماتَ أبي
الثّلاجةُ شاختْ

أمستْ خزانةً للأدواتِ الزّائدةِ

وتابوتًا لِلّعَبِ

ضاقَ البيتُ
يا أبَتِي

ذابتِ الدّنيا

يا لُعَبي

ذاتَ يوم
بِعْنا الثلاّجةَ

بأبخس ثَمَنِ

ـــــــــــــــــــــــــــ الجَزيرةُ

آخرُ رحلةٍ للسّندبادِ
بحرٌ بلا سَمكةٍ

صيّادُ بلا شَبكةٍ

ــــــــــــــ الحُسينُ

رأيتُ دمَهُ أسودَ
أسودَ النّفطِ

يُرفَعُ في كأسٍ

على نَخْبِ

بيتٍ أسْودْ

رأيتُ دمَهُ أبيضَ
أبيضَ الشَطِّ

يُرفعُ في كأسٍ

على نَخبِ

بَيتٍ أبيضْ

دَمُهُ الأحمرُ الأخضرُ العربيُّ
يُباعُ بالمزادْ

قطرةً… قطرةً

مِنْ غَرناطةَ

إلى بغدادْ

ـــــــــــــــــــــــــــــ الحَفلُ

رأس مَصْلِيٌّ
بلا دِماغٍ

بلا عينينِ

بلا أذنينِ

بلا أنفٍ

و بلا شَفتين

عند شَيبةِ رأس السّنةِ

أخرجَ لسانَهُ وقال 
:
كلّ عامٍ

وأنتمْ بخير

ــــــــــــــــــــــــــــ الدَّلوُ

أدلتْ أناملَها
في قاع الجسدِ

جَرى الحبلُ على الغاربِ

حتّى اِمتلأتِ البئرُ مِنْ دَلوِ الدّمِ

ـــــــــــــــــــــــــــــ الدُّميةُ

السُّطوحُ على السّفحِ
خيمةٌ بيضاءُ

صَبيّةٌ حافيةٌ تجمعُ الثّلجَ

وسَط الفِناءِ

تُهيّئُ منهُ دُميتَها بياضًا على بياضِ

لفُستان الفرح

الصبيّةُ تَمسحُ شَعر دُميتِها
بالزّيتِ

بِالمرودِ تُكحّلُ بين الهُدبِ

والهدبِ

تُمدّد لها الكفّينَ للحنّاءِ

وبالزّغاريد

جَلوةُ العَروس

الصّبيّةُ زَغردتْ
زغردتْ حتّى بكتْ

فأذابتْ حرارةُ الدّمع

عَروسَ الثّلج

ــــــــــــــــــــــــــ الذّئبُ

لأوّل مَرّةٍ
نَسِيتُ عادةَ الفُرشاةِ

والمَعجُونِ

ونِمتُ

طولَ اللّيل

كنتُ أحلمُ

بأنيابِ ذئبٍ

فِي رَقبتِي

ــــــــــــــــــــــــــ الرّحيلُ

الأرضُ شِبرًا شِبرًا
قَدمِي

البحرُ مَوجةً موجةً

شَفتِي

السّماءُ نجمةً نجمةً

في يدِي

فَأينَ سَتمضِينَ

إذا عزمتِ يومًا

على الرّحيل ؟

ــــــــــــــــــــــــــــ الزّيارةُ

رُبّمَا أغيبُ
ويطول في شِبرينِ من الأرضِ

مَنامي

ضَعِي ساعتك جانبَ صُورتي

إنّي أخلعُ نظّارتي وأرَى

الجُذورَ رُويدًا رويدًا

تَلِجُ الثّرَى

مِثلَ أناملكِ

تنسابُ في أعشابِ صَدري

فيا زائرتِي كلّ يوم جُمعة

أسرعي نحوَ خزانةِ المَلابس

وأسْكنِي يدَكِ جَيبْ الصَّدر

ستجدينَ قلبِي شديدَ النّبض

كمَا كان دائمًا

فِي اِنتظارك


ــــــــــــــــــــــــ السّماءُ السّابعةُ

شَفتاهَا
جناحان مِنَ الوَردِ

جناحٌ داخل القلبِ

جناحٌ خارج السِّربِ

عندما اِبتسمتْ

رفرفَ ثغرُها عاليًا

بعيدًا

في سماءِ القُبلات

ـــــــــــــــــــــــــــــ السّمكةُ

أوْرَثتُكَ
والصّحراءَ الزّرقاءَ

ثمّةَ سمكةٌ يا ولدِي

أطعمتُها

مِنْ أطرافِ الأصابع

وفُتاتَ القلبِ حتى

ثمّ مضتْ بالخيط بعيدًا

عميقًا

في غياهبِ اللُجّةِ

فإذا ظفرتَ بها
وجوانحُها تُرفرفُ حَرَّى

بين يديكَ

فاُنظرْ بين عينيها مَلِيّا

ثمّ خَلّصْهَا مِنْ الشِصِّ

بِلُطفٍ

بالإحسانِ سَرّحْها إلى اليَمِّ

هُناكَ

سَتلقَانِي

في ذائبِ المِلح

والرُّوح

ـــــــــــــــــــــــــــ الشَّجرةُ

غَرسناهَا معًا
جئنا لها بالماءِ من الغدير البعيدِ

حَفنةً حفنةً

سَقَيْناهَا معًا

اِنتظرناها عامًا وعامًا

قطفنا ثَمْرهَا معًا

في يوم من الأيّاِم

تَجافينَا

هجَرنَا الشَّجرةَ

ثمّ اِلتقينَا

قلتُ 

ظمآنةٌ تلكَ الشّجرةُ

قال 

ماتتْ تلك الشجرةُ

قلتُ 

نسقي الجُذورَ

قال 

نبيعُها حَطبًا

لا
لاقلتُ
اِنتظرتُ…اِنتظرتُ

ثمّ

ذهبتُ إلى الشّجرة
لم يأتِ صديقِي

و لم أجدْ الشّجرة

ـــــــــــــــــــــــــــ الماءُ والنّارُ

سريرُها الياسمينُ
أرجوحةُ الظلّ

والجِنانْ

سريرهُ الشّوكُ
زئبقُ العُمر

والأشجانْ

ماءٌ ونارٌ
مَرجُ البحرينِ

يلتقيانْ

إذا أسدلتْ أهدابَهَا ريحانةٌ
فأنّى يَحرُثُ

سُبحانَهُ 

تُوتٌ ورُمّان

ــــــــــــــــــــــــــ المَحطّةُ

علّمَتْنِي المَحطةُ 
القطارُ الذي فاتَ

لا تَلهثْ وراءهُ

فالذي يُحبّكَ

سيُحبّكَ أكثرَ

وهوَ

ينتظرُ

ـــــــــــــــــــــــــــــ المِحفَظةُ

صبيُّ الأعوام الخمسةِ
عامٌ للقِمَاطِ

عام للخَطْوَاتِ

عام لِلكَلماتِ

عامٌ وعامٌ

حَفِظَ الصبيُّ الفاتحةَ

وعذبَ الكلامِ

ثم أسرعَ نحوَ المِحفظةِ

… 
مَهلاً

أيّها الصبيُّ… مهلًا

رُبّما

تَشِيبُ قبل أبيكَ

ــــــــــــــــــــــــــ الهَاتفُ

صوتُها البلّورُ 
أرَى… ألامسُ

اِنقطعَ الخطّ فجأةً

البلّورُ تَهشّمَ

قابضًا على السمّاعةِ مَكثتُ

فإذا يدِي

بالدّم

ـــــــــــــــــــــــــــ آيةُ الكرسيّ

على الحصيرِ وُلِدَ
تَرعرعَ على حصير

حَفَظَ ما تيسّرَ على حَصير

لذلكَ

عندما جلسَ على الكرسيّ

أولَ مرّةٍ سَرَتْ في دَمِهِ حساسيّةُ الخشَبِ

فصارَ يقولُ
هذا يَقطعُهُ بالمِنشارِ

ذاكَ يدقّهُ كالمِسمارِ

وتغيبُ عيناهُ وراءُ النظّارةِ
فيقول للحاجبِ

وقد أدرَكتْهُ سِنْفونيّةُ الأنفِ 

ما أحلاهَا نَوْمةُ الكرسيِّ

فِي مُرورهِ كلَّ صَباح على الحديقةِ
يَقطعُ زهرةً

يَطويهَا في الجَريدةِ

يفتحُ الزّهرةَ على حَضرةِ المَكتبِ

فتقَعُ الزّهرةُ بجانبِ

جَنابِ الكرسيّ

وأنتَ تراهُ على ـ مَدى الحياةِ ـ
جالسًا على الكرسيّ

تَحسبُ أنّ كرسيَّهُ

بستّةِ أرجُل

ـــــــــــــــــــــــــــ بَرقيّةٌ

القبرُ مَفتوحٌ
ينتظرُ

وُصول الجيفةِ

ــــــــــــــــــــــــــــــ تَفْتيشٌ

عندَ العودةِ
الصّبيُّ يُفتّش جيبَ أبيهِ

ليَظفَرَ بالحلوَى

تَمامًا مِثل أمّي

كمْ فتّشتْ جُيوبي

بحثًا عن السّجائر

فاِطمئنِّي يا اِمرأةٌ

ليسَ ثمّةَ في تلافيفِ ثيابِي

مِنْ ريحٍ لأنثَى

سِواك

ــــــــــــــــــــــــ ثُلاثيّةُ عبدِ اللّهِ

إذا سُئِلَ عَنِ الصِحَّةِ
قال الحَمدُ للّهِ

إذا سُئل عن العِيال

قال الحمدُ للّه

إذا سُئل عنِ الرّزقِ

نظرَ إلى العربةِ

ثُمّ إلى رِجْلِهِ

وقال 
الرّزقُ على اللّه

حُبّبَ إلى عبدِ الله منَ الدّنيا ثلاثٌ 
– 
بَرّادُ الشّايِ

إذا اِنتصبَ على الكانون

وأولادُ عبدِ اللّهِ مِنْ حَوْل عبدِ اللّهِ

يَمرحُونَ

الجازيةُ مُخبَّلةٌ في شَعرها بالحنّاءِ

وتلوحُ من وَشْمتِها الخضراءِ

حمراءَ خضراءَ

خضراءَ حمراءَ

– 
ثمَّ الحجُّ إلى بيتِ اللّهِ

للوقوفِ عندَ قبر المُصطفَى

صلّى اللّهُ عليهِ

وسلّمَ

ثلاثةُ أشياء لا يحترمُها عبدُ اللّه
علاماتُ المُرور

الرّاحةُ الأسبوعيّةُ

العُطلُ الرّسميةُ

عبدُ اللّه بكَى في ثلاثٍ
يومَ مَوتِ أمّهِ

وعندمَا صادرتِ البلديّةُ عَربتَهُ

يومَها أحَسَّ أنّ تُونسَ أوحَشَتْهُ

وبكَى فرحًا
ليلةَ زلزلَ صاروخُ الحُسَيْنِ

تَلَّ أبيبٍ

يبتسمُ عبدُ اللّهِ عند سَماع ثلاثٍ
بأنّ الأرضَ كرويّةُ الشّكل

بأنّ المَرأةَ مُساويةٌ للرّجُل

وعندَ سماعِهِ يومٌا حكايةَ جُحا

والحمار

يضحكُ ويقُول

لو كنتُ جُحا

لجَعلتُ الحِمارَ

للعربةِ

ورَكِبْتُ أنا واِبنِي

وعبدُ اللّهِ
ضامرٌ صَلْبٌ كالرُّمح

يِشُقّ المدينةَ

مَلِكًا

يدفعُ العربةَ خُطوةً

خُطوةً

يَجُرُّ رجلَهُ

العَرجاءَ

ـــــــــــــــــــــــــ حِصانُ الطّين

حِصان الطّين يَمضِي

قَدَمُهُ مُفلّلةٌ بالطّريقِ
بلا حذاءٍ أمضِي

عَروسُ أختي مِن خَشَبٍ

ومِنْ خِرَزٍ

هَودَجُهَا البارودُ والزّغاريدُ

الجَمَلُ

الطّبلُ

الفُرسانُ

والدّمعُ وراءَهَا يمضِي

ساحةُ المدرسةِ صفًّا صفًّا
الألِفُ عَصًا

الهاءُ أفعَي

بحرُ الحِبر مِحبَرتِي

نار عاشوراء والحكايات

الجازيةُ بشَعرها المُرسَل

سيفُ سَيّدِنا عليٍّ

يُوسُفُ

القميصُ

الذّئبُ

مِنَ البئر إلى السِّجنِ

يُوسُفُ يَمضِي

عَلى رَقْصِ
شَنشَنةِ الفِضّةِ
و أريجِ الشّايِ

بسمتُها فِي سِواكها أمِّي
تسبِقُ دِيكَ الفَجر إلى العَجينِ والجَمْرِ

ذاتَ صباح
أمّي أضحتْ بِلا زينتِهَا

ترُشُّ العَتَبَةَ بالماءِ

قبل الصّباحِ

كان العزيزُ إلى تونسَ يَمضِي

حُزْنٌ مَثواهُ على الحَصير

حُزنٌ مِروحتُهُ

ليلتَهَا
حِصانُ الطّين لمْ يَذُقْ شَعيرةً

مِنَ المِخلاةِ

نساءُ الحيِّ
جِئنَ أمّي

كالعزاءِ

وحدِي أنحَدِرُ والوادِي
التّينُ والزّيتونُ

دَوَرانُ الرَّحَى

الماضِي المُضارعُ

والنّجعُ بالصَّبيِّ

كانَ في قافلةِ النُّجُومِ يَمضِي

ـــــــــــــــــــــــــ زُجاجُ الرُّكنِ

عَنِ الأحوال يسألنِي
ـ بأسٌ 

عن الأصدقاءِ يسألنِي

ـ لا أحدٌ

يجلسُ
مُكعَّبُ البَياض في بُحيرةِ السَّوادِ

يُوسُفُ المدينةِ ينزفُ على الكرسِيِّ
النّساءُ حولهُ سكاكينُ

ودمُهُ

حِبرُ الجَريدةِ

ــــــــــــــــــــــــ ظلالُ الرُّوح

مَرّاتْ
أنشُرُكِ شِراعًا

أشُقُّ بهِ المُحيطاتِ

مرّاتْ

تَمتطين صهوتي

تشُقّينَ بها الفلواتْ

مرّاتْ

يَعصُرُنِي هذا القلبُ

حتّى لكأنَّهُ رَحًى مِنْ صَوَّانٍ

تَطحَنُ حفنةَ القمحِ التي كنّا ننثرها

لحَمامِ الحديقةِ

مرّاتْ

تَتَحوّلُ شَفتِي سَمَكَ قِرْشٍ

يختبئُ في عميق المغاراتْ
وينقضّ

إذا شَبَّ عطرُكِ الوهّاج

في أحراشِ صَدري

عندَ ليالي الشّتاءِ

مرّاتٍ…ومرّاتْ

أجوب الطرقاتْ

مِنْ طريق إلى طريقٍ 
أخيرا ألوذَ ببابِكِ

وأنامُ على العتبةِ حتى الصّباح

فإذا الشّمسُ مساميرُ

تدُقُّ بصماتِي النّابتةَ

في رُخام العَتَبةِ

تَفتحينَ البابَ…

مَهلاً

إنّكِ تَسيرينَ

عَلى ظلال الرُّوح

ــــــــــــــــــــــــ فاتحةٌ لزمَنٍ جَديدِ

عينانِ
عدَستانِ مِنْ صَقيلِ الزُّجاج

تَنظرانِ… ولا بَصرٌ

قِطعتان مِنْ مَطّاطٍ

تجري فيهما إبرةٌ على شَفتينِ

لا كَلمةٌ و لا قُبلةٌ
هيكلٌ من خَشبٍ

دَمٌ مِنْ ماءٍ

ذكرياتٌ مِنْ تِبْنٍ

أمنياتٌ حافيةٌ

تَسيرُ على خَرابٍ

فَرمادٌ تَحْتَ قَدميكَ

هِيَ السّماء ُ