الأرشيفات الشهرية: يناير 2021

من غرائب المُصادفات

ـــــــــ من غرائب المُصادفات ــــــــــــ
تلقّيت في الأيام الأخيرة رسالة عن طريق بريدي الألكترونية من جامعة مدينة نانسي Nancy في شمال غربي فرنسا يسألني أحد الباحثين فيها بعد أن اِطلع على ديواني المنشور في موقعي من أين أستنبط قصائدي أمِنَ واقع الأحداث أمْ من الخيال ؟ لأنه بصدد إنجاز بحث جامعي
فأجبت أنني أستوحي قصائدي من الواقع والخيال معًا
ظننت أن الأمر اِنتهى وتمنّيت له التوفيق والنجاح لكنّي فُوجئت بسؤال عن قصيدة قصيرة كيف جاءتني فكرة كتابتها لأنها تتطابق مع حادثة وقعت لبعض الأطفال في الجنوب التونسي بمنطقة ـ قصر الحداد ـ من معتمدية غمراسن التي أنتسب إليها حيث اِنفجر على ذلك الطفل لُغم أو قنبلة من مخلفات الحرب العالمية الثانية وفقد إحدى يديه مع بصره والقصيدة حسب
الباحث تبدو مستوحاة من هذه الواقعة !
حينذاك فقط تذكّرت أن أحد أقاربي فعلا قد اِنفجرت عليه إحدى قنابل الحرب وقد كان يزورنا في ربوعنا ببئر الكرمة القريب من منطقة قصر الحدادة وقريبي هذا هو اِبنُ اِبنةِ عمّ جدّي وقد كان يزورنا معها في بعض المناسبات إبّان عهد طفولتي في الجنوب
كيف ربط هذا البحث في تلك الجامعة بين قصيدتي وبين تلك الحادثة التي وقعت لقريبي في سنوات الحرب العالمية الثانية ؟
وكيف ظلت يد ذلك القريب راسخةً وراسبةً في ذاكرتي وطفحت دون أن أشعر في قصيدتي ؟ ثمّ لم أتذكّرها إلا بمناسبة هذا الاِستفسار ؟
هذه مسائل أتركها للمختصّين ولكنّي أظن أن واقعة اِنفجار القنبلة أو اللّغم على قريبي موثّقة في بعض السّجلات الخاصة في الأرشيف الفرنسي ضمن ضحايا الحرب العالمية الثانية وجرحاها في تونس
إنّ مثل هذه البحوث تتطلب الصّبر والمثابرة والدّقة والإحاطة بكثير من الجوانب وتؤكّد أنّ النّص المنشور ولو كان قصيدة قصيرة يمكن أن يكون مصدرًا لبحوث عميقة ومتنوّعة…
التاريخ قد يُهمل لكنه لا ينسى.. لذاك سأظل أكتب على الحوت وألقي به في البحر…كما يقول المثل التونسي !!
Bonjour,
Je vous remercie énormément pour votre réponse. Je réalise un mémoire sur un livre d’Ibn Jazzar et en ce sens j’ai aussi étudier la Tunisie et particulièrement le Sud, je cherche à comprendre la vie des habitants dans leur histoire. J’ai récolté un témoignage dans un village du Ksar Haddada sur un triste événement survenu à un enfant dans les années 40 ayant perdu une main et la vue suite à un accident du à une grenade ou mine. Je m’interrogeais ainsi si il y avait un quelconque lien entre votre poème « la poignée de main » et cet événement.
Je vous remercie.
Très cordialement
ــــــــــ المُصافَحةُ ــــــــ
أربعينَ عامًا…لم نلتقِ
بالأحضانِ عانقنِي
أَمْهرَ رامٍ كانَ في البلدْ
مرّةً …أصابَ عُصفُورينِ
بِحَجَرٍ…أحَدْ
كيفَ أصَدِّقُ
أنّ ذاكَ الولدْ
لعِب يومًا بلعبةٍ من بقايا الحربِ
فصار
يُصافحُ…بلا يَدْ
* من مجموعتي الشعرية ـ نبع واحد لضفاف شتى ـ الدّيوان ـ

مع الرّؤوس

ــــــــــــ مع الرّؤوس ـــــــــــ

ـ الرّؤوس ـ هو عنوان كتاب نقدي للأديب مارون عبّود رأيته معروضا في واجهة مكتبة صغيرة قرب جامع الزيتونة بينما كنت في طريقي إلى معهد اِبن شرف لمواصلة دراستي الثانوية في شعبة الآداب بعدما درست المرحلة الأولى في المدرسة الصادقية ومن المصادفة العجيبة أنّ الدرس الأول في معهد ابن شرف كان مع أستاذ الأدب العربي الشيخ السلامي ذي الهندام التونسي الأصيل وقد خصص الدرس الأول لاِستعراض برنامج السنة الدراسية فأشار علينا حينذاك بجملة من المراجع من بينها كتاب مارون عبود _ الرّؤوس _ وقد اِعتبر فيه الشعراء العرب الذين تناولهم بالدّرس رؤوسًا أي أنهم علامات كبيرة في تاريخ الشعر العربي بما لهم من إبداع وأتباعلن أتحدث عن هذا الكتاب ولا عن تلك الرّؤوس ولكني اِستعرت العنوان لاستعراض ذكرياتي مع الرّؤساء العرب الذين التقيت بهم في مناسبات مختلفة وهم ـ الحبيب بورقيبة ـ زين العابدين بن علي ـ معمّر القذافي ـ ياسر عرفات ـ صدّام حسين متابعة قراءة مع الرّؤوس