الأرشيفات الشهرية: مارس 2017

منزل أبي القاسم الشّابي في مدينة زَغوان

تحتفي الأمم الراقية بأعلامها في مختلف الفنون والمعارف والميادين وتحرص على المحافظة على ما تركوا وتخلّد ذكراهم وتجعل من الأماكن التي عاشوا أو جلسوا فيها مزارات للذكرى بل وتستغلها حتى في المسالك السياحية لكننا نحن في تونس لا نبالي بأعلامنا ولا بآثارهم فانظروا إلى دار ابن خلدون وإلى المسجد الذي درس فيه كيف أن الخراب قد سعى إليهما ولا صيانة ولا عناية بالرغم أنهما في قلب مدينة تونس العتيقة بنهج ـ  تربة الباي ـ  القريب من جامع الزيتونة وكذلك الأمر بالنسبة لدار الإمام ابن عرفة بنهج عاشور ودار الطاهر الحداد الكائنة بنهج السيدة عجولة قرب باب الفلة والتي دعا صديقي الأديب محمد المي منذ سنوات إلى أن تتحول إلى متحف خاص بالطاهر الحداد ولكن لا حياة لمن تنادي فبيعت بقمن بخس والأمثلة عديدة ولعل آخرها الدار التي أقام فيها أبو القاسم الشابي بتوزر ردحا من الزمن والتي سوّيت بالأرض فأمست أثرا بعد عين لكنّ الحظ حالفني يوم الخميس 9مارس 2017 إذ توصّلت برفقة صديقي الشاعر حسين العوري إلى معرفة الدار التي كان يقيم الشابي فيها مع عائلته سنة 1929 بمدينة زغوان وذلك بفضل السيد عبد الرحمان عبّاس أصيل المدينة والمطلع اطلاعا جيدا على تاريخها ومختلف معالمها وهو الذي نشأ في المنزل القريب من منزل أب أبي القاسم الشابي الكائن في نهج محمد علي بمدينة زغوان العتيقة والتي يذكرها الشابي في رسالته الثالثة التي أرسلها إلى صديقة الأديب محمد الحليوي وهي رسالة مهمة بما حوته من شجون الشابي الأدبية  ومعاناته العائلية فالأمل معقود أن تبادر بلدية زغوان بمعية الأسرة الثقافية ان تضع رخامة كبيرة بجانب هذا المنزل تشير إلى أن الشابي أقام به سنة  1929 ولعل المستقبل يتيح أن يتحول إلى متحف خاص بالشابي يكون مركزا ثقافيا يشع من زغوان وفي ذلك خير عميم  .

أمام منزل الشابي بزغوان

دار الشابي في زغوان