الردّ على ـ الكتاب الأسود ـ سُوف عبيد
عندما بدأ محمد المنصف المرزوقي الكتابة على صفحات جريدة ـ الرأي ـ التونسية اِستبشرتُ مثل كثير من الأدباء التونسيين بمقالاته التي تنتصر إلى الهوية التونسية الأصيلة مع الدعوة إلى القيم الإنسانية الخالدة خاصة أنها بقلم ذي لغة عربية فصيحة ومن معين علمي يرشح بثقافة عالمية واسعة فاِعتبرناه مكسبا ثم توالت إصداراته تباعا وقد صدّر إحدى مقالاته في بعض كتبه وقتذاك بمقطع من قصيد لي عن التعذيب وأذكر أني أهديته قصيدا من مجموعتي الشعرية ـ صديد الروح ـ عربون صداقة وتقديرخاصة وأن المرزوقي أضحى عضوا معنا في اِتحاد الكُتّاب التونسيين الذي أمضى على ـ الميثاق الوطني ـ مع أغلب الأحزاب والمنظمات والشخصيات السياسية وقتذاك تلك بعض التفاصيل البسيطة والمهمة في تاريخ تونس وكي يتذكر بعض الذين يريدون محو التاريخ والتنصل من مواقفهم…وعندما حدث السابع من نوفمبر 1987 اِعتبرناه إنجازا مُهمّا بعد كوابيس السنوات الصعبة التي مرت على تونس وقد اِنخرط بعد ذلك في الكتابة عن أماني تونس الجميلة وأحلامها وفي كثير من المنابر عديد الأقلام الطامحة إلى الأفضل منهم قلم الدكتور محمد المنصف المرزوقي الذي أوغل أحيانا في المديح السياسي المباشر لبن علي فلماذا لم يذكر نفسه في الكتاب الأسود مع جملة الذين كتبوا والذين أيّدوا في فترة من الفترات؟ أين الحقيقة الكاملة وأين النزاهة وأين الشفافية ؟
أمّا وقد ورد اِسمي في الكتاب فالجدير بي أن أوضّح أنني كنتُ حقا من الذين اِستبشروا بحدوث التغيير فساهمتُ من خلال اِتحاد الكتّاب وغيره من الفضاءات الثقافية في كثير من الأنشطة الأدبية المَحضة التي ساهمت في إبراز الأدب التونسي على الساحة الوطنية والتعريف به مشرقا ومغربا وفي العالم وأغلب تلك الأنشطة كانت تدعمها وزارة الثقافة مباشرة أو من خلال هياكلها وقد رشحتني وزارة الثقافة مرتين لنيل الوسام الثقافي والتي تحصلت ـ مع غيري من المبدعين ـ من خلالها وبفضل قانون ـ رخصة مبدع ـ على التفرغ ستة أشهر لإنجاز مشروع أدبي يتمثل في جمع أشعاري وإنجاز موقع ألكتروني خاص وهو الطموح الذي نادى به المبدعون على مدى سنوات عديدة وبخلاف هذا وذاك أصرّح أنني لم أتحصل من رئاسة الجمهورية ولا من سواها على أيّ منصب أو ترقية أو اِمتياز أو هبة أو منحة فليت السيّد محمد المنصف المرزوقي ـ وقد بحث في أرشيف القصر ـ أن يعمل على أن أسترجع الثمانية عشر يوما تلك التي خُصمت لي من أجرتي ومن ترقيتي ومن جراية تقاعدي إلى اليوم…لعل ذلك كان بسبب أنني لم أكن من المناشدين لترشيح بن علي للاِنتخابات سنة2014
ختاما لا يسعني إلا أن أقول ـ إنّ المنصف المرزوقي قد خسرته الثقافة ولم تربحه السياسة…ليته ظل كاتبا مدافعا عن القيم الجميلة فقط ؟