الأرشيفات الشهرية: ديسمبر 2018

آخرُ ما قرأت ـ 1 ـ

آخرُ ما قرأت ـ 1 ـ

ـ 1 ـ

بلَوريات ـ مجموعة شعرية جديدة للشّاعر والقصّاص محمد بن جماعة الذي يواصل نحت بصماته ويجعل من البساطة في شعره أغوارا عميقة وأبعادا لا متناهية فينطلق من العادي المتداول والمُعاش ليجعل منه حقولا خصبة من الدلالات والرموز كقوله

في المدرسة وأنا طفل فقير

مسكتْ بيدي صديقتي الثريّة

أخذتني إلى دكان قريب

اشترت لي هلكة ـ الفيل ـ

صُمت بعدها عن الطعام

لحلاوتها

وكذلك خين نقرأ قوله

في المقهى

يجلس مراهق

يرتشف قهوته

يستلّ رجولته من جمرة السيجارة

متابعة قراءة آخرُ ما قرأت ـ 1 ـ

أمسيةُ السَّكْلَمَان

 

مدينة حمام الأنف من أكبر الضواحي  الجنوبية للعاصمة تونس وهي تقع بين الجبل والبحر وكانت مُستقرّا لبَياتِ تونس في  فترات من فصول السنة فهي في الشتاء تسيل بعينها الساخنة وهي في الصيف تزهُو بشاطئها ذي النخيل الباسق أما في الربيع فزَهر  ـ السَّكْلَمان ـ  أو بَخُور مريم ـ له في نواحي الجبل وشِعابه باقاتٌ للقاطفين

تلك هي حمام الأنف مدينة الجمال والفنّ والتاريخ وقد كتب الصّديق الأستاذ محسن كريفي مدير معهد البشير النبهاني بحمام الأنف على صفحته يقول ـ اِحتفاء باليوم العالمي للشعر يهل علينا شاعر تونس شادي الحب والحياة ضيفا مبجلا على تلاميذ معهد البشير النبهاني بحمام الأنف عشية الجمعة 16مارس 2018 ببهو المعهد في إطار شاعري فيه اِحتفاء باللباس التقليدي والأكلات التونسية الصميمة وفي جلسة تنسجم فيها الالحان والموسيقى والغناء. الجلوس مع الشاعر الدكتور سوف عبيد كالعادة ممتع سنحلق بعيدا بين جبل بوقرنين والبحر في الضاحية الجنوبية ..مرحبا بالشاعر الكبير سوف عبيد وبكم ضيوفا كراما..التقدير الكبير لخلية النحل من الإطار التربوي بمعهد النبهاني على التعاون والانسجام وابداعاتهم الباهرة على الدوام … متابعة قراءة أمسيةُ السَّكْلَمَان

ذاتَ مكان… ذاتَ زمان ـ مع الشّاعر حسين العُوري ــ

ذاتَ مكانذاتَ زمان

ــ مع الشّاعرحسين العُوري ــ

بقلم سُوف عبيد

كانت دار الثقافة اِبن خلدون بالعاصمة تونس في سنوات سبعينيات القرن العشرين فضاءً ثقافيا نشيطا يعجّ طيلة أيام الأسبوع بمختلف البرامج المفيدة والمممتعة في السينما والمسرح والأدب والشعر والمسرح والموسيقى وكان نادي الشّعر من بين أبرز علاماتها حيث كان يجتمع أعضاؤه مساء كل يوم جمعة فيلتقي فيه الشعراء التونسيون وغيرهم من الشعراء العرب أحيانا وكنّا وقتذاك نرنو إلى كتابة شعر جديد ولكن من منطلقات فكرية وفنّية متعدّدة ولا شكّ أنّ ذلك التنوّع والاِختلاف بيننا هو الذي قد أذكى فينا الطموح والسّعي إلى الإضافة والتنوّع وذلك ما جعل ـ تقريبا ـ كلّ شاعر من جيل السبعينيات يحاول أن ينحت أسلوبه وبصماته في نصوصه ,في هذا الفضاء الثقافي الزّاخر أُتيح لي أن أتعرّف على أغلب الشعراء والأدباء التونسيين وحتّى العرب الذين عاصرتهم من محمد المرزوقي ومنوّر صمادح وهشام بوقمرة إلى مختار اللغماني وعبد الحميد خريف وعبد الله مالك القاسمي وهناك عرفت عن قرب الصديق الشاعر حسين العوري وتوطّدت الصداقة بيننا أكثر عندما صرنا نلتقي أكثر في مدينة رادس حيث جمعتْنا سَكَنًا وتدريسًا والمناسيات الأدبية والثقافية التي اِنتظمت فيها . متابعة قراءة ذاتَ مكان… ذاتَ زمان ـ مع الشّاعر حسين العُوري ــ

عَم الطيّب


عَمِّ الطيّب
اليومَ أيضا
مَرّ تحتَ النّافذةِ قائلًا
أينكمْ…أينكُم…؟
دَقّ الجرسَ
وقَبل أن أفتحَ البابَ
وضعَ السلّةَ
فيهَا ما فيهَا
فيها اليومَ من تِينِ وعنبِ حديقتهِ
ورجعَ مُسرعًا
عمِّ الطيِّبْ
تَجاوز الثّمانينَ
لكنَّ خُطاهُ أسرعُ
مِنْ فتَى الثّامنةَ عَشْرةَ
وعَمِّ الطيّبْ
كسْبُهُ مِن يديه
وما لديهِ… ليس إليهِ…!

كلُّ ما غَنِمَ عمِّ الطيّب من الدّنيا
ربحٌ –
أمُّنا – ربح – هيَ زوجتُه
أنجبتْ له تسعَةَ بَنينٍ وبناتٍ
ضَحِك عمِّ الطيّب مرّة وقال لي :
ـ وهيَ في السّبعينَ كالمُهرةِ
ما تزالُ قادرةً وزيادةً
قلتُ :
ـ بفضل بَركاتِكَ يا عمِّ الطيّب !

رادس خريف 2018

النّجمةُ التي سَقطتْ في البحر


ـــــــــ النّجمةُ التي سقطتْ في البحر ــــــــــ


النّجمةُ التي سقطتْ
في قاع البحر
صارت سمكةً
غطستُ عميقا حتّى مسكتُ بها
فرَفْرفتْ في شِباكي
ثم طارتْ بشراعي
وقالت
ـ يا بحرُ
كم بكيْتُ ولم تَرني
أجابَها البحرُ
ـ ألمْ تكوني في أعماقي ؟
في كلّ مَوجٍ
بين هَزْجٍ وهَوجٍ
فخُذينِي يا سيدتي إليك
*
خُذيني
بمَدّي وجَزري
بيُسري وعُسري
بسِحري وأسْري
*
خُذيني
بلُطفي وعُنفي
بقَصفي ورَجفي
بكشفي ورَشفي
*
خُذيني
من حنيني وأنيني
بظنوني ويَقيني
في جُنوني ومُجوني
*
خُذيني
بمواعيدي وأناشيدي
بقيودي وعهودي
بتليدي وجديدي
*
خُذيني
مع المَدى والضُّحى
مع الكادح سَعَى
ـ واللّيلِ إذا سَجَى ـ
*
خُذيني
كتاج السّلاطينِ
كحُلم المساكينِ
كاِنتظار المساجين
*
خُذيني
من رُسُوباتي وأباطيلي
من رُسُوماتي ومواويلي
بفاعلاتي ومفاعيلي
*
خُذيني
على جناح الرّياح
على وشاح الأقاحي
مع اِنشراح الصّباح
*
خُذيني
في جِدّي وهَزلي
في ضِدّي ومِثلي
في بعضي وكلّي
*
خُذيني
بتَجاويفي وتلافيفي
بتخاريفي وأراجيفي
بلَطيفِي وعَفيفِي
*
خُذيني
توّاقًا سبّاقًا
ذوّاقًا عشّاقًا
رقراقًا خفّاقًا
*
خُذيني
مِلحًا وجُرحًا
بَوحًا و صفحًا
مَدحًا وقدحًا
*
خُذيني
باِنتصاري واِنكساري
باِعتذاري واضطراري
باِنهماري واِنشطاري
*
خُذيني
مع أوراقي وأشواقي
مع إخفاقي وإشراقي
مع أنفاقي وآفاقي
*
خُذيني
بِرِفقي وصِدقي
بحُمقي وحِذقي
بتَوْقي وطَوْقي
*
خُذيني
بأرَقي وقلقي
بشَبقي وعَبقي
بنَزقي وألَقي
*
خُذيني
كصُعلوكٍ إذا مَلَكْ
كمُذنبٍ إذا نَسَكْ
كطائرِ السَّمَكْ
*
خُذيني
إلى أترابِي وأحبابِي
إلى أبوابي وأعتابي
إلى ألعابِي من الطّين
*
خُذيني
من نسياني وهذياني
في تَحْناني وطوفاني
بخُسراني وإيماني
*
خُذيني
رغم خُطوبي وذنوبي
رغم كُروبي وثُقوبي
رغم غُروبي وعُيوبي
*
خُذيني
من محطاتي وقِطاراتي
في متاهاتي ونهاياتي
بِشَتاتي وثباتي
*
خُذيني
بتجاعيدِ جبيني
بِشُجونِ سِنيني
من سبعٍ إلى سبعيني
*
خُذيني
نَسجًا في نَسج
مَوْجًا في مَوْج
وَهْجًا في وَهْج
مَزجًا في مَزْجِ
واسكُبيني بحرًا في حِبر دواتي
واكتبي كلماتي
بصمتي وصوتي
في حياتي وموتي

يا
أيّتُها الأنتِ


تونس ـ رادس ـ صيف 2018

تحية وفاء إلى الشاعر محمد الطوبي

الشاعر المغربي محمد الطوبي 1955 ـ 2004

سنوات وسنوات با صديقي لم نلتق

سنوات وانت حاضر رغم الغياب

ها أنّي أراك في اِنتظاري  جالسا منتحيا زاوية عند آخر  الطائرة العراقية

تلك الطائرة التي تحمل الشّعراء المغارية من الدار البيضاء والجزائر وتونس

إلى بغداد حيث يلتقون مع بقية الشّعراء العرب وغيرهم في مهرجان المريد

سنوات وسنوات

لم نلتق

ولم نُثرثر

ولم نسهر شعرا  وحكايات إلى مطلع الفجر

وعند طلوع الشّمس

نسارع إلى دجلة  وشار ع الرّشيد

سنوات وسنوات

لم نعُد معًا في تلك الطائرة

وتنزل معنا في تونس

تونس التي أحببتها وأحبّتك

تونس  تتذكّرك دائما أبدا

تتذكّر ترانيم قصائدنا ووقع خُطانا على أرصفة شوارع باب البحر

فعصافيرُها ترفرف وتزقرق

شوقًا`إليك…يا صديقي !

 

.

بيان الملتقى الأوّل للشّعر الجديد بتونس 1981

بيان الملتقى الأوّل للشّعر الجديد بتونس 1981

اِنعقد بمدينة الحمامات بتونس وفي فضاء المركز الثقافي الدّولي سنة 1981 ملتقى للشّعر التونسي  كنت مع الشعراء والنقاد والصحفيين الذين ساهموا فيه بالقراءات الشعرية وفي الحوارات الأدبية والفكرية وقد اُختتمت تلك الجلسات يإصدار بيان ختاميّ كنت من بين الذين اقترحوه على الجلسة الأخيرة وحظي بالتزكية من جميع الحاضرين  وبقلمي كتبته باِعتباري كنت مقرر اللجنة وهذا نصّه ـ

نحن الشعراء والنقاد المشاركين في الملتقى الأول للشعر العربي الحديث في تونس على هامش المهرجان الثامن عشر بالحمامات المنعقد أيام 23 – 24 – 25 جويليا 1981في المركز الثقافي الدولي – آدم فتحي – أحمد الحاذق العرف – بشير القهواجي – حسن المؤذن – حسونة المصباحي – الطاهر الهمامي – منصف غشام – منصف مزغني – محمد بن صالح -محمد العوني – محمود الماجري – محمد معالي – سوف عبيد -سميرة الكسراوي – رشيد خشانة
حرصا منا على تجاوز الوضع الثقافي المتردي وبعد تدارسنا لقضايا الشعر ومشاغل الشعراء ببلادنا نؤكد على ما يلي .
1 – أهمية الدور الحضاري والإنساني الذي ينبغي أن يلعبه الشاعر كعنصر مبدع في المجتمع والذي لا يتناسب مع وضعيته الحالية
2 – تحرير الإبداع من كل وصايا مهما كان مأتاها وضرورة اعتبار حقوق الشاعر المادية والمعنوية .
3 – المساندة المطلقة لكل المبدعين العرب وفي العالم عامة والذين يعانون من اضطهاد السلط خاصة من أجل أفكارهم وأعمالهم الفنية
4 – إن الشعر في تونس جزء لا يتجزأ من الشعر العربي .
5 – ضرورة استيعاب تراثنا وإحياء الجوانب المضيئة فيه وفهمه ككل شامل دون تعامل انتقائي أو نفعي معه .
6 – ضرورة الاستفادة من التجارب الإبداعية العالمية