الأرشيفات الشهرية: أغسطس 2023

رحمة الوالدين

رَحْـــــمـَــــة اَلْـــوَالْــــدِيــــنْ
ـ بالعامية التونسية ـ
اَلشَّــمْسْ قُــدَّامْ عِـيـنِـي طَـالْـــعَـــهْ
بِالـــضَّوْ سَاطْـــعَـــــهْ
فِي لَحْظَةْ… غَابِــتْ… وَلِّــتْ ِغيمَــــهْ
تْــوَحَّشْـتِـكْ يَا أُمِّيمَــهْ
مَحْلَاهَا ِفي وَجْهِكْ تَبـْسِيمَهْ
آه… يا أُمِّيمَةْ
تْوَحَّشَّتْ رَنِّـــةْ كْلَامِــكْ
وَ نَغْمِـةْ سْلَامِــكْ
تْـوَحَّشْتْ حَـتَّى مْلَامِكْ
كِــــتْــقُولِـي : لَازِ مْ تْجِي حَـتَّى طَـــلَّــهْ
خَـلِّــيــتْــلِــكْ ِمنِ الْــفَالْ شْوَيـَّـة غَــلَّـــهْ
سَايِــسْ يَا وْلـِــيـدِي عْــلَى عْيـُونِـــكْ
اَلـلّهْ ِم اْلحُسّادْ رَبـّـي يْصُونِـــــكْ
وْيِــزِّيــكْ مِنِ اْلقَرَايـَــة دِيـــمَــهْسَـامْحِيـنِـي يَا أُمِّـيمَـهْ
يَـا أُمِّيمَـهْ سَامْحِـينِـي
لَاحَدْ بَعْدْ رْضَاكْ يِـسَلِّينِـي
ظَـنِّـيتْ اَلـزّْمَانْ بَاشْ يْطُولْ وِ وَاِتـينِـي
وِ نْـدَلَّـلِـكْ كِـيـمَا إِنْـتِ دَلِّـلْـتِـينِـى
يَـامَـا كُـنْتِ كْرِيـمَـــهْ
وْ عَارْفَهْ وْ فْهِـيمَهْ !كْلَامِـكْ يَا أُمِّيمَةْ بَـعْدْ ِالِّي رِيـتـُو
لْـقِـيـتُو كُـلُّـو صْحِيـحْ
إِلِّـى قْـرِيـتُـو ِانْسِـيتُـو
إِلِّـي اِكْـِتــبْـتُـو اِمْـحِيـتُو
وَ أَوْرَاقِـي هَزَّهَا الرّيح
يَا مَا نْــزَيَّــنْ وِنْـحَلِّي
وْ نِـكْسِبْ وِ نْخَـلِّي
وْنْسَافِـرْ وِ نْــوَلِّـي
وْ يَامَا ِنـبْـنِـي وِنْـعَـلِّي
وِ يـــــــــــطُــــــــولْ َالزَّمَانْ وِيطِـيحْ !تْـوَحِّشْتِكْ يَا أُمِّيمَةْ
توَحِّشْتْ َالتَّايْ بِاَلنَّعْنَاعْ فِـي بَرَّادِكْ
وْلَـمِّـتْـنَا فِـي دَارْنَـا
مْعَ بَاَبا وَعْمَامْنَا وَخْوَالـْنَا
وَ لَـوْلَادْ الْـكُلْ أَوْلَادِكْ
يَا حَسْرَةْ عَلَى مِيعَادِكْ
زِيـنَــةِ النِّسْوَانْ… إِنْـــتِ
بِـيـنْ أَنْـدَادِكْ !
تَـوَحَّشْتْ حتَّى خْـلَالِــك و حْرَامِكْ
كِــتـْجِـيـنِى فَـاوْحَاتْ اَنْـسَامِكْ
يَا ِلــيـتْــنِـي مازلتْ نِـجري قُدّامِكْ
مرّة ِنسبِــقِـكْ…. مرّة نْحَاذِيكْ
و مَرّة ِانْـتَبــَّعْ خْطَاوِيكْ
خْطَاوِيكْ بِـاْلِحنّة
وِ وَصّْلُو لِلْجَنّـة
فِي سَـفْسَاريك الأَبيـــضْ…أَبيــــضْ
أَبـيضْ مِنِ اْلفِــلَّة !
أُمّـيمة يا غـاليـهْ
أُمّ الْـقَـــدّْ طْـويــلْ يا عَـالـــيهْ
مَــثَّـلْـتِـكْ بالدّالِـــــــيهْ
وَعْـنَاقِــيدْها رَاوِيــهْ
مَـثّلــتِكْ بِالنّــخْلَــهْ
وََعْــرَاجِينْهـَا بِالْمَـخْلَــهْ
مَــثّـلتك يَـاسْمِينــهْ
زاِهـــيـَـه في جْــِنـينَــهْ
زَيْــــتــونــــــهْ
مْــظَـلَّـلَــةْ مَــصْـــــيـُــونــه
مثّــلتـك تُـــفّاحــــــهْ
مِـــتْــهِـنْيـَة مِــرْتـــاحه
تِــــدْعِــيلي فِـي صْلاتِـــكْ
إِنتِ و بـَـــابـَــــا… طُــــولْ حْــيـَــاتِــــك !الــلَّــهْ يَرْحَمِكْ واللَّهْ يَرْحَمْ بَــــابَـــا
طُولْ عُمْرَهْ قَايِمْ صَايِم
و كِـلْمْتَهْ مُهَابَــهْ
طُولْ عُمره يِخْدِمْ يِكْرِمْ
أهْـلَـهْ وَاصْحَابَــهْ
طُولْ عُمره نْـــظِـــيفْ عْـــــفِـــــيــفْ
مَـَـا ألْطَفْ جْـــوَابَــهْ
…وْ جَاهْ اْلمُنَادِي الضِّيفْ
فِي عِــزّْ الصِّيفْ
قالُّو: هـيـَّا…
واللَّــهْ يَرْحَمْ !
قالُّو: حَاضِرْ و تْـبَسِّمْ
وْطْـــوَى كْــتَابـَـــهْ
فِي نْهَارْ اَلجمْـعَـــهْ
و اْلمُؤَذّنْ طالِـــعْ للصُّمْعَـــهْ !

اللّـــــــهْ يـَــــــــرحَمكُمْ
وفي جَـــنّـــــــــــةِ الرّحمانْ ِايـقَابِــلْــكُمْ
اللّــــــــــــهْ يـــــــرحــــــمكُمْ
مْـعَ كُـلْ أَذانْ في ليلْ وَ إِلاَّ نهارْ
مع الصّلاةْ على النَّبِي المُخْتارْ
بِـجَاهْ اْلواحِدْ الغفّارْ
اللّـــــــــــــــهْ يَـــرحَمْكمْ
في كُلْ وَرْقـَـه مِنِ الأشْجارْ
في كُلْ قَطْره مِنِ اْلاَبـْــحـاْر
في كُلْ رِيــشَه مِنِ الاَطْـيــَارْ
الــلّـــــــــــــهْ يـَـــرحَمكمْ
على عَــــدّْ السُّــــــوراتْ رَحـْــــــــــــــمَـاتْ
على عَـــــــدّْ الآيــــــــــــاتْ حَـسـْــــــــنَـــــــاتْ
و على عَــــــدّْ الْـــــكِـــلْــــمَــــاتْ دَعْــــــــــوَاتْ

الـلّــــــــــــــهْ يـَــــــــــرحمكُمْ
ويـَـــــرْحـَــــــمْ كُـــــلْ الــــــنّــــاسْ
على مَـهْمَا أَجْنـــــــــاسْ
إِلّـــي صَافِــيـتْـهُمْ و صَافُــــونِــي
أنا فِـــي قَــلْبِـي حَـطِّـــيــــتْـهُمْ…
و هُمْ فِـي عُـــيُـــونُـهُمْ حَطُّونِـي
اللّـــــهْ يَــــرحــــمْ حـــتَّـــى اِلّي ظَـلْمُـــوني
أمَّا إِلّي ظْــلَمْــتْــهُمْ
إِنْ شَاءْ الـلَّـــهْ يـْـــسَـــامْــــحُـــونِــــي !

متابعة قراءة رحمة الوالدين

الشّعر والشّاعرية في تفسير ـ التّحرير والتنوير ـ

الشعر و الشاعرية

في تفسير ـ التحرير والتنوير ـ

سُوف عبيد

منذ الغزوة الأولى لإفريقية في عهد عمر بن الخطاب و التي كان من بين المشاركين فيها الشاعر أبو ذؤيب الهذلي ، اِقترن الشعر العربي في إفريقية بالوازع الديني باِعتبار أن اللغة العربية إنما منهلها و مصدرها النص القرآني لدى المتعلمين ممّا حدا بكثير من الفقهاء والأولياء والعبّاد أن يقولوا الشعر في مواضيع الزّهد ،و لم يخوضوا في الأغراض الأخرى إلا لِمامََا نذكر من بينهم عبد الرحمان بن زياد بن أنعم الذي نشأ بالمزاق بإفريقية فأخذ اللغة والقرآن والفقه عن الأفواج الأولى من التابعين الوافدين، وقد وُلد في نحو سنة 74 هـ و بعد التحصيل بالقيروان اِرتحل إلى المشرق حيث ملأ وطابه من ثقافة العصر المتمثلة في القرآن و السّنة فتتلمذ لشيوخ الحجاز والشام والعراق وقد وصلتنا أبيات شعريّة يشتاق فيها إلى أهله و بلده يقول فيها:

ذكرتُ القيروانَ فهاج شوقي

و أين القيروان من العراقِ

مسيرة أشهر للعِيس ِ نصًا

على الخيل المضَمّرَةِ العِتَاقِ

فَبَلِّغْ أنْعَمًا و بني أبيه

و مَنْ يُرجَى لَنَا وَلَهُ التّلاَقي

بأنَّ الله قد خلّى سبيلي

وَجَدَّ بِنا المسيرُ إلى مزاقِ

متابعة قراءة الشّعر والشّاعرية في تفسير ـ التّحرير والتنوير ـ

من ذكريات الزمن الجميل ـ العشاء الفاخر ـ

من ذكريات الزمن الجميل ـ العشاء الفاخر ـ 
ـ 1 ـ
من الطرائف التي عشتها مع أصدقائي الشعراء في أجواء حميمية وإنسانية ظلت راسبة تبعث البهجة والحنين في ذاكرتي رغم ما كان فيها من مواقف صعبة أو محرجة أحيانا  لا بأس أن  أحدثكم عن الأمسية الشعرية التي برمجها لنا سنة 1974 أحد أصدقائنا من الشعراء الأعضاء بنادي الشعر بدار الثقافة اِبن خلدون والذي كان يدرُس معنا بكلية الآداب بتونس فاِقترح علينا أن ينتقل نادي الشعر إلى دار الثقافة بنابل لنقيم بها أمسية شعرية بناء على دعوة اِتصل بها من مديرها فكان هذا الاقتراح من صديقنا تحوّلا تاريخيا في نشاطنا الأدبي الذي كنا نطمح أن يكون مشعا خارج العاصمة حتى نلتقي بجمهور الشباب وغيرهم من الذين لا تصل إليهم قصائدنا خاصة في المناطق النائية فكان تنظيم تلك الأمسية أوّل خروج لنا من العاصمة لنقرأ نصوصنا أبعد من أبواب مدينة تونس وقد تكفّل صديقنا الشاعر بتنظيم جميع التفاصيل كيف لا  ! وهو اِبن ولاية نابل وصاحب العلاقات الوثيقة بالصحف النّافذة وصاحب الكلمة المسموعة لدى الدوائر الإعلامية وقتذاك لذلك اِنفتحت لنا أبواب أمانينا على مصراعيها ورفرفت بنا أحلامنا الوردية خاصة وصديقنا أكّد أنّنا سنحظى باِستقبال بهيج من ممثلي السلطة الجهوية وقد طمأننا أنه إذا اِمتد الوقت المخصص للقراءات فلا بأس علينا ولا نحن نحزن لأنّ  العشاء سيكون بأحد الفنادق الفاخرة في الولاية بل حتى المبيت سيكون متوفّرا  لمن أراد ذلك..

متابعة قراءة من ذكريات الزمن الجميل ـ العشاء الفاخر ـ

الدنيا

ــــــ الدنيا ـــــــ

كانتِ السّماءُ

بِشَمسِها وقَمَرها

ليستْ أعلى مِنْ شَجرةِ تِينٍ أَوْ تُفّاح

أوْ داليةٍ

نقطفُ منها حتّى النّجوم

*

العُيونُ والسّواقي كانت رَقراقةً

زُلالاً

نَسقي في أكفّنا منها العصافير

تُرفرفُ حولنَا

ثمّ تَحُطّ قُربَنا في سُرور وحُبور

*

كان جميعُ النّاس أطفالا

يَعرف بعضُهم بعضًا

حتّى إذا ما تَشاجرُوا

تَشاجروا على كُرة قَشّ

أو دُميةِ خَشبٍ

*

عاش النّاسُ أطفالا

لا تَتجاوز أعمارُهم السّابعةَ أو العاشرة

مَن يَشيخُ منهُم

يُعمّر عاميْن أكثرَ… أو ثلاثةً

ثمّ يُرفرفُ مع الملائكةِ

نحو جنّة السّماء

*

سنةً بعد سنةٍ

جاء على الدّنيا زمنٌ

فطالتْ أعمارُ أولئكَ الأطفال

حتّى برزت لِحاهُم وأظافرُهُم

سنةً بعد سنةٍ

طالتْ تلك الأظافر

صارتْ مخالب

فما عادتِ الأرضُ أرضًا

ولا الدّنيا

دنيا