الأرشيفات الشهرية: ديسمبر 2017

من الكسكروت بالهريسة والتُنّ….إلى فندق الخمس نجوم

من الكسكروت بالهريسة والتُنّ….إلى فندق الخمس نجوم
——————
عندما حضرتُ المؤتمر الأول وأنا عضو جديد باتحاد الكُتّاب التونسين سنة 1980 ـ في ما أذكر ـ كنا حوالي ثمانين عضوا وطالبنا وقتها الهيئة الجديدة أن تعمل على إصدار مجلة خاصة بالاتحاد وكان مقر الاتحاد مكتبا صغيرا في دار الثقافة بباب العسل…مرت السنوات والهيئات ودخل الاتحاد من دخل وغادره من غادر و تمكن من إصدار المجلة والحصول على مقر في قلب العاصمة وإنشاء الفروع واستضافة المؤتمر العام للأدباء العرب وإصدار أنطولوحيات مترجمة إلى الفرنسية في الشعر والقصة والمسرح والنقد والقيام بعشرات الندوات والملتقيات بالإضافة إلى نشاط النوادي والوفود والمشاركة في عديد اللجان الخاصة بالكتاب والأدب والسينما وقد واكب تاريخ تونس المعاصر مثل ما عاصرته بقية الجمعيات والمنظمات مدا وجزرا ومثل ما عاصرت الاتحادات والرابطات الأدبية في بقية الأقطار العربية وفي البلدان الاشتراكية لكنه كان أكثر منها تحررا وأقل تماهيا مع الأنظمة فقد كان اتحاد الكتاب التونسيين في بعض فتراته يضم في هيآته المديرة أطيافا فكرية وسياسية مختلفة بل وحتى بعض ممثلي الحركات المعارضة ومن مدارس أدبية وفنية متعددة وكان أعضاؤه من شتى الفئات الاجتماعية والمستويات التعليمية مما جعله ممثلا بوضوح لجميع ألوان الأقلام التونسية وكانت جميع هيآته منتخبة انتخابا ديموقراطيا وقد أفسح مجال نشاطه لكثير من الكفاءات الأدبية والفكرية بالرغم أنها ليست من أعضائه بل وقد رشح البعض منها لنيل الجوائز وطنيا وعربيا وعالميا .
أما اليوم فعليه أن يواصل المسيرة من أجل الرفع من شأن الكتاب والأدب التونسي ومن منزلة الكاتب ولا يكون ذلك إلا بالبرامج المدروسة وبروح الحوار والصمود والتحدي مع الإصرار على تحقيق الأحلام….

متابعة قراءة من الكسكروت بالهريسة والتُنّ….إلى فندق الخمس نجوم

لقاء الوفاء حول ديوان سوف عبيد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أثيل الشكر إلى صديقي الشاعر عبد العزيز الحادي الذي هندس لأمسية الاحتفاء بصدور ديواني ضمن جلسات نادي الشعر باتحاد الكتّاب التونسيين وذلك مساء الجمعة 8 ديسمبر 2017 والشكر الجزيل للصديقة الشاعرة سونيا عبد اللطيف التي قدّمت قراءة ضافية للديوان والشكر الحميل للأساتذة الفنانين زكرياء قبّي وعمر بوثور وسلافة ذهبي والشكر الكبير للأستاذ المحامي حسن المطيع رئيس جمعية ابن عرفة وللأستاذ الشاعر مختار المختاري رئيس جمعية مراجعات والشكر العميم لجميع الذين حضورا الأعزاء الأوفياء الشعراء والشاعرات والأصدقاء والصديقات والزملاء الكرام…والشكر موصول أيضا إلى جميع الذين راسلوا أو هاتفوا وتعذّر عليهم الحضور… وما كانت هذه المناسبة تتمّ لولا حرص صديقي الشاعر الأستاذ صلاح الدين الحمادي رئيس الاتحاد على نشر الديوان فشكرا له مع التقدير على مبادرته التي أعتبرها أكبر تتويج لمسيرتي الأدبية وتحية إخلاص ووفاء إلى اتحاد الكتّايب التونسيين وإلى أعضائه جيلا بعد جيل من أجل الرفع من شأن الأدب التونسي ـ سُوف عبيد

متابعة قراءة لقاء الوفاء حول ديوان سوف عبيد

تحية بتحية…والبادي أكرم

أرسل إليّ صديقي الشاعر الدكتور نور الدين صمود صورة يبدو فيها بيننا اِبني الذي كان يبلغ من العمر سنتين وقد التقطت لنا سنة 1986 بشاطئ المنستير ثمّ أردفها صباح اليوم الثلاثاء 5 ديسمبر 2017 بهذه الأبيات جاعلا لها ـ تحية صباحية ـ عنوانا

ْتمُرُّ العقودُ كمَرِّ السحابْ* ويبلغ ذا الطفلُ سنَّ الشباب
وجدد سوفـًا فأصبح جدا*جديد الشعور وغضَّ الإهابْ
وما شاب عقل له شعورٌ*ولكنما شـَعْره اليوم شابْ
إوإن المشيب وقارُ الشيوخِ*وذلك أمر أتَى في الكتابْ
وإن الشباب أوان التصـابي*بما قد يؤدي لشرب الشرابْ
ونظم القوافي وترك العفاف*وبحث على ما وراء النقابْ
وكم قلت للشعر:هل من متابٍ*عن الشعر؟قال: وأين المتابْ ؟

فأجبته قائلا في مساء نفس اليوم بتحية مسائية

إذنْ يا صديقي أردُّ الجوابْ * بشكرٍ جزيلٍ بغير حسابْ
على صورةٍ لبُنيَّ صَبيًّا * وفي الصّيفِ كنّا وبحرًا عُبابْ
هُو العُمرُ يمضي سريعًا فأينَ * الطفولةُ ولّتْ وأينَ الشّبابْ
ولكنّهُ الشّعرُ باقٍ وفِينَا * يُشِعُّ… وعَذبٌ كأحلى رُضابْ
فَواصلْ صديقي صُمُودَ القوافِي * فَلا مِنْ مَتابٍ ولا مِن مَآبْ

ثمّ ردّ صديقي يقول يوم الأربعاء 6 ديسمبر 2017

السلام عليك هذا الصباح من قليبية إلى تونس ولعله يصل إلى عاصمة النور، وإلى اللقاء يوم السبت في نابل مع محبة ن ص

هداك الإله لدرب الصوابْ*فأحسنتَ ردًّا بهذا الجوابْ

وصالحتَ فـَنَّ الخليل الذي*تجنبته في زمان الشبابْ

وأحسنت في ما نثرتَ قديما*وقد لـَذَّ نظمُك عندي وطابْ

فإني أرى الدرِّ في صُرَّةٍ*يظلُّ ثمينا، ولا يُسْتـَطابْ

ولكنْ إذا نظموه عقودا*ولاح بنحرٍ نضيرِ الإهابْ…

سبانا بحسن فرحنا نغني*كما تتغني الطيورُ الطـِّرابْ

فعدت لنظم الذي قد نثرتَ*فلاح كعقد بأحلى الرقابْ

وليس بقيد وليس بــــغـُـلّ*ولكنه زينة للكعابْ.
ــــــــــــــــــــــــــ
فكان الجواب صباح الخميس 7 ديسمبر 2017 حيث أقول

ألا إنّما الشّعرُ تِــبـــرٌ يُـــذابْ * وسَبْكٌ جميلٌ إذا ما اِستجـابْ
فإنْ شئتَ حرٌّ طليقٌ بــديــــــعٌ * وإمّا بوزن الـبُــحور يُـصـــابْ
و ـ صَمّودُ ـ في ذا وذاك قـــديرٌ * بِسَبْح البُحور وشَقّ السّحـابْ
وإنّ الجميل يظلّ جـــمــيــلا * ومهما تبدّل لـونُ الــثّــيــــابْ
ومثلَ شذَى العِطرِ لمّا يَفوحُ فَلَا * لِشَكل الزّجاجةِ فيهِ اِسترابْ

وكتبت في تكريم الصديق الشاعر الكبير الدكتور نور الدين صمّود بمدينة نابل يومي السبت والأحد 9 و10 ديسمبر    2017 أقول

أبا النّور* مرحَـى * وأسعدْ بتكريمْ
أبو الشّعر أنـتَ * بقرض وتحكيمْ
وفي كل بـحـر * كتبتَ الترانيــمْ
فجاءت حِساناً * كمثل البراعيمْ
فأنتَ الجديـــرُ * بشُكر وتعظيمْ
أجيئكَ حُـــبّــا * بدون المَراسيمْ
فطابَ اللقاءُ * بأحلى التقاسِيمْ
* ـ أبو النّورـ هي كنية الصديق الشاعر نور الدين صمود التي أناديها بها في مخاطباتنا الخاصة