من الكسكروت بالهريسة والتُنّ….إلى فندق الخمس نجوم
——————
عندما حضرتُ المؤتمر الأول وأنا عضو جديد باتحاد الكُتّاب التونسين سنة 1980 ـ في ما أذكر ـ كنا حوالي ثمانين عضوا وطالبنا وقتها الهيئة الجديدة أن تعمل على إصدار مجلة خاصة بالاتحاد وكان مقر الاتحاد مكتبا صغيرا في دار الثقافة بباب العسل…مرت السنوات والهيئات ودخل الاتحاد من دخل وغادره من غادر و تمكن من إصدار المجلة والحصول على مقر في قلب العاصمة وإنشاء الفروع واستضافة المؤتمر العام للأدباء العرب وإصدار أنطولوحيات مترجمة إلى الفرنسية في الشعر والقصة والمسرح والنقد والقيام بعشرات الندوات والملتقيات بالإضافة إلى نشاط النوادي والوفود والمشاركة في عديد اللجان الخاصة بالكتاب والأدب والسينما وقد واكب تاريخ تونس المعاصر مثل ما عاصرته بقية الجمعيات والمنظمات مدا وجزرا ومثل ما عاصرت الاتحادات والرابطات الأدبية في بقية الأقطار العربية وفي البلدان الاشتراكية لكنه كان أكثر منها تحررا وأقل تماهيا مع الأنظمة فقد كان اتحاد الكتاب التونسيين في بعض فتراته يضم في هيآته المديرة أطيافا فكرية وسياسية مختلفة بل وحتى بعض ممثلي الحركات المعارضة ومن مدارس أدبية وفنية متعددة وكان أعضاؤه من شتى الفئات الاجتماعية والمستويات التعليمية مما جعله ممثلا بوضوح لجميع ألوان الأقلام التونسية وكانت جميع هيآته منتخبة انتخابا ديموقراطيا وقد أفسح مجال نشاطه لكثير من الكفاءات الأدبية والفكرية بالرغم أنها ليست من أعضائه بل وقد رشح البعض منها لنيل الجوائز وطنيا وعربيا وعالميا .
أما اليوم فعليه أن يواصل المسيرة من أجل الرفع من شأن الكتاب والأدب التونسي ومن منزلة الكاتب ولا يكون ذلك إلا بالبرامج المدروسة وبروح الحوار والصمود والتحدي مع الإصرار على تحقيق الأحلام….
متابعة قراءة من الكسكروت بالهريسة والتُنّ….إلى فندق الخمس نجوم