الأرشيفات الشهرية: أبريل 2018

تجديد موضوع الموت في الشّعر

تجديد موضوع الموت في الشّعر

سُوف عبيد ـ تونس ـ

قد أخذ المنحى الشكلي ـ بما فيه من مقاربات عروضية و إيقاعية و غيرها ـ جهودا جمّة في تنظيرات الشعر الحديث حتى بدا التجديد فيه يكاد لا يتمثل إلا في مظهر المباني بينما ظلت مسألة المعاني و الرّؤى والصور قليلة الحضور و التناول على مستوى النصوص النظرية والحجاجية لذلك نرى أنه يتعين على المتابعين لتطور القصيدة العربية الحديثة أن يعكفوا كذلك على سبر مثل هذه الأغوار الداخلية للوقوف على مدى إضافات الشعر الجديد ورصد تحولات القصيدة الحديثة تلك التي ولئن طرقت نفس المواضيع القديمة عموما إلا أنها تناولتها من زوايا أخرى و بأساليب مغايرة مثل موضوع الموت متابعة قراءة تجديد موضوع الموت في الشّعر

ديوان سُوف عبيد في صالون معابر

ـ ديوان سُوف عبيد ـ في صالون معابر بالمكتبة المعلوماتية بأريانة ـ تونس ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءُ السبت 21 أفريل 2018 كان مساءً ممتعا حقا إذ قدّم على مدى ساعتين ونصف صالون معابر للقراءة والكتاب بإدارة الهكواتي سالم اللبان برنامجا ثقافيا متنوعا اِشتمل على تقديم ـ ديوان سوف عبيد ـ بحثت فيه الأديبة مسعودة بوبكر جوانب الظروف والمواضيع والأساليبب التي تضمنها الديوان وقد تراوحت مداخلتها المركّزة بين غناء وعزف وإلقاء قصائد من الديوان ضمن برنامج محكم الفقرات ودقيق الإعداد كانت حلقته النهائية الاحنفاء بالرسام العراقي المقيم في تونس الفنان سمير مجيد البياتي وقد كان مسك الختام شعرَا وحوارًا بين الشاعر وبعض المتابعين ومن بينهم الشعراء أبو امين البجاوي وبوراوي بعرون وتوفيق بالشاوش وزهرة حواشي ونورة عبيد وجودة بلغيث ونسيبة عيادي والفنان الشعبي صالح سلامة ـ الفرزيط ـوغيرهم
إنّ المبادرات التي يقدمها صالون معابر على مدى سنوات متوالية في حاجة إلى دعم ماديّ ليواصل الاِحتفاء بأعلام الأدب والثقافة في تونس وقد حضرتُ في مناسبات عديدة لقاءاته التي اتّسمت دائما بالجدية والإضافة والتميّز فتحيّة شكر وتقدير للصديق الفنان الشامل ـ شعرًا وسردًا ومسرحًا ورسمًا وعزفًا وتلحينًا وغناءً ـ الهكواتي سالم اللبان ـ 

ــــــــــــــــ سُو ف عبيد ـــــــــــــــ
من قصائد الديوان التي قُرئت ـ غمراسن ـ البرنس ـ الخمسون ـ الجازية ـ العاشق المتجول
متابعة قراءة ديوان سُوف عبيد في صالون معابر

أوّل أمسية شعريّة…

في آخر أيام الربيع من سنة 1969 كنت أستمع إلى الإعلانات التي كانت تبثّها الإذاعة التونسية وقتذاك فشدّ انتباهي بلاغُ اللجنة الثقافية بضاحية أريانة التي ستنظم أمسية شعرية بمناسبة مهرجان الورد وتدعو من يرغب في المشاركة أن يرسل قصيدين إليها .
لست أدري كيف عزمت و أرسلت أربع قصائد وقد عزمت على الحضور حتى وإن لم أشارك في الأمسية فمساء الجمعة مناسب لأنه خال من الدروس وضاحية أريانة قريبة والفصل ربيع وهي مناسبة لاكتشاف أجواء الأمسيات الشعرية التي لم تكن منتشرة في ذلك العهد .
وكم كانت المفاجأة كبرى بعد أسبوع تقريبا عندما عدتُ من معهد ابن شرف عند منصف النهار فوجدت رسالة من اللجنة الثقافية تحمل اسمي مسبوقا بالشّاعر…كانت وماتزال وحتى بعد انقضاء نصف قرن تُمثل ذكرى من أجمل ذكرياتي التي تبعث في وجداني شعور البهجة والغبطة…
قبل ساعة كنت أجلس في قاعة كبيرة لعلها قاعة البلدية منتحيا مكانا جانبيا وأخذت أراجع نصوص القصائد متثبّتا من حركات أواخر الكلمات خاصة وعندما رفعت بصري وجلت به يمنة ويسرة وجدت أغلب كراسي القاعة قد امتلأت بالحاضرين وقتها تملّكتني رهبة لم أشعر بها من قبل أبدا وبعد برهة صعد إلى المنصة الشعراء وأذكر من بينهم خاصة أحمد اللغماني والميداني بن صالح ومحي الدين خريف وعندما أخذوا أماكنهم نادى رئيس اللجنة الثقافية على اِسمي وعلى الشاعر سويلمي بوجمعة راجيا منا إن كنا حاضرين أن نصعد بجانبهم إلى المنصة .
ما أعظمها من فرحة وما أروعه من شعور بالارتياح أن يُنادى على اسمي مسبوقا بالشاعر ثم أن أجلس على المنصة مع صف الشعراء الكبار الذين كنت أقرأ لهم وأستمع إلى بعضهم في الإذاعة وكم كانت فرحتي عارمة عندما بدأت الأمسية بنا إذ افتتحها سُويلمي بوجمعة بقصيدين وما زلت أذكر طريقة أدائه بنبرة شجية خافتة نالت إعجاب الحاضرين ثم تقدمتُ إثره إلى المصدح فوقفت أقرأ قصيدتي الأولى من دون النظر إلى الورقة أما القصيدة الثانية فقد شدتني ورقتها أكثر وأذكر أن الشاعر أحمد اللغماني قد أبدى ارتياحا خاصة للسلامة اللغوية والعروضيية وشجعنا أن نكتب بروح تفاؤلية أكثر نظرا لأننا في مرحلة الشباب وكذلك لأننا في مهرجان الورد وفي فصل الربيع وأبدى احترازه بل رفضه لقصيدي الثاني لأنه خال من الوزن العروضي ولم يعتبره شعرا أصلا فالتجديد حسب رأيه لايكون إلا ضمن إيقاع التفعيلة والقافية لكن الشاعر الميداني بن صالح قد عبّر لنا في كلمته عن ارتياحه للمواضيع التي تناولناها بما فيها من طرق للقضايا الاجتماعية والوجدانية .
قبل هذه الأمسية كنت أرسل نصوصي إلى الأديبة حياة بالشّيخ التي كنت أقرأ لها في صحف ومجلات ذلك العهد فقد كان أخوها فيصل بالشيخ زميلي وصديقي منذ أن كنا ندرس بمعهد الصادقية فكنت أسلّمه نصوصي فتقرأها وتسجل ملاحظاتها بدقة وعناية وأذكر أنني عندما التقيت بها سنة 1972 بنادي القصة في مكتب الأديب محمد العروسي المطوي بنادي القصة أبديت لها شكري وتقديري وأثنيت على ملاحظاتها المفيدة .
فتحيّة شكر وعرفان ووفاء لكل الشّعراء والأدباء والأساتذة ولجميع الذين أخذوا ببدي وشجعوني وفتحوا أمامي مختلف المجالات الأدبية والثقافية .
فما أكثر ما أخذت وما أقل ما أعطيت….