الأرشيفات الشهرية: مارس 2023

نماذج من شعر اللّهجة التونسية

نماذج من شعر اللّهجة التونسية

سُوف عبيد

إذا كانت العربية الفصحى التي وصلتنا كما هي في القرآن والشعر منتشرة على مدى الأقطارالعربية من المحيط إلى الخليج فإنها تبدو على غير هيأتها النظرية في اِِستعمالات الحياة اليومية بين العلاقات لدى مختلف النّاس حيث تتميّز وتتلوّن بخصائص معيّنة في كل قطر تقريبا وإنّ هذا التميّز يبدو في صفات اللهجة العامية التي لا تزيد العربيّة إلا إثراء وحيويّة وإنّ اللهجة التونسية لا تبتعد كثيرا عن اللغة العربية الفصحى وقد أبدع فيها شعراؤها قصائد على غاية من الإتقان فكانت شاهدة على قدرتهم في الابتكار بالإضافة إلى أبعادها الاجتماعية أو أحمد ملاك والسياسية وغيرها وإن قصائد شعراء مثل أخمد ملاك و أحمد بن موسى في القرن التاسع عشر أو عبدالرحمان الكافي و أحمد البرغوثي في النصف الأول من القرن العشرين يمكن اِعتبارها كالمعلّقات بالنسبة إلى الشعر الجاهلي

متابعة قراءة نماذج من شعر اللّهجة التونسية

صباح الخير…صباح المشنقة

* كتبت هذه القصيدة إثر أحداث ثورة الخبز بتونس سنة 1984 التي سقط فيها عشرات الضحايا من بينهم الشاعر فاضل ساسي وحُوكم فيها عديد الشبّان بالإعدام وقد نشرتها بجريدة ـ الطريق الجديد ـ بتونس بتاريخ 16 ـ 6 ـ 1984

 

أيُّ حُزن !؟

كأنّه إلى الأبدِ
أيُّ شَعبٍ في هذا البلد
مَضى شتاءُ ثورةِ الخُبز
والجراح
وأتى صيفُ صُفوف المَوز
والتفّاح
هذا الصّباح
لن أقول ـ صباحَ الخير ـ لأحد
لن أمُدَّ لأحدٍ يدِي
لن أجلس مُستريحًا
سأجدُ مِسمارًا هذا الصّباح
في مقعدِي
***
هذا الصّباح
السُّكّر أسودُ مالح
والحليبُ بالبَرص
والقهوةُ كالبَوْل
وخُبزُنا
مُغَمَّسٌ بالدّم
صباحُ الخير
ِصباحُ الويْل
***
هذا الصّباح
لن تُشرقَ الشّمس
لن يتنفّس الصّبح
فهنالكَ
وراء الأسوار
هناك خلف الأبواب
عَشرُ أزهار
مُلقاةٍ على الإسمنتِ
ذابلةٍ مُختنقه
أطيارٌ عَشَرَه
ريشُها حَديد
مَناقيرُها صَديد
فَلا رَفْرفَهْ
ولا زَقزقَه
تنتظر
حَبلَ الْمِشنقَه