جِنينٌ…ويحَنا جَمرٌ على جُرح
مَدى الأعوامِ تَشريدٌ ونكباتُ
فَـصائـلٌ وأحْزابٌ تَـنـاحَــرت
إلى متى تُذكّيها الخِلافَــــات ؟
تَعِبنا مِن شِقاقات اﻷشقّـاء
فمَا جَدوى أحاسيسٌ وآهـاتُ
تَوابيتٌ…توابيتٌ…أمَا يكفِي
وأشلاءٌ…بِـهِمْ سَارتْ جَنازاتُ
هُمُ الفَلْذاتُ نُهديهم قَرابينَ
هُمُ الأحياءُ…أمّا نحنُ أمواتُ
نَعمْ مَوْتَى ونحنُ مُجْرمُو حَرْبٍ
وإلاّ أين أجْياشٌ …ورَاياتُ
وأينَ العدلُ فِي عَصر القُوَى العُظمى
وباقِي النّاس هُمْ فيهِ هباءاتُ
وأين الحقُّ ؟حقُّ الحُرّ وقّادٌ
وأينَ الفِعلُ…لا…إلاّ شِعاراتُ
وأين المالُ ؟مالُ النّفطِ أنهارٌ
وراءَ البحرِ مَجراهَا حِساباتُ
معَ الدّولار…بالمِلْيارِ…قدْ سِيقَتْ
ومِنْ قَصْرٍ إلى قَصر…وقَيْناتُ
ونحنُ الكدحُ طولَ العمر فِي صَبرٍ
لأجلٍ العِزِّ تَحدُونا طُمُوحاتُ
طُمُوحاتٌ مُناهَا الخيرُ والحُبُّ
كذَا نحيَا … ومَا فِينَا عَداواتُ
فَلا شَرقٌ ولا غربٌ…هيَ الأرضُ
لكلّ النّاسِ عند السّلم جنّات
كفَى ما قَدْ رأينَا فِي فِلسطينَ
كَمِ التّاريخُ يُشْجِينَا ونَجْماتُ
معَ الأحبابِ….فِي جِينينَ لُقْيانَا
بِرغْمِ اللّيلِ تأتينَا الصَّباحات !
* سُوف عبيد ـ تونس