تطاوين…شكرا

تـطاويـن…شـكـرا
ـ تطاوين ـ تعني العيون باللغة الأمازيغية وقد كانت الربوع الممتدة في الجنوب التونسي على مدى العصور الغابرة فضاء مفتوحا من الجبال والأودية والسّهول ويُعتبر هذا الفضاء الشاسع موطن قبائل ورغمّة وفروعها وعروشها التي اِنحدرت من أصول متنوّعة بعضها أمازيغيّ أصيل وبعضها عربيّ وافد وبعضها من جنوب الصحراء أيضا لكنّها مع مرور الأزمنة وتواتر الأحداث تجاورت وتمازجت حتى اِكتسبت شخصيتها ذات الخصائص الجامعة بينها ضمن نسيج مختلف جهات البلاد التونسية الثريّة بتنوّعها غير أنّ شواهد الإنسان القديم وبصماته ما تزال قائمة في بعض نقوش كهوف الأودية وقمم الجبال وحتّى بقايا الدّيناصورات ما تزال شاهدة في الجنوب الزاخر بالحياة القديمة رغم حدثان العصور والآماد وما يزال شاهدا بآثار المعارك بين الثوّار والجيش الفرنسي مثل معركة رمثة 1915 وآقري وغار الجاني1956 ورمادة 1958.
*
في السنوات الأخيرة شهدت الحياة الثقافية في مختلف مدن ولاية تطاوين إقلاعا ثقافيا واضحا من بينها ملتقى تطاوين الأدبي الذي عقدت العزم على بعثه همم ثقافية تؤمن بجدوى النشاط الثقافي في هذه الجهة النائية فأنشأت ـ جمعية أحباء المكتبة بتطاوين ـ برئاسة الأستاذ علي بودربالة ويمساندة الدكتور محسن القرسان والسادة والسيدات فتحية العيدودي ـ أحمد بن زايد ـ كمال الفرجاني ـ أيوب تونكتي ـ آمنة التريكي ـ صفاء جابرـ عبد العزيز العزلوك ـ عبد الله الشبلي ـ مع دعم الأسرة الثقافية الواسعة في تطاوين ممّا جعل هذه الجمعية منارة أدبية مشعّة على جميع أنحاء الولاية بل قد وصل إشعاع مداها إلى أغلب جهات البلاد وهذا ما لاجظته في المدعوين والمشاركين في هذا الملتقي الأدبي الثاني الذي شمل عددا وافرا من الشعراء والنقّاد من مختلف جهات البلاد وقد ولّوا وجهتهم شطر المكتبة الجهوية بتطاوين التي حفلت بهم كأحسن ما يكون .
*
تشرّفت بدعوة كريمة من هذه الجمعية لحضور الدورة الثانية من هذا الملتقى أيام 1و2و3 نوفمبر 2023 ولتقديم شهادة عن مسيرتي الأدبية فلبّيت الدّعوة بكل اِعتزاز خاصة وأنّي علمت بجديّة نشاط هذه الجمعية في مناسبات عديدة وممّا زاد من عزمي في المشاركة ما لاحظته من حسن التنظيم الواضح في دقّة المتابعة والحرص على التفاصيل في المراسلات من عنوان المداخلة إلى ضبط البرنامج إلى تحديد ساعة السّفر ومكان الانطلاق فمثل هذه المعطيات الأوّلية تنبئ بأن القائمين على الملتقى يتوفّر لديهم كل أسباب النجاح وما كدنا نطوي المسافة طيّا حتى لقينا الاستقبال الحسن وكرم الضيافة والرفقة الوديعة والمعاملة اللطيفة ناهيك بأنس الأصدقاء القدامى حيث تجاذبنا أطراف الحديث .بين ذكريات وتاريخ وجغرافيا وأخبار الحرب على عزّة التي كانت جرحنا النازف في كل حين وآنما يمكن أن يكون خلاصة هذا الملتقى يتمثل في أن مدوّنة الشعر التونسي ما اِنفكّت في حاجة إلى القراءة والدّرس بما في ذلك أبو القاسم الشابي في ديوانه الثاني الصادر عن بيت الحكمة ـ صفحات من كتاب الوجود ـ سنة 2009 والذي يضمّ شعره المنثور ما يزال لم يحد الصدى الكافي والاِنتشار اللازم غير أنّ ما يثلج الصّدر حقّا ويبعث الطمأنينة حقّا هو أنّي اِكتشفت في هذا الملتقى جيلا جديدا من الدكاترة والأساتذة وقد اكتسبوا ناصية البحث ومناهج النقد واِبتهجت بإيمانهم بالأدب التونسي وعزمهم على مباشرة نقده ضمن بحوثهم القادمة والذي زاد من سروري حقا هو أني اِستمعت إلى أصوات شعرية جديدة تجاوزت مرحلة الهواية في قصائدها إلى مرحلة اِكتساب الدّربة والتميّز فأرجو لهذا الملتقى أن يكون بداية مرحلة جديدة في الأدب التونسي إبداعا ونقدا بما لاحظت فيه من باكورات هي بمثابة باقات يانعة في الشّعر والنّقد جديرة بالدّعم والتشجيع
*
أعود وفي وجداني أجمل الذكريات
أعود ووطابي فيه بعض هذه الإصدارات الجديدة فشكرا للأصدقاء على إهداءاتهم وهم :
ـ الدكتور محسن قرسان وإصداره ـ عمل الشهادة ودلالتها
ـ الدكتور محمد نجيب بوطالب وإصداره ـ الهروب ـ من الكامور إلى أوروباـ
ـ الأستاذ الشاعر رضوان العجرودي وديوانه فرج يختفي في المرآة
*
تطاوين…شكرا جزيلا على هذا الملتقى
تطاوين شكرا وارفا على التكريم الذي حظيت به !

حول سوف عبيد

* من مواليد موسم حصاد 1952 وسُجّل في دفتر شيخ المنطقة بتاريخ يوم 7 أوت 1952 ببئر الكرمة في بلد غُمراسن بالجنوب التونسي درس بالمدرسة الاِبتدائية بضاحية ـ مِقرين ـ تونس العاصمة سنة 1958 ـ بالمدرسة الابتدائية بغُمراسن سنة 1960 ـ بالمدرسة الابتدائية بنهج المغرب بتونس سنة1962 ـ بمعهد الصّادقية بتونس سنة 1964 ـ بمعهد اِبن شرف بتونس سنة 1969 * تخرّج من كلية اﻵداب بتونس بشهادة ـ أستاذية الآداب العربية ـ ثمّ في سنة 1976 بشهادة ـ الكفاءة في البحث ـ حول ـ تفسير الإمام اِبن عَرْفَة ـ سنة 1979 * باشر تدريس اللّغة العربية وآدابها بـ ـ معهد اِبن أبي الضّياف بمنّوبة ـ المعهد الثانوي ببوسالم ـ المعهد الثانوي بماطر ـ معهد فرحات حشاد برادس * بدأ النّشر منذ 1970 في الجرائد والمجلات : الصّباح ـ الملحق الثقافي لجريدة العمل ـ الصّدى ـ الفكر ـ ألِف ـ الحياة الثقافية ـ الموقف ـ الشّعب ـ الرأي ـ الأيام ـ الشّرق الأوسط ـ القدس,,,وبمواقع ـ دروب ـ إنانا ـ المثقّف ـ أنفاس ـ أوتار ـ ألف ـ قاب قوسين ـ … * شارك في النّوادي والنّدوات الثقافية بتونس وخارجها : ليبيا ـ الجزائر ـ المغرب ـ مصر ـ العربية السعودية ـ الأردن ـ سوريا ـ العراق ـ إسبانيا ـ فرنسا ـ إيطاليا ـ ألمانيا ـ بلجيكا ـ هولاندا ـ اليونان ـ * من مؤسسي نادي الشّعر بدار الثقافة ـ اِبن خلدون ـ بتونس سنة 1974 واِنضمّ إلى اِتّحاد الكتاب التونسيين سنة 1980 واُنْتُخِبَ في هيئته المديرة في دورة سنة 1990 أمينا عاما ثم في دورة سنة 2000 نائب رئيس فساهم في تنظيم مؤتمر اِتحاد الأدباء العرب ومهرجان الشعر العربي بتونس سنة 1991 وفي إصدار مجلة ـ المسار ـ وفي تأسيس فروعه وفي تنظيم الندوات والمهرجانات الأدبية وشارك في الهيئة الاِستشارية لمجلة الحياة الثقافية وأسّس منتدى أدب التلاميذ سنة 1990 الذي تواصل سنويا في كامل أنحاء البلاد إلى سنة 2010 ونظّم الملتقى الأوّل والثاني لأدباء الأنترنت بتونس سنتي 2009 و 2010 وأسس نادي الشعر ـ أبو القاسم الشابي ـ سنة 2012 وترأس جمعية ـ اِبن عرفة الثقافية ـ سنة 2013 و2014 وأسس جمعية مهرجان الياسمين برادس 2018 * صدر له 1 ـ الأرض عطشى ـ 1980 2 ـ نوّارة الملح ـ 1984 3 ـ اِمرأة الفُسيفساء ـ 1985 4 ـ صديد الرّوح ـ 1989 5 ـ جناح خارج السرب ـ 1991 6 ـ نبعٌُ واحد لضفاف شتّى ـ 1999 7 ـ عُمرٌ واحد لا يكفي ـ 2004 8 ـ حارقُ البحر ـ نشر إلكتروني عن دار إنانا ـ 2008 ثم صدر عن دار اليمامة بتونس ـ 2013 9 ـ AL JAZIA ـ الجازية ـ بترجمة حمادي بالحاج ـ 2008 10 ـ ألوان على كلمات ـ بلوحات عثمان بَبّة وترجمته ـ طبعة خاصة ـ 2008 11 ـ حركات الشّعر الجديد بتونس ـ 2008 12ـ صفحات من كتاب الوجود ـ القصائد النثرية للشّابي ـ2009 13 ـ oxyde L’âme قصائد مختارة ترجمها عبد المجيد يوسف ـ2015 14ـ ديوان سُوف عبيد ـ عن دار الاِتحاد للنشر والتوزيع تونس2017