بمناسبة زيارة إلى جزيرة قرقنة التونسية وبدعوة كريمة إلى رحلة بحرية من صديقنا الشّاعر محمد صّدُّود أصيل الجزيرة ركبنا زورقا من زوارق الصّيد برفقة ثلاثة بحارة فكانت مناسبة مفيدة كي نطّلع عن كثب على بعض طرق الصيد في هذه الجزيرة الجميلة وهي في الواقع أرخبيل من عديد الجُزر , ومن عجائب الدنيا في هذه الجزيرة أن البحر المحيط بها يملكه القوم هناك مساحات مساحات كمثل ما يملك الفلاحون قطع الأرض على البسيطة حقولا وبساتين وحدائق ويتصرفون في تلك المساحات البحرية مثلما يتصرف المالكون للأرض بيعا وشراء وكراء وهذه لَعَمْري إحدى العجائب التي لا تجدها إلا في جُزر قرقنة التي يصطاد أهلها السمك بجريد النّخل أيضا فيعمدون إلى الجريد يغرسونه سطورا سطورا في مواضع المياه الضّحلة وتنتهي تلك السطور بالمصيدة التي يأتي إليها السمك وهو يتّبع سطور النخل عندما يرتفع ماء البحر في أوقات وأيام معلومة وهذه من فوائد النّخلة الكثيرة تلك التي لا تُحصى ولا تُعدّ في البرّ والبحر أيضا…
ومن عجائب قرقنة أيضا انّ النخل فيها يُعتبر مِلكا من دون الأرض التي فيها فقد أخبرنا صديقنا الشاعر محمد صدّود أنه وبعد أعوام من شرائه الأرض التي بنى عليها داره جاءه أحد وطلب منه أن يمكنه من اِستغلال النخلات التي في الحديقة زاعما انها تعود بالإرث له دون الأرض فسمح له مرّتين أو ثلاثا ثم انصرف ولم يعد منذ سنوات
تلك قرقنة… عالم جميل وثريّ بخبرات عديدة في جميع المجالات اِكتسبها أهلها بالعزم والصبر والنجربة جيلا فجيلا وعصرا فعصرا .