آخر ما قرأت – رواية حبيبة بنت الرحيبة

آخر ما قرأت – رواية حبيبة بنت الرحيبة

– 1 –
ما فتئ الشاعر والأديب المختار بن إسماعيل يستحضر مدينة تستور التونسية في أغلب ما نشر من مجموعات شعرية وروايات مذكّرا في كل صفحة تقريبا بتاريخها الأندلسي وواصفا أرجاء عمرانها ومفصّلا أحياءها ومصوّرا دقائق الحياة اليومية في بيوتها ودكاكينها لكأنه يريد بعث الحياة الماضية في هذه المدينة المتميزة بنمطها الخاص منذ أن استقرت في ربوعها الجالية الأندلسية عند مطلع القرن السابع عشر .


وقد اشتهرت مدينة تستور بفن المالوف إذ تعتبر موطنه الأصلي في تونس وإضافة إلى ولوع أهالي تستور بهذا الفن اللطيف الذي ينمّ عن ذوق حضاري أندلسي فالمدينة اشتهرت كذلك بالفنانة حبيبة مسيكة التي انتسبت إلى هذه المدينة في فترة زاهرة من مسيرتها الفنية فكأني بالدكتور المختار بن إسماعيل أراد أن يسترجع تلك الفترة من خلال روايته – حبيبة بنت الرحيبة –
– 2 –
الطريف في الرواية أنها لم تسترجع حياة حبيبة مسيكة بمراحلها المعروفة وإنما جعل المؤلف شخصية أخرى شغوفة بها إلى حد التماهي والاستنساخ تعيش تقريبا  ظروفا شبيهة بتلك التي عاشتها الفنانة سواء ولعها بالغناء وحبها للفن أو حتى تعلق المحبين بها وخاصة شخصية أحدهم وقد كان من أكبر أثرياء تستور ومن شدة تعلقه بها أغدق عليها ثروته الطائلة وشيّد لها دارا فخمة هي الآن صارت فضاء ثقافيا وفيه تتواصل شخصية الرواية الرئيسية مع شخصية الفنانة حبيبة مسيكة فتسير تقريبا على نفس دروب حياتها وتتماهى معها في أسلوب حياتها حتى أوقعت أحد الفلاحين الأثرياء في غرامها وجعل ينفق عليها مثلما كان ينفق على حبيبة مسيكة حبيبها .
– 3 –
الرواية إذن روايتان متوازيتان ومتشابهتان وذلك عندما تعود بنا حينا إلى تفاصيل الفنانة حبيبة مسيكة وحينا عندما تجعلنا نواكب حياة البطلة بنت الرحيبة من عهد طفولتها وشغفها بالمطالعة إلى بداية اكتشافها لشخصية الفنانة حبيبة مسيكة وتعلقها بها تعلقا شديدا إلى حدّ أن باتت تحلم أنهاتكلمها في المنام وتفشي لها بأسرارها وشاء الراوي أن يجعل نهاية حياة بنت الرحيبة مثل نهاية حبيبة مسيكة التي أحرقها حبيبها وهي نائمة غير أن حبيبة بنت الرحيبة التهمتها نيران المنصة بمناسبة إقامة عرس كبير وهنا تبلغ الرواية أوج التطابق والتماهي بين الشخصيتين فهذه الرواية إذن للدكتور المختار بن إسماعيل تمثل كتابة لتاريخ مدينة تستور من خلال استرجاع شخصية الفنانة حبيبة مسيكة .

حول سوف عبيد

* من مواليد موسم حصاد 1952 وسُجّل في دفتر شيخ المنطقة بتاريخ يوم 7 أوت 1952 ببئر الكرمة في بلد غُمراسن بالجنوب التونسي درس بالمدرسة الاِبتدائية بضاحية ـ مِقرين ـ تونس العاصمة سنة 1958 ـ بالمدرسة الابتدائية بغُمراسن سنة 1960 ـ بالمدرسة الابتدائية بنهج المغرب بتونس سنة1962 ـ بمعهد الصّادقية بتونس سنة 1964 ـ بمعهد اِبن شرف بتونس سنة 1969 * تخرّج من كلية اﻵداب بتونس بشهادة ـ أستاذية الآداب العربية ـ ثمّ في سنة 1976 بشهادة ـ الكفاءة في البحث ـ حول ـ تفسير الإمام اِبن عَرْفَة ـ سنة 1979 * باشر تدريس اللّغة العربية وآدابها بـ ـ معهد اِبن أبي الضّياف بمنّوبة ـ المعهد الثانوي ببوسالم ـ المعهد الثانوي بماطر ـ معهد فرحات حشاد برادس * بدأ النّشر منذ 1970 في الجرائد والمجلات : الصّباح ـ الملحق الثقافي لجريدة العمل ـ الصّدى ـ الفكر ـ ألِف ـ الحياة الثقافية ـ الموقف ـ الشّعب ـ الرأي ـ الأيام ـ الشّرق الأوسط ـ القدس,,,وبمواقع ـ دروب ـ إنانا ـ المثقّف ـ أنفاس ـ أوتار ـ ألف ـ قاب قوسين ـ … * شارك في النّوادي والنّدوات الثقافية بتونس وخارجها : ليبيا ـ الجزائر ـ المغرب ـ مصر ـ العربية السعودية ـ الأردن ـ سوريا ـ العراق ـ إسبانيا ـ فرنسا ـ إيطاليا ـ ألمانيا ـ بلجيكا ـ هولاندا ـ اليونان ـ * من مؤسسي نادي الشّعر بدار الثقافة ـ اِبن خلدون ـ بتونس سنة 1974 واِنضمّ إلى اِتّحاد الكتاب التونسيين سنة 1980 واُنْتُخِبَ في هيئته المديرة في دورة سنة 1990 أمينا عاما ثم في دورة سنة 2000 نائب رئيس فساهم في تنظيم مؤتمر اِتحاد الأدباء العرب ومهرجان الشعر العربي بتونس سنة 1991 وفي إصدار مجلة ـ المسار ـ وفي تأسيس فروعه وفي تنظيم الندوات والمهرجانات الأدبية وشارك في الهيئة الاِستشارية لمجلة الحياة الثقافية وأسّس منتدى أدب التلاميذ سنة 1990 الذي تواصل سنويا في كامل أنحاء البلاد إلى سنة 2010 ونظّم الملتقى الأوّل والثاني لأدباء الأنترنت بتونس سنتي 2009 و 2010 وأسس نادي الشعر ـ أبو القاسم الشابي ـ سنة 2012 وترأس جمعية ـ اِبن عرفة الثقافية ـ سنة 2013 و2014 وأسس جمعية مهرجان الياسمين برادس 2018 * صدر له 1 ـ الأرض عطشى ـ 1980 2 ـ نوّارة الملح ـ 1984 3 ـ اِمرأة الفُسيفساء ـ 1985 4 ـ صديد الرّوح ـ 1989 5 ـ جناح خارج السرب ـ 1991 6 ـ نبعٌُ واحد لضفاف شتّى ـ 1999 7 ـ عُمرٌ واحد لا يكفي ـ 2004 8 ـ حارقُ البحر ـ نشر إلكتروني عن دار إنانا ـ 2008 ثم صدر عن دار اليمامة بتونس ـ 2013 9 ـ AL JAZIA ـ الجازية ـ بترجمة حمادي بالحاج ـ 2008 10 ـ ألوان على كلمات ـ بلوحات عثمان بَبّة وترجمته ـ طبعة خاصة ـ 2008 11 ـ حركات الشّعر الجديد بتونس ـ 2008 12ـ صفحات من كتاب الوجود ـ القصائد النثرية للشّابي ـ2009 13 ـ oxyde L’âme قصائد مختارة ترجمها عبد المجيد يوسف ـ2015 14ـ ديوان سُوف عبيد ـ عن دار الاِتحاد للنشر والتوزيع تونس2017