شعراءُ ـ سِيكا الكاف ـ وشاعراتُها

شعراءُ ـ سِيكا الكاف ـ وشاعراتُها

سُوف عبيد


ـ 1 ـ سِيكَا أو المدينة التونسية ـ الكاف ـ

أصل الكلمة سِكّا فِنِيرِيَا” Sicca Veneria وهي من التسميات الرومانية التي ربما تعود إلى اللغة الأمازيغية وهي مدينة عريقة بالشمال الغربي تبعد عن العاصمة تونس 160 كلم ويمكن اِعتبارها المنارة الثقافية الأولى في الشمال التونسي فقد أنجبت منذ أوائل القرن العشرين على الأقل أجيالا متوالية في مختلف الفنون من الغناء والمسرح والسينما إلى الشعر والقصة وغيرها

فهذا التميّز الثقافي لمدينة الكاف جعل من المبدعين المنتسبين إليها وإلى ربوعها يشعرون بنخوة خاصة تلاحظها في أحاديثهم بحيث لا يكاد أحدهم يمضي معك في الكلام حتى يذكر لك شيئا عن الكاف سواء عادة من عاداتهم أو مكانا فيها أو بالقرب منها أو أغنية من أغانيها أو حادثة وقعت له فيها أو شخصا تعرفه وكم يكون سعيدا بل مفتخرا به عندما يعلمك أن ذلك الشخص الذي تعرفه هو من الكاف فليس عجبا إذن أن يترك صديقي الشاعر ـ المهدي القاطري ـ اسمه ويتسمّى ـ الحلاج الكافي ـ وصديقنا هذا كأني به ـ بمعية الصديقين الشاعرين بوبكر العموري وعماد الزغلامي وغيرهما بصدد تجميع شعراء الكاف وأدبائها في رابطة أو جمعية أو ودادية ليتنظّموا فيها من أجل تنسيق نشاطهم الثقافي في الجهة وفي خارجها وبهذه المناسب أعبّر لهم عن مساندتي المبدئية يقينا منّي أن العمل الجمعياتي هو أساس المجتمع المدني أوّلا وثانيا أعتبر أن المجهود الثقافي الفردي لا يمكن له أن يستمرّ ومصيره لامحالة إلى التلاشي .

 ــ 2 ـ شهدت تونس عديد الجماعات الأدبية التي كان لبعضها الأثر الواضح في تطور الأدب التونسي من بينها نذكر خاصة أدباء مجلة العالم الأدبي التي برز منهم أبو القاسم الشابي ومحمد الحليوي ومحمد البشروش ثم جماعة تحت السور وبرز منهم بيرم التونسي وعلي الدوعاجي وبعدهم ظهر جماعة مجلة ـ المباحث ـ التي أظهرت أدباء جددا من ذوي التكوين المدرسي العصري والمنفتحين على الثقافة الفرنسية من بينهم خاصة محمود المسعدي والصادق مازيغ والشاذلي القليبي ومصطفى الفيلالي ثم ظهرت مجلة ـ الندوة ـ وفي مطلع الخمسينيات أنشئت رابطة القلم الجديد ومن بين أعلامها منور صمادح والشاذلي زوكار وبعض الشعراء والأدباء الجزائريين المقيمين في تونس وقد شهدت الخمسينيات صدور مجلة ـ الفكر ـ وظهور تجديد شعري كبير ضمن الاِلتزام التحرري والاِجتماعي فاِنبثق الشعر الحر القائم على أساس التفعيلة ويمثله خاصة الشاعران مصطفى الحبيب بحري ومحسن بن حميدة وبدأ في آخر هذه السنوات تنظيم ـ العكاظيات ـ بمناسبة بعض الأعياد الوطنية وفي أعياد ميلاد بورقيبة خاصة وقد شارك فيها عدد كبير من الشعراء التونسيين والعرب وكان الشاعر أحمد اللغماني أبرزهم ثم في أوّل الستينيات صدرت مجلة ـ التجديد ـ ذات المنهج التقدّمي على يد كوكبة من الأساتذة الجامعيين الجُدد من بينهم منجي الشملي وصالح القرمادي وتأسس نادي القصة ومن أعلامه الأوائل محمد العروسي المطوي والطاهر قيقة ومصطفى الفارسي وعز الدين المدني وحسن نصر وغيرهم وفي آخر الستينيات برز شعراء جماعة غير العمودي والحر ضمن حركة الطليعة عامة وهي حركة ثقافية عارمة قامت على الرفض والتجديد في سائر الفنون من المسرح والرّسم إلى الموسيقى والسينما ومن بين شعرائها محمد الحبيب الزناد والطاهر الهمامي وفضيلة الشابي وأحمد الحباشة ومحمد مصمولي ومن بين نقادها محمد صالح بن عمر واحمد الحاذق العرف وفي أوّل السبعينيات من هذا القرن القرن العشرين تأسّس اِتحاد الكتاب التونسيين الذي نظّم مؤتمر الأدباء العرب ومهرجان الشعر العربي سنة 1973 واِلتفّت جماعات من الأقلام الشابة وقتذاك ضمن مجموعات مثل جماعة نادي الشعر في تونس من بينهم عبد الحميد خريف ومحمد أحمد القابسي ومختار اللغماني وهشام بوقمرة وحسين العوري واحميدة الصولي وعلي دب ومحمود الماجري وآدم فتحي ونجاة العدواني ومحمد العوني والطاهر الضيفاوي وغيرهم وجماعة الشعر المنجمي في الجنوب الغربي من بينهم سالم الشعباني ومحمد عمار شعابنية وأحمد مختار الهادي وغيرهم وجماعة الأخلاء منهم خاصة أبو وجدان الصادق شرف ويوسف رزوقة وبشير المشرقي وعبد الله مالك القاسمي والحبيب الهمامي وعبد الرؤوف بو فتح وظهرت كذلك في آخر السبعينيات جماعة صغيرة على أساس الألفة والصداقة مثل جماعة الفتية الشرسين من بينهم حسونة المصباحي وخالد النجار أو جماعة مقهى الزنوج من بينهم منصف المزغني ومحمد العوني ـ الشاعر ـ ومحمد الصغير أولاد أحمد أو جماعة الرّياح الأربعة وهم الشعراء الذين نشروا دواوينهم في ـ دار الرياح الأربعة ـ التي نظمت لهم بعض الأمسيات الشعرية وقد نظّمت ـ دار الثقافة ابن خلدون ـ ثم ـ دار الثقافة ابن رشيق ـ بالعاصمة أسبوع الشعر التونسي سنتي 1980 و1981 وحفلت المبادرتان بمشاركة عشرات الشعراء وتضمّنت قراءات شعرية مع ورقات نقدية وحوارات عميقة اِستمرّت ساعات طويلة إلى أن اِنعقد الملتقى الأول والثاني للشعر التونسي بالمركز الثقافي الدولي بالحمامات في أوائل الثمانينيات وقد اِنقسم الشعراء المشاركون وقتذاك إلى ثلاث مجموعات مختلفة هي جماعة المنحى الواقعي وجماعة القيروان وجماعة الرّيح الإبداعية وكان الخلاف بينها على أساس إديولوجي بدرجة كبيرة فجماعة القيروان كانوا يميلون إلى مقولات القومية المشرقية وجماعة المنحى الواقعي ظلوا متمسكين بمقولات المدرسة الواقعية الاِشتراكية بينما جماعة الريح الإبداعية أكّدت على الجانب التحرّري والإنساني في الأدب وهذه الجماعات الثلاث واصلت نشاطها وتطورت نصوصها وراجعت أحيانا مقولاتها حتى اِقترب بعضها من بعض وشهدت تونس في هذه السنوات حضور عديد الأدباء والشعراء العرب والفلسطينيين خاصة ودأبت مختلف نواحي البلاد على تنظيم عديد الملتقيات والمهرجانات الأدبية والشعرية في مدن توزر وقليبية والمنستير وبنزرت وصفاقس وحيّ الزهور بالعاصمة وغيرها فما كاد القرن العشرون ينتهي حتى وضعت الحروب الشعرية أوزارها وظهرت منذ التسعينيات أسماء شعرية حقّقت إضافة نوعية في مسيرة الشعر التونسي وعزّزت عن جدارة المشهد الإبداعي الجديد بما فيه من توالي الأجيال وتنوّع المضامين والأشكال وبات من شبه الاِقتناع والإجماع أن الشّعر البديع يمكن أن يكون على أكثر من منوال سواء ضمن التفعيلات أو البحور أو ضمن التحرر منها على أنساق الشعر المنثور فالعبرة بالجودة والإضافة والتميّز في أيّ شكل وفي أي نوع من النصوص الشعرية

.ـ 3 ـ أرجو أن تكون مبادرة شعراء سيكا إضافة نوعية في الشعر التونسي المعاصر الذي منذ سنوات عديدة يراوح تقريبا نفس الأسماء بنفس المواضيع والأشكال الفنية إذا ما اِستثنينا بعض الظواهر المنتشرة مثل ظاهرة قصيدة الومضة وقصيدة الهايكو وحتى هذه الظاهرة لا نكاد نجد فيها تميّزا خاصا إن نحن اِطلعنا على الآداب الأخرى في العالم هذه الآداب التي أصبح الاِطلاع عليها ميسورا بفضل اِنتشار الأنترنات وبفضل بوّابة ـ غُوغل ـ العجيبة بحيث ما عاد مقبولا أن ينكفئ أدبنا على نفسه فلا ننظر من خلاله إلا إلى أنفسنا في المرآة .صحيح أننا نشجع الأقلام الجديدة ومن واجبنا فسح لها المجال للظهور والمشاركة والنشر وحتّى تحمّل المسؤولية في الجمعيات الثقافية ولكن من الواجب أيضا أن ندعوها إلى ضرورة الِاطلاع على مختلف التجارب السّابقة في تونس وفي البلدان العربية وكذلك في بقية الآداب في العالم حتى تملأ وطابها وحتى لا نُكرّر ما قاله السابقون إن هي رامت الإضافة والإبداع فليت أن هذه الأقلام الجديدة قرأت نصوص زبيدة بشير ومحي الدين خريّف وصالح القرمادي ومختار اللغماني وعبد الله مالك القاسمي وحسين القهواجي ولُوركا وناظم حِكمت ونيرودا وغيرهم لتسنّى لها تقديم نصوص أرقى بكثيرولا شك إنّ الذي يجعلني متفائلا بمبادرة شعراء سيكا ما يلي

* إنّ هذه المبادرة تضمّ شعراء وشاعرات مختلفين في نصوصهم الشعرية من حيث المضامين والأشكال وحتى اللغة فالبعض يكتب بالعربية الفصحى وفي العمودي وفي التفعيلة وفي البحر وفي غير هذا وذاك من قصيد النثر والومضة والهايكو والبعض يكتب باللغة التونسية سواء على أوزان الشعر الشعبي أو غيرها من الإيقاعات الجديدة والبعض يكتب باللغة الفرنسية فهذا التنوّع في الألوان والأنواع سيفضي لا محالة إلى تلاقح واِنفتاح على مجالات أخرى لدى الشعراء

** إنّ هذه المبادرة تشمل أقلاما ذات مسيرة طويلة ومحترمة والبعض منها ذو رصيد أدبي وعلميّ ممّا يسمح بدعم الأقلام الجديدة التي يبشّر الكثير منها بمستقبل إبداعي إذا ما أخذت الكتابة مأخذ الجدّ ودأبت على المثابرة والمكابدة

*** إنّ هذه المبادرة قائمة على ذوي الخبرة في التنظيم يحدُوهم الحماس والإخلاص للأدب التونسي في كنف القيم الإنسانية الخالدة فعسى أن تتمخّض هذه الحركة على فتوحات جديدة في المسيرة الحافلة للأدب التونسي وما ذلك بعزيز متى خلُصت النوايا وتدعّمت بالعزم وتسلّحت بالمعرفة واِِكتوت بالمكابدة والمعاناةلا تقل كما قيل واِطلع مكان الشّمس ! ـ صالح القرمادي ـ

شعراء سيكا الكاف وشاعراتها

من شعراء ربوع مدينة الكاف وأدبائها محمد الورغي الذي عاصر الدولة الحسينية في القرن الثامن عشر 1713 ـ 1776 ومن شعرائها الكبار في الشعر الشّعبي عبد الرحمان الكافي 1885- 1934 ومن أبرز شعرائها الذين غادرونا الصّديق الشاعر عبد الله مالك القاسمي

وقد نشر صديقي الشاعر بوبكر عموري مشكورا على صفحته قائمة أوّلية في شعراء الكاف وشاعراتها عسى أن يضيف إليها تتضمن الأسماء التالية وهي :

حسين العوري شاعر وجامعي

فتحي فارس جامعي اكاديمي

رمضان العوري جامعي واكاديمي

منية عبيدي شاعرة وجامعية

محمد التليلي جامعي ومؤرخ

سالم مساهلي جامعي وشاعر

محمد الهادئ الطاهري جامعي وباحث

شفيع بالزين جامعي وناقد

مراد الخضراوي استاذ ثانوي وناقد

حياة علوي جامعية وباحثة

هيبه مسعودي باحثة وناقدة

وليد الزيدي شاعر وجامعي

عمر العلوي جامعي وكاتب

عبد الستار عبروقي شاعر وكاتب باللغتين ورسام

سيدة عشتار بن علي شاعرة وكاتبة

عماد الزغلامي شاعر

وسيلة مولهي شاعرة

رشيد الخلفاوي شاعر

بشير المسعودي شاعر

طارق القلعي شاعر

محبوبة الخماسي شاعرة وقصاصة وروائيه

رحيم الجماعي شاعر

آسيا الشارني شاعرة

نورالدين بن يمينة شاعر

حنان علوي شاعرة

نعمان حباسي روائي

شكري الدشراوي شاعر

وليد السبيعي شاعر

آمال مناعي شاعرة

مهدي القاطري المعروف بالحلاج الكافي شاعر

علالة الحواشي شاعر

زهرة حواشي شاعرة

فوزية حيدري شاعرة

كوثر خليل شاعرة وروائية وناقده

مريم الخضراوي شاعرة

سميرة الكسراوي شاعرة

كريمة الحسيني شاعرة

زهور العربي شاعرة

دليلة الزيتوني قصاصة

زهرة العبيدي شاعرة

زهور العربي شاعرة

شكري الشامخي قصاص وروائي

قيس النجلاوي شاعر

بسام الشارني ناقد وجامعي

مراد العوني قصاص وروائي

فوزية الزواري باحثة

منجي جباري باحث وكاتب

الطيب الجوادي روائي

عبدالوهاب الشارني جامعي وباحث

عبدالوهاب الشارني جامعي وفنان تشكيلي

فتحي اولاد بوهدة جامعي وناقد

مريم عبيدي قاصة وروائية

أمامي بن علي قاصة وروائية

الشافعي الخضراوي شاعر

سنية بوغانمي شاعرة

نجوى السالمي شاعرة

شكري الشامخي قصاص

خديجة ماجد شاعرة

توفيق بن بريك صحفي وكاتب

آمال مختار روائية

لطيف العربي البرهومي شاعر

حسن بوقطفة الشيخاوي شاعر

وهيبة المهذبي شاعرة

منجي الطيب الوسلاتي شاعر

معز زغلامي كاتب مسرحي

عبد الحميد محمودي شاعر

خالد الجباري شاعر

رشيدة الشارني كاتبة

سعاد المرايحي قصاصة

سعدية الخضراني ناقدة وفنانة تشكيلية

مريم عبروقي شاعرة

حبيبة مسعودي شاعرة

عمار بلغيث فنان تشكيلي

منصف برايكي روائي وناقد

نورالدين مكاوي قصاص

محسن الشابي شاعر وروائي

ناجي بوغانمي قاص

كمال الشارني روائي

نماذج من القصائد

الشاعر بوبكر عموري *

ـ مكتوب عليك ـ

مكتوب عليك الغدر ياولدا وياطفلا

منك النبوءة فاسح العمر في الإرجاء

ومكتوب عليك الدمع

في حبر لايطال حذائي

إذا وقفت وصحبتي

قال المقيل بين ظل بمائي

بستاني أخضر

وقد يبست من شجر ي

وأعضائي

وقلت لكل كلابك النابحات

نجم أنا

وقد خسرتم ضيائي

وأقمار علي تعمدت

أن أخون

شمسا

والشمس قلبي

والمحيطون مائي

يازمنا صار كلاب الغادرين كلابا

وصرنا بين الكلاب

فريسة

والنسر ريشة في حذائي

لست تدرك أنك ميت

مهما بك اللص

مختصر

كالبلاء

….

ورد أنا وأمً عليك

وإن أمًك

في الزمان شقائي

ياسيداتي وسادتي

الشعر حبر

وحرب

وخصر

وانثى

والشعر ليس رخيصا

ليكتبه

كاذب ومرائي

الشاعر الحلاج الكافي *

ـ بيت الكوفيد ـ


شُـفِـيـتُ

وكطفـلٍ صغيـرْ..

رَكَلْتُ غطـائي

وبَحَثْـتُ عن لُعَبي تحتَ السّريـرْ.

بَـرِئتُ..

بـضربة حَظّ.ِ.

أو لأنّني ابن خُبـز الشّعيـرْ..

عندما زار اللّعين صدري

لم يكنْ صندوق نعشي

جاهـزا للمساميرْ

كأنّني سُمّا سُقيتُ،

ثمّ عُفيتُ..

ثمّ دُعِيتُ لنـومٍ قـريرْ ..

في لحظة وهَـنٍ..

تراءى لي أنه يهُـوذا

وأننّي المسيح في العشاء الأخير ..

كم ليلةٍ بِـتُّ..

أُلاعِـبُ حَنَـشَ الألـم ..

وأفـعَـى المـزاميـرْ !

لم أكنْ رخـوًا..

ولا لقمة سائغة ليُطمَـع فيّْ

كنتُ بقُـوّة بغـلٍ وصبر بعيـرْ

لم تكـنْ لي وَصَايَـا

لأركنها لبنـاتي

في طريق الحريـرْ

جُـرعة نَـوم أُنــالُ..

تشـَابه نَـومـي ..

ونــوم الـقُـبــورْ

لم أكنْ أحفظُ الأدعية مثل أمّي

ولا سورة من كتاب ..

لكنّ بداخلي بَـدرٌ مُنيـرْ ..

في أوَجِ الحُـمّى ..

عرّجت كالأنبيـاء على السّرس

وأسرَيتُ صُبحًا بالقصيد الأخيرْ

الشاعرة زهرة حواشي *

ـ حجّالي ـ

تعال حبيبي

أغلق الدفاتر و حرر أصابعك من القلم

انظر هناك تلك العصا المزركشة

خذها و الحق بي إلى بهوغرفتي

هيا

أتسمع ما أسمعه

إنّها نقْمرات الطبل العذبة

الآن سيبدأ حفل عرس ابنة الجيران

ها قد بدا الأخوان الشادلي بالبلطي و ابراهيم بالبلطي في الغناء

يا لزرق ولد الدولاش

حنّي وعلاش اعلاش

وحش غزالي زاد علي

يا لزرق نا نويت نزور

برّو قبلة القصور

نعزم حتى على رجليّا

***

و الآن تتغير النغمة

هيا بنا نرقص الزّقارة

عالكركار حرامو يا ناس

جاني شاقي من بر الحيوان

عالمحرامتو عكري يا ناس

و حواشيها من حب الرمان

هيا نمشو لقاضي العرب

يحل النسخة يكتبلي حريز للحب

علقتو في حزامي

شافو خالي و زاد قلبو لهب

هيا نمشو لقاضي تستور

يحل النسخة يكتب لي على الزور

و نقعدو قدامو يا ناس

ثنية هنية و نروح مطمان … “

***

و الآن أُدنُ منّي

هي ذي نغمة الحجّالي

لنرقص رقصتنا أنا و أنت فقط

ساقوه رحل

ها النّجع ال ساقوه رحل

و ادّولي بكرة البلّ

ساقوا و مشُوا

و دموعي رشراش النّو

لو كنت الخُو

اقفل صباطك و اقفز

مقابلني تْنوّى

و تبدّل و جهو و رقلْ

جبدّ السكينه و هْبَشْ

المقرون تحلْ

حلّ الجعبات و صرجاها

بزُوز كرطوشات

لحقنا بِثبات

و ما أبهاك آ حبيّب للّي صدقْ و يا النّجع …”

الشاعر عماد الزغلامي *

ـ هل يعود للحبّ ؟

رجوعُكَ للحبِّ ليْسَ حكيما

و ها أنتَ شِبْتَتُراكَ

تُصرِّحُ بالعشقِ

أمْ يسْتحيلُ هَواكَ ؟

على الشّيْبِ عَيْبٌ

و ذاكَ الجنونُ رماكَ

أزِلْها مِنَ العُمْرِ

و اِشْربْ عذابَها كأسًا

أزلْهاهَداكَ

لقلبِكَ حقٌّ عليْكَ نعمْ

إنّما أنتَ مِلْكُ سِواكَ

يُحِبُّكَ بالعمرِ

يفديكَ

يسْتلُّ مِنكَ رِضاكَ

فعِشْ لحظةَ الصّدْقِ فيكَ

تألّمْ

تجرّعْ مَرارَكَ فرْدًا

و وَسّعْ رُؤاكَ

لِتَنْظُرَ حِذْوَكَ

فوقكَتحتَكَ

بعدَكَقبلَكَ

هوِّنْ عَزاكَ

و لا تقتطعْ مِنْ شموخِكَ نتْفـًا

يكونُ شِراكَا

يُزيلُكَ مِنْكَ

و يحتلُّ عُنْفَكَ ذاكَ

أزلْها قتيلَ الهَوَى

و اِسْترحْ مِنْكَ

مِنْ عطرِ فيروسِها لوْ غزاكَ

و قلْ للمُحبّين إنّكَ

عشتَ لغيركَ رَغْمًِا

و ذا مُنتهاكَ

فلا القلبُ صافَى

و لا الحبُّ جافَى

و لا العقلُ خافَ

و لكنْ

رأيْتَ العلاقات تغدو عِراكَا

فأنشأتَ حُكمَكَ فردا

و عِشتَ بقلبٍ رَماكَ

و تحيا بدون شعورٍ

و تعلمُ أنّهُ فيه الهلاكَ

و لكنْ حنانَيْكَ

كيف ستكتُبُ شعرا رقيقا؟

بدون شعورٍ يهزُّ نُهاكَ؟

بدون غرامٍ

بدون جنونٍ

يكونُ حِراكَا؟

يكون اِنْفلاتا

بقلبكَ ذاكَ ؟؟؟

الشاعرة عشتار بن علي

ـ ملحمة زليخة ـ

مازلت أسمع ركاب خيلك يا يوسف….

صدى صهيلك

مازلت حين أنفخ في الصّور ….

يخرج لهيبا اسمك

مازلت حين أخطّ بالسّكّين على شراييني

يسيل دما اسمك

أنا راعيل بنت رماييل

أنا زليخة التي أرادت أن تنجبك منك…..

وحشيّة أنوثتي ….

وعيناي رغيفان جائعان

مهزومة حدّ الذّبح

شاب رأسي وتقوّس ظهري

جفّ ماء عيني

أنا راعيل الّتي أرادت نحر ربّها

هممت بي وهممت بك

كدنا ان نغرق في الشّهد

كدناأن ننهش الفراش والسّتائر

لولا برهان ربّك لولا برهان ربّك

اهتزّت تقاليد السّماء

وثغرك الذي كان خادمي

في لحظة العناق صار ربّي

قلت لك: هيت لك…..

فردّت لهفتك :عشقك صلاتي

فلنمزّق معا خرائط الذّل

ونعلن انبعاث الكون

نهدك الهي وجوهرتي

فتحدّري يا زليخة واسترسلي ..

لم أكبر ………

مازلت الطّفل الذي توسّد دفئ صدرك

تغلغلي في تفاصيلي

حتّى انسى غدر اخوتي

أوقفي نزف جروحي

طهّري قروحي….

وأعيدي لي طفولتي وجموحي

دعي فرس النّار تحلّق طيرا ….

الليلة صار القمر في يميني غجريا ..

والشمس في يساري متسوّلة ..

لولا برهان ربك لولا برهان ربّك

مزّقت قميصك يا يوسف..

وأمرت السجّان بجلدك

حين نقعت ابهام رجلك في رحمي

حين صار العشق موتا….

والعنفوان شحوبا ….

حين أطرقت باستحياء لتقول :

اعذريني ..هذه فرصتي لأكون نبيّا ….

لم أكن أعلم أنك كنت تساوم الوقت

لم أدرك أنّك كنت ترشي اللّحظات

كي تصبح الها أو نبيّا

سملت عيناي واحترقت خيمتي

يا يوسف ….!

غدوت في كتب تاريخ العشق قطعة نار محنّطة

وقلبي صار قبلة مجفّفة

صارت مزارا دمعتي ….

يا لمكرك يا يوسف ..!

سكبت النّار في أقداح جنوني

حاورت أزرار فستاني ..

سال الشّغف من عينيك

وصرخ همسك :

فلتشهد الأبواب المغلقة

أنّي عاشق حدّ التّبخّر ..

فلتشهد الجدران ..

أنّي طير نما ريشه بين أناملك..

فلتشهد النّار….

أني كشفيف الثّلج أذوب بين أحضانك ..

التحفي كيدك يا زليخة ….

فمكر الثعالب في عينيك ولعي ووطني

ترنّمي ترنّمي يا مهزومة البطن

وأشيدي بالتّرنّم ….

فبنو المستوحشة يا حبيبتي

أكثر من بني ذات البعل…..

أمطرت بك السّماء زهرا ونارايا يوسف …..

ومن أصابعك طفرت أسطورة الشّجرة العاشقة

مازلت أسمع صهيل خيلك

كدت أن انجبك منك

لولا برهان ربّك…..لولا برهان ربّك

الشاعرة كريمة الحسيني *

ـ صاحب الظل الطويل ـ

رجل يسكن وجداني

ظله يرسم خطواتي

يسرقني من أزماني

يصارع الريح لأجلي

يبدد السحب ليلقاني

إذا اقترب

يتراقص زهر فستاني

يطول شعري

يحمر خدي

تتوحد أوطاني

تتحرر فلسطين

نزور القدس معا

نأخذ صور السيلفي

في كل مكان

إذا غاب القمر

أضأت له صدري

نجمتان تعانقان

السماء

ينحني

ليبارك نورهما

يتلو المعوذتين

يطلب من الرب

أن يطيل الليل

ليستمتع بالسهر

على رائحة تبغي

و نيراني

رجل يسكن وجداني

إذا أطل

يلغي كل البشر

أسكنه كوطن

اختبئ داخله

كفرخ حمام

الشاعرة محبوبة الخماسي*

ـ رتّب حضورك ـ

* رتّب حضورك إنّ الـشّوق أعيـاني

والـــغِ الغياب فـإن الــهجـر أضناني

* بعض الذي فيّ في نفسي سأذكـره

وأنت بعضي وبعضي فــيك ألــقانـي

* وبي وجـــدتك حــتّى فـيك ذبت أنـا

وبي رسـمــتـك في ذاتــي وأفـــناني

* جــد بالـــوصال وكن منّي بمقربة

وســـامـر الــورد في أفــياء بستاني

* يا كــم بعمري لحظات سأعــشـقـها

تـــرجو اللّقاء على تــهـويم تـحناني

* كـــم عاشق كان يهواني وأجـهله

وقـــد رحـلـت وشال اللّيل عـنواني

* سلا القصور ويشكو من صبابته

ولــوعة البعد أوحت سـرّ حرماني

* لملم حــكايا الهوى من جـيب بــــوصلتي

وكــــن زماني الذي جافته أزمـــاني.

الشاعرة Edelweiss Mahjoub Nagach


Au plafond se dessinent

Des ombres vives

Grouillant de souvenirs .

j(y vois des violettes sans parfum

Des pensées sans pensées

Des mimosas

S’ engloutir dans des cauchemars .

Au plafond , les ombres se confondent

J’y vois maintenant

Le visage de ma maman

Ses yeux bleus pétillant d’argent ,

j’y vois ma soeur Lili qui rit ;

j’y vois les nuages qui l’emportèrent

Loin ,très loin de la terre ;

Et puis …j’y vois une petite fille seule

Cherchant autour d’elle

La moindre attention :

Un petit câlin ,un mot encourageant .

Elle était seule

Et la voici encore seule

Face à ce plafond sans mouvement .

Les ombres bougent

Une lumière les éclaire

Et les voilà transformés :

Ils parcourent le ciel mural

Un bateau voyage sans gouvernail ,

Sans amiral .

Un petit garçon sourit

C’est la vie qui revit .

حول سوف عبيد

* من مواليد موسم حصاد 1952 وسُجّل في دفتر شيخ المنطقة بتاريخ يوم 7 أوت 1952 ببئر الكرمة في بلد غُمراسن بالجنوب التونسي درس بالمدرسة الاِبتدائية بضاحية ـ مِقرين ـ تونس العاصمة سنة 1958 ـ بالمدرسة الابتدائية بغُمراسن سنة 1960 ـ بالمدرسة الابتدائية بنهج المغرب بتونس سنة1962 ـ بمعهد الصّادقية بتونس سنة 1964 ـ بمعهد اِبن شرف بتونس سنة 1969 * تخرّج من كلية اﻵداب بتونس بشهادة ـ أستاذية الآداب العربية ـ ثمّ في سنة 1976 بشهادة ـ الكفاءة في البحث ـ حول ـ تفسير الإمام اِبن عَرْفَة ـ سنة 1979 * باشر تدريس اللّغة العربية وآدابها بـ ـ معهد اِبن أبي الضّياف بمنّوبة ـ المعهد الثانوي ببوسالم ـ المعهد الثانوي بماطر ـ معهد فرحات حشاد برادس * بدأ النّشر منذ 1970 في الجرائد والمجلات : الصّباح ـ الملحق الثقافي لجريدة العمل ـ الصّدى ـ الفكر ـ ألِف ـ الحياة الثقافية ـ الموقف ـ الشّعب ـ الرأي ـ الأيام ـ الشّرق الأوسط ـ القدس,,,وبمواقع ـ دروب ـ إنانا ـ المثقّف ـ أنفاس ـ أوتار ـ ألف ـ قاب قوسين ـ … * شارك في النّوادي والنّدوات الثقافية بتونس وخارجها : ليبيا ـ الجزائر ـ المغرب ـ مصر ـ العربية السعودية ـ الأردن ـ سوريا ـ العراق ـ إسبانيا ـ فرنسا ـ إيطاليا ـ ألمانيا ـ بلجيكا ـ هولاندا ـ اليونان ـ * من مؤسسي نادي الشّعر بدار الثقافة ـ اِبن خلدون ـ بتونس سنة 1974 واِنضمّ إلى اِتّحاد الكتاب التونسيين سنة 1980 واُنْتُخِبَ في هيئته المديرة في دورة سنة 1990 أمينا عاما ثم في دورة سنة 2000 نائب رئيس فساهم في تنظيم مؤتمر اِتحاد الأدباء العرب ومهرجان الشعر العربي بتونس سنة 1991 وفي إصدار مجلة ـ المسار ـ وفي تأسيس فروعه وفي تنظيم الندوات والمهرجانات الأدبية وشارك في الهيئة الاِستشارية لمجلة الحياة الثقافية وأسّس منتدى أدب التلاميذ سنة 1990 الذي تواصل سنويا في كامل أنحاء البلاد إلى سنة 2010 ونظّم الملتقى الأوّل والثاني لأدباء الأنترنت بتونس سنتي 2009 و 2010 وأسس نادي الشعر ـ أبو القاسم الشابي ـ سنة 2012 وترأس جمعية ـ اِبن عرفة الثقافية ـ سنة 2013 و2014 وأسس جمعية مهرجان الياسمين برادس 2018 * صدر له 1 ـ الأرض عطشى ـ 1980 2 ـ نوّارة الملح ـ 1984 3 ـ اِمرأة الفُسيفساء ـ 1985 4 ـ صديد الرّوح ـ 1989 5 ـ جناح خارج السرب ـ 1991 6 ـ نبعٌُ واحد لضفاف شتّى ـ 1999 7 ـ عُمرٌ واحد لا يكفي ـ 2004 8 ـ حارقُ البحر ـ نشر إلكتروني عن دار إنانا ـ 2008 ثم صدر عن دار اليمامة بتونس ـ 2013 9 ـ AL JAZIA ـ الجازية ـ بترجمة حمادي بالحاج ـ 2008 10 ـ ألوان على كلمات ـ بلوحات عثمان بَبّة وترجمته ـ طبعة خاصة ـ 2008 11 ـ حركات الشّعر الجديد بتونس ـ 2008 12ـ صفحات من كتاب الوجود ـ القصائد النثرية للشّابي ـ2009 13 ـ oxyde L’âme قصائد مختارة ترجمها عبد المجيد يوسف ـ2015 14ـ ديوان سُوف عبيد ـ عن دار الاِتحاد للنشر والتوزيع تونس2017