قراءة دلالية في قصيدة الشاعر والأديب سوف عبيد
“كوكب الحسن”
مشطور الخبب يتناغم مع خطوات ربة الحسن والبهاء ام هي نسمات ونغمات عذاب تخبّ في الصحراء؟
عتبة العنوان تشيّع التيمة إلى ما يتعدى الحقيقة والمالوف لأن الكوكب حامل لصفات الحسن والجمال والضياء وإضافتها إلى “الحسن” تأكيد على التفرد والكمال وتعدي المعهود المألوف الثابت .
القصيدة بايقاع خببيّ خفيف خفة المشطور رقيقة رقة الخبّ على الرمال الذهبية .وزن يحاكي نبضات القلب العاشق المتلهف .بروي “ب” مثًل نصف تيمة القصيدة “ب ” وتلازم مع النصف المتبقي “ح”. والنتيجة “حب” قصيدة طغت فيها الحروف المهموسة كالقاف والياء والنون والغاء.والسين…حروف تتناغم مع الخب والهدوء والسكون . وحرف الباء لا يخلو منه بيت واحد. تأكيدا وتشديدا على الرويّ..
يستهل الشاعر قصيدته الغزلية والتي تبرأت منذ المطلع من القصيدة الجاهلية فلا طلل ولا رسم ولا راحلة ولا فروسية بل “رب” بمعنى كم والحسن عندما يصبح مثلا يضرب فتلك إشارة الكمال والعلوً
والنفي المطلق “ما رأى” مع التعميم في المكان والاتجاه .”مشرق .مغرب” ليصبح البهاء ينسب إليها مع تعميم الديمومة الزمنية. “دائما” والتحليل والتفسير والتعليل لهذه الأحكام الباتّة “إذ.” سناها”والسنا هو الضوء الساطع انزياحات بالجملة لوصف مظاهر الحسن والبهاء ليعود إلى *حسنها”وهي الكلمة المفتاح في القصيدة لتصير من آيات العجب لتتكرر “الكوكب”لتتعدد الأفعال في الماضي المثبت في أسلوب اخباري حدثه منقض ثابت أفعال صورت بعدسة مصور سينمائي يتصيد الحركات التلقائية لتوظيفها في تثمين صاحبة الحسن والبهاء :
أقبلت .نشرت عقدت..”
أفعال دالة على الحركة المتناغمة مع الطبيعة المنسابة انسياب النور والسنا المترفّعة ترفّع الكواكب في العلياء في انزياح جمالي بديع.ليكون للوزن والتناغم مع الايقاع الحركي الخببيّ “فاعلن فاعلن “مع الوزن الموسيقي “دم تاك”لتحضر النخلة المائدة بالرطب في صورة شعرية مستقاة من واحات الجنوب التونسي موطن الشاعر الاصلي ليعود إلى الاخبار بالجمله الاسمية الثابت خبرها في الزمان والمكان ليكون للبحر حضور في مد وجزر بشبه لها بالدرة ليكون التشبيه البليغ فهي الدرة التي تأخذ صفة البحر والغوص فيها يصعب .ليمر الشاعر إلى تشبيه صريح مع وجه الشبه “مالها مقرب” دلالة على صفة التمنع في الغزل لتحضر الصور الشعرية بالتشبيه والاستعارة “وردة خدها ” “ثغرها كوثر …ليكون الإفصاح عن اللقاء وحضور المتكلم “فكتبنا” التقاء وانفراج وأدب واحرف وسنا.
قصيدة بخفة “فاعلن “وعذوبة الرطب والعسل واتساع البحر وثرائه وجمال الورد والسنا والكوكب .و”فاغلن “خبّ إبل في جوّ رومنسي جميل .
.تلك هي اشعار الشاعر سوف عبيد تهيم بالطبيعة هيام ابو القاسم الشابي وبالحب والغزل هيام جميل وعمر ويشار .
حبيبة محرزي
تونس
ـــــــــ كوكبُ الحُسن ـــــــــ