نماذج من شعر اللّهجة التونسية

نماذج من شعر اللّهجة التونسية

سُوف عبيد

إذا كانت العربية الفصحى التي وصلتنا كما هي في القرآن والشعر منتشرة على مدى الأقطارالعربية من المحيط إلى الخليج فإنها تبدو على غير هيأتها النظرية في اِِستعمالات الحياة اليومية بين العلاقات لدى مختلف النّاس حيث تتميّز وتتلوّن بخصائص معيّنة في كل قطر تقريبا وإنّ هذا التميّز يبدو في صفات اللهجة العامية التي لا تزيد العربيّة إلا إثراء وحيويّة وإنّ اللهجة التونسية لا تبتعد كثيرا عن اللغة العربية الفصحى وقد أبدع فيها شعراؤها قصائد على غاية من الإتقان فكانت شاهدة على قدرتهم في الابتكار بالإضافة إلى أبعادها الاجتماعية أو أحمد ملاك والسياسية وغيرها وإن قصائد شعراء مثل أخمد ملاك و أحمد بن موسى في القرن التاسع عشر أو عبدالرحمان الكافي و أحمد البرغوثي في النصف الأول من القرن العشرين يمكن اِعتبارها كالمعلّقات بالنسبة إلى الشعر الجاهلي

و قد سجّل ابن خلدون التأثير الاجتماعي على اللغة و فنون الأدب  ففي الفصل الخاص بعلوم اللسان في المقدّمة رأى أنّ اللغة تتأثر بما جاورها من ذلك أن عربية قريش ليست هي ذاتها عربية مضر ولاحظ كذلك أن لغة (أي لهجة) أهل المشرق تختلف بعض الشيء عن لغة أهل المغرب وكذلك لغة أهل المغرب تختلف عن أهل الأندلس لأنّ أولئك ـ كما أورد ـ خالطهم الفرس والعجم وهؤلاء خالطهم البربر والإفرنج
و لاِبن خلدون فصل آخر على قدر كبير من الأهميّة ألا وهو فصل ـ في تفسير الذّوق ـ الذي يحصل عند حذق أساليب العرب بالتعلم والممارسة والمدارسة والاِعتياد والتكرار بدون النظر إلى أصل المرء كما حصل لدى سيبوبه والزمخشري اللّذين صارا من أيّمة العربية رغم عجمتهما
وعندما يستعرض تعريف الشّعر من لدن العروضيين في قولهم (إنّه الكلام الموزون المقفّى) فإنه لا يطمئن إلى هذا التعريف بل يدعو إلى ضرورة النظر في الشّعر من جهات أخرى مثل البلاغة والوزن والاِستعارة والأوصاف وغيرها و يخلص إلى تعريف أوسع وأشمل يتمثل في قوله : ــ إن الشّعر هو الكلام البليغ المبنيّ على الاِستعارة والأوصاف المفصّل بأجزاء متّفقة في الوزن والرّوي
إذن قد تجاوز اِبن خلدون مقولة (الموزون المقفى) في الشّعر واِقترح تعريفا بديلا شاملا يؤكد فيه على الأسلوب والصّياغة من دون أن يهمل أهمية المبنى و المعنى ثم يطبق نظريته تلك على أعلام الشعر العربي فيخلص إلى أن الكثير منه ليس إلا نظما ولم يستثن حتى المتنبي والمعرّي
وإضافة إلى هذا الرأي الجريء والمخالف المتحدّي للرأي السائد
يضيف اِبن خلدون رأيا غريبا آخر يتمثل في نظرته إلى أن ( كلام الإسلاميين من العرب أعلى طبقة في البلاغة وأذواقها من كلام الجاهلية في منثورهم و منظومهم)
ويضرب على ذلك مثال حسّان بن ثابت وعمر بن أبي ربيعة والحطيئة وجرير والفرزدق ويفسر ذلك بأنّ هؤلاء قد سمعوا الطبقة العالية من الكلام في القرآن والحديث اللّذين عجز البشر عن الإتيان بمثلهما
ويزيد هذا الرّأى الجريء صراحة وبيانا فيقول بلا لبس : ــ واِرتقت ملكاتهم في البلاغة على ملكات من قبلهم من أهل الجاهلية ــ
بينما السائد لدى اللغويين والمفسرين والأدباء عموما أن كلام الجاهليين يعتبر المرجع في اللغة العربية و أساسها بل كثبرا ما يكون الفيصل عند شارحي القرآن والسنة
يتوضح لنا حينئذ أن رأي اِبن خلدون في الشّعر و اللغة لم يُسلّم فيهما بالتقليد وإنما نظر إليهما نظرة نقدية مخالفة بل معاكسة للسائد والمتفق عليه
و تبدو جرأته النقدية ونظرته الاِستشرافية من ناحية أخرى
عندما دوّن بعض النماذج من قصائد كانت رائجة في عصره من المشرق والمغرب فسجّل شعر الهلاليين ومعاصريهم وكذلك فصّل القول في شعر الموشّحات الأندلسية تفصيلا ضمن مقولاته في اللغة تلك التي تتأثر بوضوح بحركة الحياة في المجتمع و تطوراته المختلفة
من الشعراء التونسيين المعاصرين الذين يكتبون باللهجة التونسية اِخترنا هذه النماذج للشعراء الذين شاركوا في يوم الشعر العالمي الذي نظمته جمعية ابن عرفة الثقافية بتونس العاصمة يوم الثلاثاء 21 مارس 2023
قصيدة الشاعر عبد الحكيم زرير
هذا الشعر الذي يقال باللهحة التونسية ينبغي أن ننظر إليه بصفته
من اللغة العربية ذات المستويات العديدة في التعبير فهو متأصل إذن في تراثنا وليس ببدعة عجيبة فيه ولا هو بخطر على العربية الفصيحة وإنما هو إثراء لها فالفصاحة فصاحات كما تعلمنا على يد أستاذنا رشاد الحمزاوي في كلية الآداب بتونس منذ أوائل سبعينيات القرن العشرين وإن الشاعر عبد الحكيم زرير نعتبره مرجعا في اللغة العربية بنحوها وصرفها وقاموسها فهو صاحب كتب مدرسية في قواعدها وهذا لم يمنعه من التحليق الإبداعي ضمن التعبير عن الواقع الذي نعيشه بطرافة وعين ناقدة بين الجد والهزل فالشاعر قد أصدر أربعة دواوين في قصائد الزجل ناهيك عن عشرات القصائد التي تنتظر الجمع والنشر
قصيدته هذه ساهم بها في اليوم العالمي للشعر حيث رصد فيها مظاهر الموضات الجديدة في اللباس خاصة تلك التي صارت متفشية لدى الشباب ذكورا وإناثا فيستعرضها بالوصف والتهكم وبعين النقد والإصلاح….قصائد عبد الجكيم زرير مثل الكاميرا ولكتها كاتبة
ملاّ حالة وملاّ حالة
في المحطّة والكَيّاسْ
قولولي بالله يا ناس
صخرة ما يحرّكني شيْ
والاّ آنا بلاشي إحساسْ
خَرْجِتْ بْمريول تْمرِّشْ
مْشَمّرْ ومن فوق مْفرِّشْ
قلّي آنا والاّ هيَّ
شكون بْصاحبو يتحرّش
لِبْسِتْ الدجين مْقطّع
تحب صاحبها يتمتّعْ
طيَّح السّروال ورخفو
ظهُر يقلّد فيها وأشنعْ
دنيا باردة بمريول
عشرة صانتي في الطّول
والسّروال محزوق وكاشف
عالسّرّة حارة، معقول؟
قلّي عاد آش مازال
والسروالTOPشفنا ال
الّي في تَقريطة شعرها
ومِلّوطة مكشوفِةْ حال
مالمكشوف للْمحلول
والمشرمط على طول
واليوم لاموضة في المبقَّع
والتّبقيعة تقولش بول
من بعيد نادات يا وايِل
جاها يترشّق يتمايل
لابس البودي متاع اختو
هذا غدوة يولّي عايل؟
جبدتّو الطّفلة من يدّو
وعملتلو قرصة على خدّو
قالتلو يا محلى زينك
تبسّم ظهّرلها ودّو
ملاّ حالة وملاّ حالة
شعرو في لون النّخّالة
شدّو لْفوق باللّستيك
شبّهتو بصاك الپوبالة
صَبْ فْشَعْرُو حكَّة جالْ
وعامل فيحة قال شانال
وريحة ضبّوطو مخدِّرْ
تقول قطّوس فوق كتفو بال
على راسو لابس كَلّوطَة
وفي وذْنو معلّق بلّوطة
على صدرو مريول مْعَدّسْ
عليه عروسة شطرها حوتة
واقف على وحدة ونصْ
يحكي تقولش معزة تبصْ
ساعة ساعة يقوم يفركح
ومنية تركّح فيه ترصْ
دجاجة مع دندون وبطّة
إلّي شمّر والّي وطَّى
شيْ يومي نشوف فيه
على الرّصيف قدّام لِمحطّة
يْقَرِّضْ في ظُفْرُو بسِنّيه
وعاملْ كيتْ في وِذنيه
يسمع في غناية پُوبالة
وصاحبو متّكّي عليه
إلّي على مريولو كتيبة
موش فاهمها وهي مصيبة
بْلَلْمانيّة آنا حامل
الجهل تفشّى في الشّبيبة
والّي على مريولو G.A.P
يمشي ويغنّي في الرّاپ
موش فاهم حروف الكلمة
يڥَيّس ويدخّن في الڥاپ
حصيدة وسرحت فيها النّار
حْجامِةْ صاحبنا الثّرثار
سئلت صحابي فاجأني
حجامتو بخمسين دينار
ما نحكمشي عالمولود
قعدت باهت في الموجود
ما بين العَشرة وعشرين
كيف العدد كي المعدود
قاعد باهت في عجب ربّي
وين كان هالشّيْ مخبّي
ما يكون كان مالبُرطابل
ورْضاعْ الحكة ملّي يَحْبي
المهم عندك ما تشوف
مالمكبوس ومالمرخوف
ما عندك وين هارب منها
إنت واش تعطي الظّروف
صعيب ياسر باش نتصوّر
تتحسّ لحوال تتطوّر
لبلاد يلزمها فورماطاج
ويرجع العقل يتنوّر
قصيدة الشاعر عبد السلام لخضر
عرفت الشاعر عبد السلام اخضر منذ عشرات السنين في مدينة رادس حيث كنت أستاذا بمعهد فرحات حشاد وكان صديقي الشاعر عبد السلام أخضر في سلك الموظفين بمعهد ابن خلدون قمنا نلتقي أحيانا في بعض المناسبات التربوية إلى أن سألني مرة عن موعد بعض الأمسيات الشعرية راغبا في الحضور فدعوته إلى نادي الشعر ومنذ سنة 2012 ظل مواكبا لجلساته ولا يغيب عنها إلا بسبب التزاماته الخاصة والشاعر عبد السلام لخضر فنان موسيقي أيضا وعازف على آلات الفن الشعبي ولكنه هجر هذه الهواية كما هجر هواية صيد السمك في شاطئ رادس الذي استلهم منه قصائد بديعة وقد ابتهج بحضوره الأعضاء القدامى في جمعية ابن عرفة فقد لبى الدعوة مشكورا وساهم بقصيد في استقبال شهر رمضان وهو غرض تقليدي نجده في دواوين الشعر الفصيح وفي مرويات شعر اللهجة التونسية وتنساب في هذا الغرض من الشعر وشائج الإيمان الرقراقة مع معاني التصوف والدعوة إلى الاعتبار والاستغفار ولا شك أن هذه للقصيدة تعتبر إضافة نوعية في مسيرة الشاعر عبد السلام لخضر
رمضان
سيدي رمضان
قمر الليلة بشر
بان نجوم تسبح للرحمان
زارتنا البركة تهنينا
فرحتنا بسيدي رمضان
بشهر فضيل نعم علينا
ربي يبارك و يهنينا
ضواء بدر ملاح ليالينا
مرصع ياقوت و مهرجان
هل هلالو ضوا ليلتنا
رمضان كريم على امتنا
يا ربي طيب عشرتنا
لا تشمت فينا عدوان
الفرحة طارت بينا
وعلت صد سحاب سمانا
تجلت شهر التوبة ابوابه
تحلت بسماح و عفو وغفران
ربي يدوم هنانا
يتمم عيد سعيد علينا
يعمم نصلي على النبي و نسلم
و نوحد ربي السبحان
زارتنا البركة تهنينا
فرحتنا بسيدي رمضان
قصيدة الشاعرة زهرة الحواشي
الشاعرة زهرة حواشي شاعرة تكتب الشعر بالعربية والفرنسية وباللهجة التونسية بالإضافة إلى أنها مترجمة ولها نصوص قصصية أيضا فهي من عائلة أدبية من الشمال الغربي التونسي وهذا ما أكسبها الاطلاع على تراث الأدب الشعبي الثريّ الذي عرفت به تلك الجهة الضاربة في التاريخ وإن هذا التجذّر في البيئة التونسية الأصيلة قد أكسبها الاعتزاز بتونس التي نجدها في قصيدتها هذه تمثّل العشق الأكبر بما فيه من وله وهيام فتونس حاضرة في وجدانها من شمالها البحري إلى جنوبها الصحراوي وتجوبها حافية غير عابئة بحرّ الصيف وبقرّ الشتاء وتحملها بحنان في أحضانها تماما كالأمّ ورضيعها
القصيدة وردت في خمسة مقاطع وخاتمة وعلى نفس الإيقاع تقريبا بترديد لازمة ـ لو كان ـ مما أكسب القصيدة موسيقى ذاتية تمضي مع تمنيات الشاعرة إلى أقاصيها في عشقها لتونس الذي تبدو عوائق عديدة تحول دون تحقيقه على الصورة التي تريدها وتصبو إليها بمهجتها العارمة ماهي هذه العوائق ؟ وماهي هذه الموانع التي تجعل الشاعرة عاجزة عن تحقيق أمانيها التونسية ؟
تقول الشاعرة في القصيدة إنها لو منحوها الفرصة لكتبت لتونس أحلى قصة !!….لا بأس عليك أيتها الشاعرة فقد كتبت لتونس قصيدة جميلة على كل حال
لَوْ كانْ جَا عَاكيفِي
لوْ كانْ جَا عا كيفيِ
نِتْحمِّلكْ في الٌحُضنْ شْتايَا وْ صِيفِي
مِنْ عالياتْ بنزرتْ لْصحْرا اللِّيزي
تَصويرتك عا شْراعِي وِ مْجاديفي
وِ نْدرِّقِكْ عا الْعينْ في تْلافيفيِ
وْ فِي شِدّتي ياالٌخضْرا تْكونِي حْليفِي
.
لَو كانْ عْطونِي فُرصَه
نكتبْ حِكايةْ عشقْ أحْلى قصّه
نْحطِّك عَروسَه فوقْ أَحلَى مْنَصّهْ
وْ مِ الْهندْ تاجكْ بالّزّمُرْدْ مْرَصّعْ
وْ َمهركْ نْجوم ْالكونْ للِّي ما تُحْصَى
وْ عْدُوك مالْقهرهْ يموتْ بْغُصَّه
.
لو كان جا في حِيني
نْعلِّيكْ فُوقْ الْهِلّه يا لِلاَّ
و نَزرع ْجْناينْ مْسكْ وردَة وْ فلِّهْ
وْ نْكونْ حارسْ ما تْهزَّهْ غَفلهْ
وْ عِنْد الْفَجِرْ نَرتاحْ
ما بِينْ خُضْرْ هْذوبِكْ تْدِسِّيني
.
لوْ كانْ في مقدوري
نِجْعلْ مْقامِكْ في حْبابْ عْيونِي
وْ نِفْرشْ حَريرْ مْخَالفاتْ الْوانْ
وِسْطْ ْجفونِي
و تتِدَّلِّلي يَا خَضرا
اَصْلْ مْحبّْتي وِ مْحونِي
انتِ الْحبيبة الغاليه
وْ لاعْدا فيك حِْسدوني
.
لو يفسحولي مْكان
نِمشيك بكري عا اللَّقدامْ حَفيانْ
وْ ما بِينْ خَطْوة وْ خَطوه
نَزْرع الٌرّيحَان ْ
وْ لمّا الِّرجِلْ تِتْعبْ نْسخِّرْ إيدَيّا رْهانْْ
وْ نْضلْ عِندِكْ ذِكرى يا الْخضْرَا
وْ بالْخيرْ تُذكْريني منْ زْمانْ لِزْمانْ
لوْكانْ جا عا كيفِي
قصيدة الشاعرة بسمة درويش
الشاعرة بسمة درويش منذ سنوات بدأت مسيرتها الشعرية بنشر نصوصها الشعرية في عديدة المواقع المنتشرة على الشبكة العنكبوتية وعلى منابر بعض إذاعاتها في المشرق العربي وهي نصوص تتراوح بين العربية الفصحى واللهحة التونسية بل وبعض اللهجات المشرقية أحيانا فالسجل اللغوي للشاعرة متنوع ومتداخل أحيانا لكنه في هذه القصيدة تونسي الكلمات والصياغات فعبارة _ إنت اشكونك _ التي يمكن قولها بالفصحى بعبارة _ وأنت من تكون ! _ أو _ من تكون يا هذا ! _ تعني في ما تعني الاستغراب وكذلك التعالي أو حتى الاحتقار للمخاطب والقصيدة جرت على معاني الاعتزاز بالنفس والتعريف بها بكثير من التحدي للمخاطب ونلاحظ أن هذه النبرة قد يلين خطابها وتتحول إلى حالة من التودد والتماهي فتتردد مقاطع القصيدة بين النفور والتباعد والتوتر من ناحية وبين التحابب والتقارب والتآلف من ناحية أخرى .
إن صيغة الترديد والتكرار في هذه القصيدة لعبارة ـ إنت اشكونك ـ قد نسجت على منوالها أو ما يقاربها من العبارات قصائد عديدة ومثل هذا النسج على منوال شائع معروف في متون شعراء اللهجة العامية مثل القصائد التي انتشرت ودارت مقاطعها على كلمة ـ ساعات ـ التي قيلت فيها منذ الشاعر ـ العربي النجار ـ في الثلث الأول من القرن العشرين قصائد لا تحصى ولا تعدّ وعلى مدى أجيال متوالية حتى أضحت مثل هذه العبارات ركيزة القصائد كالبحر أو كالقافية التي يبتكر على شاكليها الشعراء فكل شاعر يضيف إليها من ابتكاره حالهم كما ورد في كتاب الذخيرة لابن بسام الأندلسي يأخذون من بعضهم بعضا حيث قال فيهم ( يقع الحافر على الحافر إذ الشعر ميدان والشعراء فرسان )
إنت شكونك
إنت شكونك؟
أنا نظرة وسط عيونك
أنا بسمة بين شفافك
أنا حلمة بين جفونك
كتحلمها يفيق احساسك
إنت شكونك؟
أنا أصلك أنا ساسك
أنا قريبة من أنفاسك
نشعر بالغربة من دونك
إنت ناسي وأنا ناسك
إنت شكونك ؟!
أنا وعد وعدته مرّة
وفي كل مرّة تعيد الكرّة
تخلف و عدك وتكدّرني
وأنا نتقوّى ونتماسك
إنت شكونك ؟
إنت أنا وأنا إنت
أنا كالفكرة في راسك
أنا وردة في بستانك
أنا قصيدة في كرّاسك
إنت شكونك ؟!
أنا غناية جميلة ياسر
كيف تتغنى تسرح فيها
وتبقى هايم في معانيها
وكنزيد نعلّي في الطّبقة
يظهر في وجهك حماسك
إنت شكونك ؟
قصيدة الشاعرة اِنتصار عبّاس
الشاعرة اِنتصار عبّاس من الأصوات الجديدة التي التحقت بلقاءات جمعية ابن عرفة في مختلف أنديتها وهي تبدو حريصة على تطوير نصوصها التي تبشّر بما هو أفضل إذا واصلت الاِطلاع على مختلف النصوص الشعرية قديمها وحديثها وفي مختلف الآداب في العالم وهذا هو الطريق الصحيح لكسب ناصية الإبداع
استمعنا إلى قصائد بالعربية الفصحى لهذه الشاعرة في مناسبات سابقة لكنها في هذا اليوم ساهمت بهذه القصيدة التي تنتمي إلى سجل اللغة الوسطية التي تتراوح بين الفصحى والدارجة التونسية فيمكن للشاعرة ان تواصل في هذا المنحى ولعلها في نصوص قادمة ستجرّب أنواعا أخرى من الكتابة الشعرية حتى تتلمس أسلوبها المناسب وتمضي فيه إلى مدى أبعد
القصيدة هذه دعوة واضحة للإنسان ليحيا مع الآخرين بالمحبة والإخاء والتعاون وأن ينظر إلى الجزء الملآن من الكأس ويبتعد عن اليأس والقنوط فهي تبعث التفاؤل والأمل ففي الحياة ثمة دائما إمكانية لنحقيق ما أحسن
الأمل
بالأمل
بالأمل نحيا
بالأمل انعيش
نتمني اليوم يبقي
وما يمشيش
املأ قلبك
بالايمان
صحي ضميرك
يا انسان
بالأمل نغرس
وردة انفتح
في الربيع
بالأمل
نبعد
عن الاحزان
ونعيش
في دنيا
مليانة
بالحب
والحنان
هيا نمشي
ايدي في ايدك
يا انسان

حول سوف عبيد

* من مواليد موسم حصاد 1952 وسُجّل في دفتر شيخ المنطقة بتاريخ يوم 7 أوت 1952 ببئر الكرمة في بلد غُمراسن بالجنوب التونسي درس بالمدرسة الاِبتدائية بضاحية ـ مِقرين ـ تونس العاصمة سنة 1958 ـ بالمدرسة الابتدائية بغُمراسن سنة 1960 ـ بالمدرسة الابتدائية بنهج المغرب بتونس سنة1962 ـ بمعهد الصّادقية بتونس سنة 1964 ـ بمعهد اِبن شرف بتونس سنة 1969 * تخرّج من كلية اﻵداب بتونس بشهادة ـ أستاذية الآداب العربية ـ ثمّ في سنة 1976 بشهادة ـ الكفاءة في البحث ـ حول ـ تفسير الإمام اِبن عَرْفَة ـ سنة 1979 * باشر تدريس اللّغة العربية وآدابها بـ ـ معهد اِبن أبي الضّياف بمنّوبة ـ المعهد الثانوي ببوسالم ـ المعهد الثانوي بماطر ـ معهد فرحات حشاد برادس * بدأ النّشر منذ 1970 في الجرائد والمجلات : الصّباح ـ الملحق الثقافي لجريدة العمل ـ الصّدى ـ الفكر ـ ألِف ـ الحياة الثقافية ـ الموقف ـ الشّعب ـ الرأي ـ الأيام ـ الشّرق الأوسط ـ القدس,,,وبمواقع ـ دروب ـ إنانا ـ المثقّف ـ أنفاس ـ أوتار ـ ألف ـ قاب قوسين ـ … * شارك في النّوادي والنّدوات الثقافية بتونس وخارجها : ليبيا ـ الجزائر ـ المغرب ـ مصر ـ العربية السعودية ـ الأردن ـ سوريا ـ العراق ـ إسبانيا ـ فرنسا ـ إيطاليا ـ ألمانيا ـ بلجيكا ـ هولاندا ـ اليونان ـ * من مؤسسي نادي الشّعر بدار الثقافة ـ اِبن خلدون ـ بتونس سنة 1974 واِنضمّ إلى اِتّحاد الكتاب التونسيين سنة 1980 واُنْتُخِبَ في هيئته المديرة في دورة سنة 1990 أمينا عاما ثم في دورة سنة 2000 نائب رئيس فساهم في تنظيم مؤتمر اِتحاد الأدباء العرب ومهرجان الشعر العربي بتونس سنة 1991 وفي إصدار مجلة ـ المسار ـ وفي تأسيس فروعه وفي تنظيم الندوات والمهرجانات الأدبية وشارك في الهيئة الاِستشارية لمجلة الحياة الثقافية وأسّس منتدى أدب التلاميذ سنة 1990 الذي تواصل سنويا في كامل أنحاء البلاد إلى سنة 2010 ونظّم الملتقى الأوّل والثاني لأدباء الأنترنت بتونس سنتي 2009 و 2010 وأسس نادي الشعر ـ أبو القاسم الشابي ـ سنة 2012 وترأس جمعية ـ اِبن عرفة الثقافية ـ سنة 2013 و2014 وأسس جمعية مهرجان الياسمين برادس 2018 * صدر له 1 ـ الأرض عطشى ـ 1980 2 ـ نوّارة الملح ـ 1984 3 ـ اِمرأة الفُسيفساء ـ 1985 4 ـ صديد الرّوح ـ 1989 5 ـ جناح خارج السرب ـ 1991 6 ـ نبعٌُ واحد لضفاف شتّى ـ 1999 7 ـ عُمرٌ واحد لا يكفي ـ 2004 8 ـ حارقُ البحر ـ نشر إلكتروني عن دار إنانا ـ 2008 ثم صدر عن دار اليمامة بتونس ـ 2013 9 ـ AL JAZIA ـ الجازية ـ بترجمة حمادي بالحاج ـ 2008 10 ـ ألوان على كلمات ـ بلوحات عثمان بَبّة وترجمته ـ طبعة خاصة ـ 2008 11 ـ حركات الشّعر الجديد بتونس ـ 2008 12ـ صفحات من كتاب الوجود ـ القصائد النثرية للشّابي ـ2009 13 ـ oxyde L’âme قصائد مختارة ترجمها عبد المجيد يوسف ـ2015 14ـ ديوان سُوف عبيد ـ عن دار الاِتحاد للنشر والتوزيع تونس2017