ظلّ الأدب العربيّ المنطوق والمكتوب باللّسان اليوميّ على هامش الأدب العربيّ الفصيح بالرّغم من إبداعاته الزّاخرة بالقيم الفنيّة والاِجتماعية إنّه أدب الحياة في أدقّ تفاصيلها النابضة بالشّجون والمعاناة
من آخر ما سمعت من القصائد قصيدة _ البالة _ للشاعر عبد الحكيم زرير في نادي القراءة بجمعية ابن عرفة وهي قصيدة من الشعر التونسي باللغة اليومية وـ البالة ـ كلمة سائرة على اللسان التونسي وهي كلمة مشتقة من أصلها الفرنسي من فعل emballer وتعني ذلك الكيس الذي يلفون فيه الثياب المستعملة والتي أصبحت أكوامها منشورة في كامل أسواق البلاد وغزت حتى الساحات والشوارع الرئيسية في العاصمة تونس حيث تسمع الباعة ينادون بأعلى الأصوات _ م البالة ..م البالة…م البالة…أي أن هذه الثياب حضرت للتوّ فترى القوم رجالا ونساء وشبابا مقبلين عليها يتفحصونها ويختارون ما يناسبهم من مختلف قطع الملابس وأنواعها من الحذاء إلى القبعات ومن الثياب الداخلية إلى المعاطف ومن الحقائب إلى النظّارات وقد يظفر أحدهم أحيانا بقطع من الملابس جديدة لم تستعمل أبدا وعلامة المحلّ أو المصنع ما تزال مثبّتة عليها .
