رادسُ
تَنُوءُ النّوارسُ
بينَ أخضرَ وأزرقَ
التّينُ والياسمينُ
بياضُ المِلحِ
نوّارةُ الجُرحِ
رادسُ
مِنْ يَمنٍ جِئنا ومِنْ أندلسٍ
حَسّانُ الفاتحُ يصنعُ الفُلكَ
مِنْ مِصرَ إلى ـ المَلْيَانِ ـ
مَجراها ومَرساهَا
رادسُ
اِمْضِ في البحر حسّانُ
حنّبعلُ يُحاصرُ رُوما
ينتظرُ المَدَدْ
لكنّما ظمَأ هُوَ البحرُ
خرابٌ خرابٌ قرطاجٌ أمامَكَ
لا أحدْ
فكيفَ لا يُهدَرُ دَمُ ـ فَرْحاتِ حَشّادٍ ـ ذاتَ صباح
مَرّتين
كذا أخبارُ ثورةِ العَجينِ
مِنَ الخليج إلى النّيلِ حتّى الأطلسِ
أهمَلهَا الرُّواةُ
رادسُ
في غُربة الحُبِّ وَاحرَّ قلباهُ
أحبابُها أحبابِي
حنّبعلُ
حَسّانُ
حشّادُ
لا صديقٌ و لا سَندْ
رادسُ
شِفاهُ المَرْجانِ
فِضّةُ الموجِ العاتِي مَرايَا
اِنكسرتْ على صُخور الميناءِ
والنّخلُ واحةٌ يُداهمها الإسمنتُ
رادسُ
بينَ بحرٍ و غابةٍ
رادسُ
قَمرٌ في ليل الأزرقِ
شِباكُ الصّيدِ على كَتِفِ المَلاّحينَ
شَعرُها أناملُ الرّيحِ
أصابعُ بِلا أظافرَ ولا بَصَماتٍ
كيفَ ألامِسُ ؟
رادسُ
الزّوارقُ عُدْنَ
بلا سَمكٍ
رادسُ
الجازيةُ نَسجتْ جدائلها خيمةً
في الهاجرةِ
ونَشرتْ جَدائلها مِرْوحَةً
على فَتاهَا الهِلاليِّ
هَدْهَدَتْهُ
نَمْ يا بُنيَّ
غدًا سترحلُ معَ القافلهْ
رادسُ
اِرحَلْ.. اِرحلْ
قد أضاعُوا مفتاحَ المدينةِ
في السِّباخِ الكالحَهْ
و أحْرقُوا
أحلامَ البلادِ
فأمسينَا لا نعرفَ غدًا
مِنَ البارحَهْ
رادسُ
اِرحلْ …اِرحلْ
الطّريقُ طويلةٌ خاليهْ
سِرْ حافيًا على الأشواكِ
و لا تَمشِ بالنّعال الباليهْ
رادسُ
حسّانُ يا حسّانْ
لا سَرايا ولا فُرسانْ
حسّانُ يا أحزانْ
تَداخلتِ الأوراقُ
تَشابهتِ الألوانْ
رادسُ
القهوةُ دَمٌ والرّشفةُ جَمرٌ
نَارجِيلةُ المَساءِ
على رمادِ الأندلسِ
جَمرةُ الخليج فِي مَلعبِ كرةِ القدمِ
رأسِي بينَ الأرجُل
كأسِي شَفتِي
صَخَبٌ ودُخانٌ
لنْ يَسمعَنِي أحدٌ
رادسُ
ماتَ المَلِكْ
عاشَ الملِكْ
نادَى المُنادِي
رادسُ…رادسُ…رادسُ