كل مقالات سوف عبيد

حول سوف عبيد

* من مواليد موسم حصاد 1952 وسُجّل في دفتر شيخ المنطقة بتاريخ يوم 7 أوت 1952 ببئر الكرمة في بلد غُمراسن بالجنوب التونسي درس بالمدرسة الاِبتدائية بضاحية ـ مِقرين ـ تونس العاصمة سنة 1958 ـ بالمدرسة الابتدائية بغُمراسن سنة 1960 ـ بالمدرسة الابتدائية بنهج المغرب بتونس سنة1962 ـ بمعهد الصّادقية بتونس سنة 1964 ـ بمعهد اِبن شرف بتونس سنة 1969 * تخرّج من كلية اﻵداب بتونس بشهادة ـ أستاذية الآداب العربية ـ ثمّ في سنة 1976 بشهادة ـ الكفاءة في البحث ـ حول ـ تفسير الإمام اِبن عَرْفَة ـ سنة 1979 * باشر تدريس اللّغة العربية وآدابها بـ ـ معهد اِبن أبي الضّياف بمنّوبة ـ المعهد الثانوي ببوسالم ـ المعهد الثانوي بماطر ـ معهد فرحات حشاد برادس * بدأ النّشر منذ 1970 في الجرائد والمجلات : الصّباح ـ الملحق الثقافي لجريدة العمل ـ الصّدى ـ الفكر ـ ألِف ـ الحياة الثقافية ـ الموقف ـ الشّعب ـ الرأي ـ الأيام ـ الشّرق الأوسط ـ القدس,,,وبمواقع ـ دروب ـ إنانا ـ المثقّف ـ أنفاس ـ أوتار ـ ألف ـ قاب قوسين ـ … * شارك في النّوادي والنّدوات الثقافية بتونس وخارجها : ليبيا ـ الجزائر ـ المغرب ـ مصر ـ العربية السعودية ـ الأردن ـ سوريا ـ العراق ـ إسبانيا ـ فرنسا ـ إيطاليا ـ ألمانيا ـ بلجيكا ـ هولاندا ـ اليونان ـ * من مؤسسي نادي الشّعر بدار الثقافة ـ اِبن خلدون ـ بتونس سنة 1974 واِنضمّ إلى اِتّحاد الكتاب التونسيين سنة 1980 واُنْتُخِبَ في هيئته المديرة في دورة سنة 1990 أمينا عاما ثم في دورة سنة 2000 نائب رئيس فساهم في تنظيم مؤتمر اِتحاد الأدباء العرب ومهرجان الشعر العربي بتونس سنة 1991 وفي إصدار مجلة ـ المسار ـ وفي تأسيس فروعه وفي تنظيم الندوات والمهرجانات الأدبية وشارك في الهيئة الاِستشارية لمجلة الحياة الثقافية وأسّس منتدى أدب التلاميذ سنة 1990 الذي تواصل سنويا في كامل أنحاء البلاد إلى سنة 2010 ونظّم الملتقى الأوّل والثاني لأدباء الأنترنت بتونس سنتي 2009 و 2010 وأسس نادي الشعر ـ أبو القاسم الشابي ـ سنة 2012 وترأس جمعية ـ اِبن عرفة الثقافية ـ سنة 2013 و2014 وأسس جمعية مهرجان الياسمين برادس 2018 * صدر له 1 ـ الأرض عطشى ـ 1980 2 ـ نوّارة الملح ـ 1984 3 ـ اِمرأة الفُسيفساء ـ 1985 4 ـ صديد الرّوح ـ 1989 5 ـ جناح خارج السرب ـ 1991 6 ـ نبعٌُ واحد لضفاف شتّى ـ 1999 7 ـ عُمرٌ واحد لا يكفي ـ 2004 8 ـ حارقُ البحر ـ نشر إلكتروني عن دار إنانا ـ 2008 ثم صدر عن دار اليمامة بتونس ـ 2013 9 ـ AL JAZIA ـ الجازية ـ بترجمة حمادي بالحاج ـ 2008 10 ـ ألوان على كلمات ـ بلوحات عثمان بَبّة وترجمته ـ طبعة خاصة ـ 2008 11 ـ حركات الشّعر الجديد بتونس ـ 2008 12ـ صفحات من كتاب الوجود ـ القصائد النثرية للشّابي ـ2009 13 ـ oxyde L’âme قصائد مختارة ترجمها عبد المجيد يوسف ـ2015 14ـ ديوان سُوف عبيد ـ عن دار الاِتحاد للنشر والتوزيع تونس2017

العاشق المتجوّل

العاشق المتجوّل

يا بائعَ الخُبز
أشتهِي رغيفًا وهّاجًا
مِثلَ
مِثلَ وَجنتيْهَا
قال اِذهبْ إلى بائع الوَردِ

يا بائعَ الوَردِ
أحِبُّ وردةً دُريّةً
مِثلَ عينيهَا
قال اِذهبْ إلى بائع اللّؤلؤ

يا بائعَ اللّؤلؤ
هَلْ لامَسْتَ أصابعَ نديّةً
مثلَ كفّيْهَا
قال اِذهبْ إلى بائع الحَرير

يا بائعَ الحرير
هل مرّتْ جنائنُ الياسمينِ
وحَفيفُ ثَوبهَا
عَلى خَصْرها
فِي البحر أغرقَنِي
قال اِذهبْ إلى بائع السّمكِ

يا بائعَ السّمكِ
القلبُ في الشّبَك
الشّبَكُ في المَركب
المركبُ في الميناءِ
والميناءُ تحتَ الشّمسِ
ذابَ صَبري
قال أسْرعْ إلى بائع الثّلج

يا بائعَ الثّلج
أرأيتَ التي وعدُها السّرابُ ؟
قال تَراءتْ في السِّباخ
وعليكَ ببائعِ المِلح

عندمَا وقفتُ عندَ بابهِ
وهبَني حَبّتينِ مِنَ المِلحِ
مَدَدتُ يدِي
فذابَ السّكرُ
في الجُرحِ !!

  • من ديوان نوّارة الملح ـ تونس  1984

الدكتور

ـ1 ـ

وأنت تمرّ من أحد أنهج مدينة تونس العتيقة أو أنت عابر من بطحائها ورأيتَ رجلا يمشي على مَهل كأنه في فُسحة أو نزهة ثم يقف حينا  يتأمّل زاوية من الزوايا أو بابا من الأبواب أو تراه وقد أحاط به جَمع من الأطفال أو الشباب أو قافلة من السائحين الأجانب يشرح لهم تاريخ المكان وخصائصه فاعلمْ أنه عاشقُ مدينة تونس المُتيّمُ بحبّها

متابعة قراءة الدكتور

في نادي ـ فصول أدبية ـ بسيدي بوسعيد


منذ قرطاج الفينيقيين كانت ضاحية سيدي بوسعيد مركز مراقبة للدفاع عن الخليج ويقابله في الضفة المقابلة مركز رادس وجبل بوقرنين ثم صارت مثل هذه المراكز في العهد الإسلامي رباطات لحفظ القرآن وتعليم الفقه وأبراجا لمراقبة هجمات الروم والإفرنج وقد جعلها المتصوفة مقرات لهم يتعبدون فيها ويستقبلون فيها مريديهم وكذلك يراقبون منها حركة السفن القادمة وقد كان  جبل سيدي بوسعيد يُعرف بجبل المنار حيث اِستقرّ فيه الولي الصّوفي أبو سعيد الباجي نسبة إلى قرية صغيرة كانت بالقرب من مدينة منوبة الآن وعند إنشاء بلدية المكان في أواخر القرن التاسع عشر صار اسمه سيدي بوسعيد حيث تصطاف كثير من العائلات التونسية واستقر البعض منها في منازل ذات طابع تونسي أصيل بجوار هذا الولي الصالح الذي تتلمذ إليه كثير من الأولياء مثل أبي الحسن الشاذلي فأضحت ضاحية سيدي بوسعيد منذ القرن التاسع عشر مزارا للفنانين التشكيليين الأوروبيين ونالت بذلك شهرة عالمية بما في معمارها من أشكال وألوان وبما تختزنه من وشائج روحية تبدو خاصة في احتفالاتها الصيفية بالأناشيد الصوفية وانتشرت في أرجائها عديد الفضاءات للفن التشكيلي فأضحت قِبلة الفنانين التشكيليين جيلا بعد جيل في تونس ومن عديد البلدان أيضا .
___ 2 ___
سيدي بوسعيد مقصد جحافل السياح من كل الجنسيات وقبلة التونسيين للنزهة وملتقى الأصدقاء والأحبة على مدار العام أما في العطل والأعياد فهو خير وجهة للشباب والأطفال واليوم رغم فصل الشتاء فهو كأجمل أيام الربيع في اِعتدال حرارة ونسيم عليل وشمس لطيفة وقد صادف في هذا اليوم الاستعداد لاحتفالات آخر السنة مع أخريات أيام العطلة المدرسية والجامعية فلا تكاد تجد موضع قدم في الطرقات وعلى الأرصفة فما بالك أن تجد موضعا تركن فيه السيارة والسيارة لصديقي الشاعر محمد علولو الذي رافقته مشكورا إلى ضاحية سيدي بوسعيد هذه الضاحية الهادئة لا أزورها إلا في أوقات معلومة كي أتمتع ببهائها وصفائها ولا يتسنّى لي ذلك إلا في باكر صباحات الصيف والربيع أو في صباحات الخريف والشتاء ولكني اليوم أجيء تلبية لدعوة كريمة من لدن الشاعرة كوثر بلعابي بمناسبة اِفتتاح ناديها الأدبي ـ فصول أدبية ـ الذي أرجُو أن يكون إضافة متميّزة في الحياة الثقافية ولا شكّ أن هذا النادي سيضيف إلى ضاحية ـ سيدي بوسعيد ـ فنون الكلمة عندما تستقبل الأدباء والشعراء ليتناغموا مع الفنون الأخرى المعروفة بها .
ــــ 3 ـــــ
مكثنا أكثر من ساعة نطوف بين الأنهج والساحات لعلّنا نظفر بثلاثة أمتار نركن فيها السيارة ولكن دون جدوى وليس من عاداتي أن أصل متأخرا إلى مثل هذه المناسبات فشعرت بحرج كبير خاصة وأننا لا نعرف أين تقع دار الشباب فلم أجد بُدّا من مهاتفة صديقي الشاعر صفوان بن مراد سائلا إيّاه عن المقرّ فهو لاشك أنه قد سبقنا إلى هناك والحمد كان جوابه شافيا ضافيا حيث أعلمني أن دار الشباب قريبة من محطة القطار حينئذ اِقترحت على صديقي محمد علولو أن يعُوج بنا إلى مقرّ البلدية القريب من دار الشباب ونركن السيّارة في أحد أركانها وليكن ما سوف يكون !
ــــــ 4 ــــــ
أخيرا…لاحت لنا دار الشباب فإذا هي بناية كبيرة جديدة على الطريق بين الساحة الكبرى لسيدي بوسعيد ومحطة القطار فموقعها حسن وسهل الوصول إليه فكان في اِستقبالنا ببشاشة وترحاب مديرة دار الشباب الأستاذة ـ ثريّا هدّاوي ـ التي تشرف على عديد الأندية في هذه الدّار منها
نادي الفنون التشكيلية
نادي المسرح
نادي السينما
نادي الفيتنس
وشباب الدار يساهم أيضا كلما سنحت الفرصة في الأنشطة البيئية والعلمية بالإضافة إلى الرحلات للاِطلاع على الموروث الثقافي و البيئي للبلاد التونسية كما ينظم دورات تكوينية في الروبوتيك فدار الشباب خلية نحل متنوعة الأنشطة وقد انضاف إليها هذا النادي الجديد ليعززالجهود في احتضان الشباب
ـــــ 5 ــــــ
في الطابق العلوي وجدت جَمع الأصدقاء من الأدباء والشعراء وقد أتمّوا الجزء الأوّل من الأمسية فتحلّقوا على إثرها حول المرطّبات والمشروبات في بهجة وحبور وتتوسّطهم الأستاذة كوثر بلعابي ترحّب بهم بلطف وتطلب منهم تناول المزيد ممّا لذّ وطاب ثمّ اِلتأم الجمع من جديد ليبدأ الجزء الثاني من الأمسية بدعوتي إلى إلقاء كلمة بالمناسبة فتحدثت عن الأندية الأدبية في تونس بداية من ظهور الأندية الخاصة في بيوتات بعض الشيوخ والوجهاء إلى ظهور النادي الأدبي بجمعية قدماء الصادقية حيث ألقى ابو القاسم الشابي محاضرته عن ـ الخيال الشعري عند العرب ـ ثم عرفت تونس المجالس الأدبية والفنية لدى ـ جماعة تحت السّور ـ وفي منتصف الخمسينيات من القرن العشرين ظهرت جماعة ـ القلم الحديد ـ وإثر الاستقلال بسنوات قليلة أي في بداية الستينيات أنشأت الدولة الجديدة دُور الشعب ودور الثقافة واللجان الثقافية ودور الشباب وبعض الأندية الثقافية مثل النادي الثقافي أبو القاسم الشابي بالوردية والنادي الثقافي على البلهوان بشارع فلسطين بالعاصمة والنادي الثقافي الطاهر الحداد وأنشات وزارة الثقافة الفرق المسرحية في بعض الولايات خاصة في الكاف وقفصة وصفاقس فظهرت في هذه الفضاءات العديدة أندية أدبية لكنها لم تستمر ويمكن ذكر نادي الشّعر الذي أنشئ في السنوات الأولى من السبعينيات وكان ناشطا في دار الثقافة ابن خلدون ثم في دار الثقافة ابن رشيق ثم ظهر نادي الشعر باِتحاد الكتّاب ونادي الأربعاء بالنادي الثقافي الطاهر الحداد
ـــــ 6 ــــ
بعد سنة 2011 برزت عدة أندية أدبية متشابهة البرامج ويحضر فيها نفس الأشخاص تقريبا فهي لئن تعبّر عن الحراك الشعري المستمرّ غير أنها في حاجة إلى أن يتميّز كلّ منها بسمات خاصة حتى تستفيد الحركة الأدبية من تنوّعها وإضافاتها
أرجُو لهذا النّادي الاِستمرار وأن يكون منبرا وعلامة بارزة في مسيرة الأدب التونسي شاكرا له جزيل الثناء على التكريم الذي حباني به .
ــــــ 7 ــــــ
في آخر مداخلتي اِقترحت على الحاضرين هذا القصيد وهو من آخر ما كتبت
ــــــ شوق على شَبق ــــــــ

شَوْقًا سَارَتْ بِخُطَى اَلْخَبَبِ

            طرَقَـتْ بَابِـي بَـيْـنَ الــطُّـرُقِ

بَـاتَـتْمَـا بَاتـتْ ليْـلتَـهَا

          مَــا أطـوَلَـهُ اللّـيْــلُ فِي الأَرقِ

جَاءتْأَشْرَقَ العِشْقُ في عَينِهَا

          لمّـا بَـاحَتِ الـعَـيْـنُ بِالـشَّـبَـقِ

مِثلَ بُهْرةِ شَمْسِ الضُّحَى حِينًا

         أوْ كَمِثْـلِ أفُـولٍ فِي اَلْغَـسَــقِ

قُــلْــتُ أَهْـــلًا مَوْلاتي مَرْحَبًا

        وَاِرْتَمَتْ بَـيْـنَ صَدْرِي والعُـنُـقِ

عَانَـقَـتْـنِي فِـي وَلَـهٍ وبَـكَـت

        رُوحِـي تَـفْـدِي دَمْعَـةَ اَلْـحَـدَقِ

عَانَقـتْـنِـي عانَـقْـتُـهَا صِـرْنَا

        كَجَنَاحَيْنِ طَــارَا فِـي اَلْأفُــــقِ

في الذكرى الأولى للشّاعر الصّديق علّالة الحوّاشي

ما يزال بِسَمته الأنيق وبلحيته الكثّة وبظّارته راسخا في ذاكرتي وما يزال صوته الشجيّ صدى يأتيني من بعيد وتذكّرت الآن أنّ صديقي علالة الحواشي ما رأيته مرة بدون ربطة العنق فهو حريص على أناقته وعلى تناسق هندامه في كل الفصول في سنوات كان البعض من الشعراء والمنتمين إلى الأجواء الفنية والفكرية يعتبرون أنّ المبدع والمثقف يجب أن يكون هامشيا فوضوي السلوك ورثّ الثّياب تلك سنوات اِنقضت ومضت ولم يبق منها إلا ما غربله الزّمان وبمناسبة مرور سنة على  رحيل الشاعر علالة الحواشي عدت إلى أرشيف كتاباتي فوجدت هذه المقالة التي نشرتها عند صدور ديوانه الأول ـ حلاج البلاد ـ سنة 1995 وأعيد نشرها تحية وفاء  لروحة .

متابعة قراءة في الذكرى الأولى للشّاعر الصّديق علّالة الحوّاشي

في المقهى الثقافي بمدينة بوفيشة

ــــــ في المقهى الثقافي بمدينة بوفيشة ـــــــ
بدعوة كريمة من أسرة المقهى الثقافي بمدينة بوفيشة حضرت مع ثلة من أعضاء جمعية ابن عرفة أمسية أدبية بمناسبة استضافة _ الصالون الأدبي دنيا زاد _ الجزائري وفي أجواء أخوية أدبية بهيجة استمعت إلى ثلاث محاضرات من أعضاء الصالون فالاولى كانت تاريخا لبعض وقائع الثورة الجزائرية وظروف اندلاعها والثانية حول جدلية الثورة والأدب بصفة عامة والثالثة كانت قراءة في روايتين تونسيتين وعندما أتيحت لي الكلمة تحدثت بإيجاز عن ضرورة اهتمام الأدباء المغاربة بما يكتبه الأدباء في بلدانهم وأن يكونوا معتزين بإبداعاتهم وقرأت بينهم قصيدة مفدي زكرياء كمثال عن الشعر المغاربي المعاصر الذي نجد فيه الإضافة والتميز والقصيدة قد كتبها مفدي زكرياء عند تنفيذ حكم الإعدام في أحد الابطال الجزائريين حيث يقول فيها
قام يختال كالمسيح وئيدا * يتهادى نشوان يتلو النّشيدا
إن مثل هذه المناسبات الأدبية والثقافية بين مختلف الأندية والجمعيات قادرة على توثيق الصلات وتمتين العلاقات بين الأدباء والمبدعين والمثقفين في أقطار المغرب العربي وذلك في غياب التبادل الثقافي بينها وهو العمل الذي من المفروض أن تقوم به مختلف المؤسسات الثقافية هنا وهناك…وهنالك
وها تحن نحاول كلما سنحت لنا الفرصة فتحية شكر وتقدير لكل من ساهم في إنجاز هذه
المبادرة ولكل من حضر وشارك في هذه الأمسية التونسية الجزائرية

قراءة دلالية في قصيدة ـ كوكب الحسن ـ بقلم حبيبة محرزي

قراءة دلالية في قصيدة الشاعر والأديب سوف عبيد

“كوكب الحسن”
مشطور الخبب يتناغم مع خطوات ربة الحسن والبهاء ام هي نسمات ونغمات عذاب تخبّ في الصحراء؟
عتبة العنوان تشيّع التيمة إلى ما يتعدى الحقيقة والمالوف لأن الكوكب حامل لصفات الحسن والجمال والضياء وإضافتها إلى “الحسن” تأكيد على التفرد والكمال وتعدي المعهود المألوف الثابت .
القصيدة بايقاع خببيّ خفيف خفة المشطور رقيقة رقة الخبّ على الرمال الذهبية .وزن يحاكي نبضات القلب العاشق المتلهف .بروي “ب” مثًل نصف تيمة القصيدة “ب ” وتلازم مع النصف المتبقي “ح”. والنتيجة “حب” قصيدة طغت فيها الحروف المهموسة كالقاف والياء والنون والغاء.والسين…حروف تتناغم مع الخب والهدوء والسكون . وحرف الباء لا يخلو منه بيت واحد. تأكيدا وتشديدا على الرويّ..
يستهل الشاعر قصيدته الغزلية والتي تبرأت منذ المطلع من القصيدة الجاهلية فلا طلل ولا رسم ولا راحلة ولا فروسية بل “رب” بمعنى كم والحسن عندما يصبح مثلا يضرب فتلك إشارة الكمال والعلوً
والنفي المطلق “ما رأى” مع التعميم في المكان والاتجاه .”مشرق .مغرب” ليصبح البهاء ينسب إليها مع تعميم الديمومة الزمنية. “دائما” والتحليل والتفسير والتعليل لهذه الأحكام الباتّة “إذ.” سناها”والسنا هو الضوء الساطع انزياحات بالجملة لوصف مظاهر الحسن والبهاء ليعود إلى *حسنها”وهي الكلمة المفتاح في القصيدة لتصير من آيات العجب لتتكرر “الكوكب”لتتعدد الأفعال في الماضي المثبت في أسلوب اخباري حدثه منقض ثابت أفعال صورت بعدسة مصور سينمائي يتصيد الحركات التلقائية لتوظيفها في تثمين صاحبة الحسن والبهاء :
أقبلت .نشرت عقدت..”
أفعال دالة على الحركة المتناغمة مع الطبيعة المنسابة انسياب النور والسنا المترفّعة ترفّع الكواكب في العلياء في انزياح جمالي بديع.ليكون للوزن والتناغم مع الايقاع الحركي الخببيّ “فاعلن فاعلن “مع الوزن الموسيقي “دم تاك”لتحضر النخلة المائدة بالرطب في صورة شعرية مستقاة من واحات الجنوب التونسي موطن الشاعر الاصلي ليعود إلى الاخبار بالجمله الاسمية الثابت خبرها في الزمان والمكان ليكون للبحر حضور في مد وجزر بشبه لها بالدرة ليكون التشبيه البليغ فهي الدرة التي تأخذ صفة البحر والغوص فيها يصعب .ليمر الشاعر إلى تشبيه صريح مع وجه الشبه “مالها مقرب” دلالة على صفة التمنع في الغزل لتحضر الصور الشعرية بالتشبيه والاستعارة “وردة خدها ” “ثغرها كوثر …ليكون الإفصاح عن اللقاء وحضور المتكلم “فكتبنا” التقاء وانفراج وأدب واحرف وسنا.
قصيدة بخفة “فاعلن “وعذوبة الرطب والعسل واتساع البحر وثرائه وجمال الورد والسنا والكوكب .و”فاغلن “خبّ إبل في جوّ رومنسي جميل .
.تلك هي اشعار الشاعر سوف عبيد تهيم بالطبيعة هيام ابو القاسم الشابي وبالحب والغزل هيام جميل وعمر ويشار .
حبيبة محرزي
تونس
ـــــــــ كوكبُ الحُسن ـــــــــ

رُبَّ حُـسْـنٍ غَـدَا * مَـثَـلًا يُضْرَبُ

مَا رَأَى شِبْـهَـهَا * مَـشْرِقٌ مَغْرِبُ

فَإلَـيْـهَا اَلْـبَـــهَا * دَائِـمًا يُـنـسب

إِذْ سَنَاهَا بَـدَا * فِي السَّمَا كَوْكَبُ

حُـسْـنُـهَا آيَــــةٌ * بِـدْعَـةٌ عَـجَـبُ

أَقْبَلَتْ تَـرْفُــلُ * مِـثـلُـها مَـوْكِـبُ

نَشَرَتْ شَعْرَهَا * نَسْمَةً تَلْـعَـــبُ

عَقَدَتْ شَالَهَا * إنْ نَـضَا تَسْـحَبُ

وَالْخُطَى نَغْمَةٌ * كَـعْبُـهَا يُــطْرِبُ

فَاعِلُنْ فَاعِلُنْ * دُمْ وتَـاكْ تُضْرَب

مَـائِـدٌ غُصْـنُـها * رَقَـصَتْ رُطَـبُ

قَدُّهَا هَـيَـفٌ * فِي الْمَدَى مَرْكَبُ

بَـحْـرُهُ زَاخِـــرٌ * هَائِــجٌ يَصْـخَب

مَـــدُّهُ جَــزْرُهُ * سَـاحِـلٌ أرْحَـب

بِكَثِيـب الــنّــقا* قد عَـلا كَـعْـثَـب

قَـدْ حَوَى دُرَّةً * غَوْصُهَـا يَصْعُـب

نَظَرَتْ رَشَقَتْ * نَـبْلُـهَا أصْـوَب

مِثْلَ رِيم اَلْفَلَا * مَا لَــهَا مَـقْـرَبُ

وَرْدَةٌ خَدُّهَـا * وَالـشَّذَى أَطْـيَـبُ

ثَـغْـرُهَا كَـوْثَـرٌ * عَـسَلٌ يُسْـكَبُ

وَاَلْجَبِـينُ صَـفَا * صَفْحَةً تُحْسَبُ

فَكَتَـبْـنَا اَلْهَوَى * وَاَلْهَـوَى يُكتَبُ

أَحْرُفًا مِنْ سَنَا * نَـقْـطُـهَا ذَهَبُ

حُـسْـنُـهُا كَامِلٌ * تَـــمَّــهُ اَلْأدَبُ

ــــــــــــ سوف عبيد ــــــــــ