أرشيفات التصنيف: Uncategorized

سلامات يا أبا النّور….!!

علمتُ بتعرّض الصّديق الشاعر الكبير نورالدين صمّود إلى بعض الرّضوض إثر سفوطه في إحدى ردهات منزله ممّا استلزم نقله إلى إحدى المصحّات فأرجو له الشفاء العاجل والصحّة والعافية…..سلامات يا أبا النّور !

أبَا النُّورِ هَبْهَا كَسَقْطِ العَرُوضِ
فَقُمْ للبُحُور بِرغْمِ الرُّضُــوضِ
 
طبيبٌ لِكُلِّ الزّحَافاتِ أنـــتَ
وأنتَ العليمُ بِسَبْكِ القَريضِ !

 

 

قراءة في قصيدة خارطة رأس السنة لمنير وسلاتي

 قراءات نقدية

قراءة في قصيدة خارطة رأس السنة لمنير وسلاتي

سوف عبيد

سوف عبيدذلك هو عنوان قصيدة الشاعر التونسي ـ منير وسلاتي ـ التي قرأها في خيمة الشعر المنتصبة في وسط تونس العاصمة بجانب خيمة معرض الكتاب التونسي وقد اِسترعت اِنتباهي لِمَا تزخر به من معان وصُور وإشارات عميقة تنمّ عن معاناة وجدانية عارمة بالشجون الإنسانية في خضمّ واقع متأزّم متدهور القيم وقد كانت قراءته تبعث نبرات الصدق ووشائج التفاعل مع مختلف رَدَهات قصيدته لذلك رجوت منه أن يرسل لي نص القصيدة كي أقراها وأتمعّن في أغوارها فلبّى طلبي مشكورا وللشاعر منير وسلاتي عديد المجموعات الشعرية من بينها

نسّاج الضوء –

ـ ذاكرة الجلنّار

ـ تباريح الغصن المكسور

أمثولة الغصن-

ويُعتبر من أهم الشعراء التونسيين الذين ظهروا في سنوات الهزيع الأخير من القرن العشرين وهم الشعراء الذين اِستفادوا من مختلف إنجازات القصيدة الجديدة ومساراتها المختلفة  سواء في تونس أو في غيرها من البلدان العربية بل قد سعى البعض من أولئك الشعراء إلى مواصلة تطويرها نحو آفاق أرحب ويبدو أن منير الوسلاتي من خلال هذه القصيدة قد سار بثبات على درب الإضافة والتميز من خلال استلهام مناسبة رأس السنة  فبثّ همومه ومشاغله وعواطفه مستحضرا  حتى أحاسيسه الأبوية والتزاماته العائلية ناهيك عن اِستحضار القضايا الاِجتماعية والسياسية التي  يرزح تحت كلكلها كل يوم… فالقصيدة إذن تمثل تجربة أخرى تُثري الشعر العربي وما الشعر التونسي إلا رافد  مهمّ من روافده العديدة

وللوقوف على الخصائص التي تميّز هذه القصيدة لا بأس أن نسترجع بعض القصائد التي كُتبت في مناسبة رأس السنة مثل حافظ إبراهيم حيث يقول قي قصيده له بمناسبة رأس السنة الهجرية

أَطَلَّ عَلى الأَكوانِ وَالخَلقُ تَنظُرُ

هِلالٌ رَآهُ المُسلِمونَ فَكَبَّروا

تَجَلّى لَهُم في صورَةٍ زادَ حُسنُها

عَلى الدَهرِ حُسناً أَنَّها تَتَكَرَّرُ

وَبَشَّرَهُم مِن وَجهِهِ وَجَبينِهِ

وَغُرَّتِهِ وَالناظِرينَ مُبَشِّرُ

وَأَذكَرَهُم يَوماً أَغَرَّ مُحَجَّلاً

به تُوِّجَ التاريخُ وَالسَعدُ مُسفِرُ

وللشاعرة ـ لمياء فرعون ـ قصبد في رأس السنة ورد فيه قولها

عـامٌ مضى وأخوه مـنـّأ يـقـتـربْ

وسنين عمري في هدوءٍ تنسحبْ

أتــراه يــأتـي بــاسـمـاً لـلـقـائـنـا

أم عـابساً وكمـثـل شـيـخٍ ٍمكتئب

مــاذا يـخـبـئ فـي ثـنـايـا ثــوبــه

إنَّـا ســئـمـنـا من صراع ٍمضطرب

بـتـنـا نـخـاف من الحروب وشرّها

والكلُّ أصبح في الديـاركمـغـتربْ

بـالخـيـر نـرجـو أن يـتـمَّ لــقـاؤُنــا

لـنبلسم الجرح العـميق الملتهبْ

وفي نفس المناسبة نقرأ لنزار فبّاني قوله مخاطبا حبيبته

أنقل حبي لك من عامٍ إلى عام..

كما ينقل التلميذ فروضه المدرسية إلى دفترٍ جديد

أنقل صوتك.. ورائحتك.. ورسائلك..

ورقم هاتفك.. وصندوق بريدك..

وأعلقها في خزانة العام الجديد..

وأمنحك تذكرة إقامة دائمة في قلبي

غبر انّ الشاعر منير وسلاتي يخرج عن جميع تلك المعاني والصور ويكتب نصا شعريا مخالفا لما سبق من الشعراء يضمنه معاناته اليومية كأنه يسجل سيرته الذاتية بما فيها من أحاسيس وآلام وأحلام وتلك لعَمري هي الإضافة النوعية لهذه القصيدة ـ قصيدة خارطة رأس السنة ـ للشاعر منير وسلاتي ـ تونس

حين تتكـــسّرُ المرايــــــا

ويسكنُ الخوف والمجهولُ محاجر الأيـــّام

ماذا يبقى من سفر الرّوح الى أدغال التجلِّي…

في مسافات الرؤى حلمٌ يصلَبُ على النُّصُبِ…

يتخشّبُ العمرُ..

والنَّــارُ تحتفلُ في ولائم الحطبِ…

..كلُّ ما بقيَ في الـنـَّبـْضِ خبزُ العيالِ..

سُباتُ العشيرة…

مرارة الإنتحار على أسْوَار الـمُعتاد…

..في خانات الظمــإ..

 لم يعد بالإمكان البحثُ عن فتحٍ جديدٍ..

خـــارطَـــةُ الأخيــــــلةِ شتاتٌ لا يلتئمُ..

عَيــنانِ غامضَـــتان..

بِدَدٌ للياســمــيـن حائـــــرَةٌ…

عنـــبَــرٌ من الشَّرق مختـنِــقٌ..

بين الظلوع موجة مائــــرَةٌ..

على الجبين خطوط تائـــهَـــةٌ..

ثلجةٌ للعزيز “بابا نوّال”

تُــرْبِـــكُ رحلة الشِّتاء والصَّيف..

تشوِّشُ مخيلة الصحراء..

*****

هذه رأس السنة تطلُّ من صناديق الدنيا..

ولن نحتفلَ…

لن نحتفل بصبر شهرزاد على جموح مليكها..

ولن نحتفل بسـمـاحة “صلاح الدّين”..

ولن نحفل بنبل الملك النعمان…

ولن نذكر حتى عباءة “عمر” المملوءة بالعدل والاحلام…

السنة تطلّ برأسها من صناديق الدنيا..

“بابا نوّال” يملأ صناديق الدنيا ..ورؤوسَ الأطفال..

حاكِــــمٌ فينا بأمرنا..

ولهُ أمرُ الحلوى..وبريق عبوات الهدايا..

وأسرار فرحة اطفالنا…

تحني له الذّاكرة قامتها..

تنثني في تلابيب ريحه الاحدب…

“فمالك أنت لا تحني قامتك اكراما للحيته؟”

…”عليكَ  أن تكونَ رجلا مُواكِــبًا للعصر”

لكي لا يُحــرَمَ أطفالكَ من قطع حلوى رأس السنة..

ولابأس أن تُضيفَ إلى جيد زوجتك حُليّا جديدا..

كي تجيش لك..بوهج جديد…

وتخضرّ في كفّك بركات رأس السّنة…

***

ألجُ رأس طفلي…وأنا لا رأس لي…

عيناه غارقتان في صندوق الدنيا…

يقفُ الخيَّــالُ الذي يسافرُ في أوردتي..

عاريــــًـا في مربّع الشّغب…

وراء قضبان صخب الأحلام الصغيرة..

أعشاشُ الرؤى تسكنها الخفافيشُ…

أرى خيّالي يغتال في وادي النّمل..

وولدي الذي أزرعُ في قلبه نخلة تاريخي…

 أضاع حرارة عروقي وبوصلة دمي…

ولن يفوح المكان برائحة تبرنا القديم..

-” يا أبي تخلّص من أوهام النخلة الكادحة..

تخلّص من كبرياء الزيتونة الفارعــــــة…

وانس كلّ ما خطّ في الذّاكرة من التواريخ الفارغة..

فالعصر ليس العصر…

ولا نريد لك أن تموت نافقا في زاوية…”

– عليَّ ان أغـــيّـرَ جمجمتي..إذن؟!!!

وأشهَــدَ أنّي رأيتُ بأمّ عينيّ..الفيَــلَــــةَ تطــــــيـــرُ..

وألتقطَ صورة للذكرى مع نعامة تدفن رأسها في الرّمل..

مواكبة لريح العصر…

-” يا أبي عليك ان تترجّلَ عن فرسك المغرور…

وأنْ تعترف أنّ الفرسان تأتي وتمضي…

ونحنُ في زمن فرسان عواصم الثّلج…

…عواصم الثّلج براءة الرؤى..

حضارة الخيال..بهجة العمران الجديد…

اباس ان تحترم النملَ المجاهدَ قليلًا..

ما ضرَّ لو كان الضَّبُعُ أنبَلَ من السَّبُعِ…

ألم تُنجب الإغريقُ أكرم الفرسان…

ولم تنتفض بهم أفئدة الصّحاري؟”

– صار الخفافيش سادة الخارطة…

وملوك الرومان هم خرافة الازمان…

ولو لا بــيـــزنطا ما وصل القمح الى الشَّرق..!

تلك تعاليم السيّد الجديد..تلتهمُ رأس ولدي…

تعاليم من يمحوك.. ويسرقُ مجدك…

بعد قليلٍ..سيضيعُ ولدي لون عيونه..

ستقسّمُ خبزة الحلوى..

سيأكــُلُ أطفالي ويفرحون …

وسآخذ نصيبي..من وجع الأخيلة..

بين يدي ذاكرة تضجُّ بالأسئلة..

ستُقسّمُ خبزة الحلوى..

ستمّحي في كلّ نبض مشارقُ الذّأكرة…

سَيَـنْسَى طفلي كلَّ رُسُومنا الفارطة..

ليعاد تشكيل الخارطة..

سُوف عبيد ـ تونس

متابعة قراءة قراءة في قصيدة خارطة رأس السنة لمنير وسلاتي

عروس البحر

إنْ سادَ اللّيل وأسودُه لاَ بُــدَّ اَلشَّــمْسُ تُــبَــــــدِّدُهُ

وتُــنيرُ اَلْـكَـوْنَ أَشِـعُّـتُـها ويَـــجِيءُ اَلْفَــجْـرُ يُجَــدِّدُهُ

فَـتَرَى للأرْضِ وَ قَدْ لَاحَتْ حُـسْـنًـا بِالــنُّـورِتُــنَـضِّـدُهُ

فِي لَوْحاتٍ هِـيَ آيـــاتٌ إِبْــداعُ الـلَّـــهِ تُمــــجِّــــدُهُ

بِــلِسَانِ الطّيْرِ شَــدَا سَحَـرًا سِـرْبًا سِرْبًا يَـتَـهَـجَّـدُهُ

نَــغَمًا وَكَهَمْسِ اَلْبحرِ سَجَا مَا أَرْوَعَ مَـوْجًا هَــدْهَــدَهُ

حُلْمُ الأشواقِ وَقَدْ سَرَحَتْ كَــمْ بَـاتَ اللّيلُ يُــقَيِّـدُهُ

*

وَتُطِلُّ عَرُوسُ البَحْرِ ضُحَى بِـتَمَامِ الحُسْنِ تُجَسِّـدُهُ

سُبْحَانَ اللَّهِ إِذَا أَبْــدَتْ مَــــيَّـاسَ اَلْــقَــدِّ تُـــــؤَوِّدُهُ

فِي ذَاكَ الشَّطِّ وَقَدْ خَطَرَتْ وَالـثَّغْـرُ تـَـبَسَّمَ مَوْرِدُهُ

والشَّـعْرُ تُـعابِــثـُـهُ غَـَنَـجَا طـَــوْرَا يَـْنـحَلُّ فَــتَعْـقِدُهُ

تـَـرْنُـو بِـــجُـفونٍ حَالـمةٍ وَيْــلٌ لِلسَّـهْمِ تُــسَـــدِّدُهُ

نـَحْوَ اَلصَيَّادِ رَمَى شَبَكًا عَـجَبًا لِلصَّيْدِ تَـــــــــصَيَّدَهُ

لمَّا خَصَلاَتٌ قَدْ عَلِقَت مِنْهَا صَاحَتْ تَــتَـنَــــــــجَّدُهُ

لَبَّيْـكِ وغاصَ بلا وَجَل وَغِمَـارُ اَلْمَوْجِ يُـجَاهِــــــدُهُ

بِحَنَانٍ أَمْسكَ مِنْ يَدِهَا وَ اَلْجِـيدَ بِـرِفْــقٍ أَسْـــــنَدَهُ

لَكِنْتيار البحر عتا بِـهُـبُوبِ رِيـَـاحٍ أَبْــعَــــــــــدَهُ

حـَـتّى بَلَغَـا أَنْـأَى جُـــزُرٍ فـَأَقـــامَ اَلظِـلَّ ومَـــهَّـدَهُ

وَ أَفَاقَتْ مِنْ رَوْعِ فَرَأَتْ لِـفَـتَاهَا وَجْـهَا تَــعْـهَـــــدُهُ

كلُّ الدُّنيا صارتْ جَذْلَى لَـكَأنَّ ربــيـعًا تَشْــهَـــــدُهُ

فَـــهَفَا شَجرٌ و نَمَا ثَــمَرٌ مَـيّـَادُ اَلْغُصْنِ وَ أَمْـلَــــدُهُ

و النّخلُ تَهادَى في سَعَفٍ بِـاَلْعِذْقِ تَدَلَّى عَـــسْجَدُهُ

وَالزّرعُ تَـمَايَـلَ مُمْتَلِـئًا بِاَلْحَبِّ قَــريبٌ مَحْصَــــــدُهُ

وَبِسَاط العُشْبِ جَرَى مَرْحًا بِــزُهُورِ اَلْوَشْيِ تُـزَرِّدُهُ

حَتَّى الْبِيدُ اِخْضَرَّتْ لَهُمَا وَ يَــمَامُ اَلْأَيْــكِ يُــغَـــرِّدُهُ

إِثْـنَانِ وَمِنْ طَــيْرٍ شَــهَدَا وَ العُرْسُ اللّيلةَ مَـوعـدُهُ

وَ بِـوَافِرِ صَــيْدٍ أَمْــهَرَهَا وَكَـبَـــدْرٍ بَاتَـتْ تُـــسْــعِدُهُ

زَمَنا عـاشَا أحلَى حُـلُمٍ إِذْ طابَ اَلْعَيْشُ وَ أَرْغَـــدُه

*

وَ أَتَتْ يَومًا فَبَكَتْ أَسَــفًا لاَبُــــدَّ الدَّهـرُ يـُـنَــكِّـدُهُ

قالتاليم يناديني فالـمَــرْءُ وَمـَا يَـتَــــــــعَـــوَّدُهُ

سَأَعُودُ قريبًا لا تَحْــــزَنْ لابُـــدَّ العَهْدَ نُــــجَـــدِّدُهُ

وَجَمَ الصَّيَّادُ وَ لَم يَنْبُسْ وهَــوَى صَرْحٌ قد شَــيَّـدَهُ

وَاِحْلَوْلَـكَتِ الدّنيَا حُــزْنًا وَبَـكَى في الـوَرْدِ تَـوَرُّدُهُ

وَمَضَتْ فِي الأَزرقِ سابحةً لحِقَ الصيُّادُ يُعَـــربدُهُ

يَا هذا البَحْرُ أَعِدْ إِلْـــفي فأجابَ بمَوج يُــــــزْبدُهُ

البَحرُ بِـــمَا فيه مُــلْـكِي فَالـلُّـؤْلُـؤُ لِي وَ زَبَرْجَـدُهُ

وَاَلْحُورِيَّـاتُ حَرِيمٌ لِــي مَا مِنْ أَحَدٍ يَـتَـقَــــصَّدُهُ

فإذَا رَعْـدٌ وَ إِذا بـَــرْقٌ وَكلابُ البحرِ تُـــــطَارِدُهُ

إِيَّــاكَ إذنْ يــومًا مِـــنِّي وَتَـعَالَى اَلْمَـوْجُ يُـصعِّـدُهُ

قَـفَـزَ الصّـــيّادُ على لَـوْح وَ سَــوادُ اللّيلِ يُــغَـمِّدُهُ

حتَّى أَلْـقَـاهُ اَلْمَوْجُ عَــلَى جُـلْمُودِ الـصَّخْرِ يُوَسِّـدُهُ

وَإِذَا اَلْجُلْمُودُ جَرَى دَمْـــعًا لـصدى بـــيت قد ردّدهُ

يَا لَــيْلُ الصَّبُّ مَتَى غَدُهُ أَقِـيَـامُ اَلسَّاعَـةِ مَــوْعِـدُهُ ؟

القُرط القديم

ــــــــ القُرط القديم ـــــــــ

إلى الشّاعر الميداني بن صالح اِستلهامًا من مسيرته بمناسبة بلوغه السّبعين من عمره

 

هِيَ ذِي خُطاهُ

تُوصِلُني إلى مَشاهدِهِ القَديمةِ

وَقفتُ أمامَ البوّاباتِ

صَلدةُ ذاتِ الصَّخرِ

على هَيْأةِ الأقواس

مِنْ أعْمِدةِ المَرْمَرِ قُدَّتْ

قرأتُ نَقِيشَتهُ : الاِسمَ والعُنوانَ

حَملتُ زادِيواصَلتُ الطّريقَ

عِندَ كُلّ فَرْسَخٍ أسألُ عنهُ

نَفْسُ مَا يُقالُ ومَا قيلَ

كانَ قد مَكثَ هُنا قَليلا

ثُمّ شَاقهُ السّفَرُ نَحْوَ البَعيدْ

تُرى أينَ ألقاهُ هُوَ الرّاحِلُ دائمًا

مِنْ بِيدٍ إلَى بِيدْ

متابعة قراءة القُرط القديم

في نادي ـ إضافات ـ

ضمن نشاط نادي اضافات في موسمه الرابع عشر بالمركب الثقافي علي بن عياد بحمام الانف احتفى اليوم الجمعة 29 نوفمبر 2019 بالشاعر والكاتب والناقد سوف عبيد الذي تولى تقديمه الأستاذ جلال المخ بمداخلة حول سيرة الشاعر ومسار حياته الفكرية والشعرية والادبية. تلتها كلمة الأستاذ الشاعر سوف عبيد عبر فيها عن امتنانه بهذا الاحتفاء مؤكدا على بعض الطرائف التي اعترضت مسيرته مثمنا قيمة الشعر في عصر ذبل فيه الشعور بهاجس الإنسان وهمومه.
ثم أخذ بعض الحضور الكلمة ليدعموا بمداخلاتهم قيمة الأستاذ سوف عبيد الفنية والادبية وفي تنوع أجناس إبداعاته من شعر نثري وعمودي وفي المقال النقدي. وختمت الجلسة بمراوحة شعرية بين مختارات من قصائد الشاعر وترجمتها إلى الفرنسية من لدن الأديب جلال المخ فكانت إضافة شيقة.كما قامت الشاعرة زهرة الحواشي بنقل قصيد سوف عبيد عن الشهيد شكري بالعيد إلى اللغة الفرنسية.


وحضر هذه الأمسية جمع من المثقفين وهم:
صالح الطرابلسي
عبد الحكيم زرير
لطفي جوعو
عمر سبيكة
‏منيرة الشطي
‏سونيا عبد اللطيف
‏عبد اللطيف الكوساني
‏على مصدق
‏زهرة الحواشي
‏سناء العصادي
‏اميرة تاجوتي
‏سنية التونسي
‏فتحي جوعو.
‏ومدير اللمركب الثقافي ايمن الغالي.
‏.* *فتحي جوعو
متابعة قراءة في نادي ـ إضافات ـ

نادي الإصدارات الجديدة

نادي الإصدارات الجديدة بجمعية اِبن عرفة الثقافية بالسليمانية قرب جامع الزيتونة بتونس المدينة يهتم بالإصدارات الجديدة في الأدب والفكر والفنون والعلوم للتعريف بها وبأصحابها ويجتمع يوم السبت الأول من كل شهر على الساعة الثالثة بعد الزوال وستنعقد الجلسة الأولى يوم السبت 5 أكتوبر 2019 فمرحبا بأحبّاء الكلمة والثقافة .

متابعة قراءة نادي الإصدارات الجديدة

آخرُ ما قرأتُ

ما فتئت حركة النشر في تونس في نشاط حثيث رغم تحديات غلاء مواد الطباعة ومصاعب التوزيع وقد انبرت في السنوات الأخيرة دور نشر جديدة حملت على عاتقها مساعدة الأدباء والشعراء والجامعيين لإبلاغ نصوصهم وأعمالهم وإخراجها من غياهب رفوف مكاتبهم إلى واجهات المكتبات لتكون في متناول القراء .

 – 1 –

من هذه الدور الجديدة التي تشجع على الكتابة وتحترم حقوق التأليف وتضمن كرامة الكاتب دار اتحاد الكتاب التونسيين للنشر فقد أصدرت هذا الأسبوع كتابا بعنوان – الميداني بن صالح إنسانا ومبدعا – وهو مجموع المقالات التي شارك بها النقاد بمناسبة الندوة التي انتظمت لدراسة الشاعر سنة 2016 وهي :

 

– التجربة الشعرية عند الميداني بن صالح لفوزية الصفار الزاوق

– دلالات الأنثى الرمزية في شعر الميداني بن صالح لمنجية التومي

– قرط أمي- بنيةوإيقاع فرادة وإبداع لمحمد الدلال

– من كتابة السيرة إلى سيرة الكتابة لعبد المجيد البحري

وإن هذه المباحث جميعا تؤكد القيمة الإبداعية للشاعر التونسي الميداني بن صالح بما يتميز نصّه الشعري من بصمات خاصة به أعتبرها إضافة نوعية في مسار الشّعر العربي كما ورد في المقدمة التي نشرّفت بكتابتها لهذا الكتاب المُهم حول الشاعر الميداني بن صالح

 

 

– 2 –
للهدير وقع خطى – ذلك هو عنوان المجموعة  الشعرية الرابعة للشاعر بوراوي بعرون الصادرة عن دار يافا – وكان الشاعر قد بدأ النشر بعد سنوات -طويلة من المكابدة الشعرية بمجموعة شعرية أولى هي تراتيل البوح ( 2016) ثم أردفها ثانية بعنوان ضفاف المرايا (2017 )و بعدهما ظهرت له مجموعة ثالثة هي موج النّخل( 2018 ) وقد اِكتسب في قصائده الأخيرة خصائصة الإبداعية من حيث المعاني  والأساليب مستفيدا من منجزات الحركات الشعرية في تونس وفي غيرها من البلاد العربية ففي كثير من نصوصه نلاحظ صداها لكنه في نصوصه الأخرى نقف بوضوح على محاولاته الجادة للإضافة  والتميز مثلما يبدو بوضوح في قصيدته  ذاكرة ملحمة الأرصفة حيث سجل فيه يوم الثورة التونسية 14 جانفي 2011 فعاد بتاريخ تونس القديم وبمختلف رموزه إلى هذا اليوم الذي شهد أكبر تجمع جماهيري تونسي للمطالبة برحيل الرئيس وتغيير النظام وقد جعل الشاعر من نفسه شاهدا على وقائع ذلك اليوم ومساهما في تحركاته ومستبطنا الشخصيات التاريخية ومحاورا مختلف الأطروحات التي سادت بين المتظاهرين كأنه كان يحمل الكاميرا بيد والميكروفون بيد أخرى وكأنه يسترجع فصول تاريخ تونس مرة وينقل مباشرة الحركة في  الشارع الحبيب بورقيبة الذي شهد تجمّعا جماهيريا ثائرة مثل قوله عند مخاطبته ابن  خلدون ثم يعود إلى وقائع ذلك اليوم المشهود
هل تعلم أن ابن خلدون
على وزن بعل حمّون
هل تعلم أن تمثالك صار
روح الشارع
وجهه المقدس يحرسه الجند
صباح مساء
كتابك المحفوظ بين يديك
متحف للذاكرة
لوحك آية نظر وتحقيق
وترحالك ملاحم نادرة
كيف واجهت المغول هناك
كيف حاورتهم
وبماذا أقنعتهم
كل البلاد التي حللت بها
تذكرك وتتبناك
هلا تواضعت
وقبلت كأس شاي
في مقهى لونيفار
النقاش صار عنيفا
ها أنك تطلب الهاتف
أراك تدون أرقاما
ثم تنهض وتبتعد
من تراك تهاتف بين الأشجار
تتداخل إذن شخصية ابن خلدون بشخصية الشاعر  مع رموز تونسية وإنسانية أخرى كما في هذا السياق من القصيدة وفي سياقات أخرى أيضا فتزول الحواجز الزمانية والأبعاد المكانية وتنصهر الشخصيات والوقائع التاريخية لتنصهر في القصيدة التي تصبح نهرا كبيرا تصب فيه مختلف
. الروافد والجداول
قصيدة بوراوي بعرون – ذاكرة ملحمة الأرصفة – لئن استلهمها من ذلك اليوم التاريخي في تونس إلا أنها أضحت إضافة نوعية في مساره الشعري المتطور بل يمكن اعتبارها من عيون الشعر التونسي والعربي الحديث
– 3 –
 مؤنسات – هي باكورة شعرية جديدة صدرت للشاعرة منية نعيمة جلال عن دار الاتحاد للنشر ويبدو أن الشاعرة قد عقدت العزم على خوض مغامرة نشر نصوصها الشعرية بعد حضورها المتواصل في جلسات النوادي الأدبية التي تحفل بها تونس مثل  جمعية ابن عرفة الثقافية واتحاد الكتّاب التونسيين ومجالس همس الموج ومسرح السنديانة وغيرها مما أذكى في الشاعرة المهجة فدعاها العزم على إصدار هذه الباكورة في طباعة أنيقة جاعلة لها بعد صفحة الإهداء الخاصة بما فيها من ذكرى ووفاء كلمةً تصديرية لكأنها بيان شعري هو بمثابة توطئة للقراء توضّح لهم باللمح والإيحاء رؤيتها للشعر  فهو لديها في مقام الطقوس المقدسة حيث ورد في هذا البيان قولها

إذن اقرع باب القلب

فالقلب نسيج رباني حافل بالحب والجمال بالفن والسحر بالفكر والإبداع

نسيج رباني يمقت الذل والهوان وتوق إلى الحرية والانعتاق

تستأنس به الروح فتتسامى ويتناسق معه الجسد فيتعافى

ويطرب له القلب فينتشي

 فالشاعرة منية نعيمة جلال تعلن عن مفهومها للشعر الذي نتبيّن في بعض ظلاله ملامح الرومنطيقية وتسري في بعض زواياه

 المواجد الصوفية مثل قولها

مالي ولأهل الهوى

فلا نأي معي ولا نوى

وإن صار حبي عشقا

يا لرؤى

يا لوحي السماء

سأحترف سنة الأنبياء

كما السدنة الأصفياء

فطوبى لك إن فزت بهذا الرجاء

فأنا بتول العذراء

تتيمت صبابة فصرت بتول الهوى

 وفي هذه الباكورة مواجد أخرى ذاتية منها ماهو بوح ذاتي بين الشاعرة وأمها حينا وبينها وبين صبواتها الحميمية طورا آخر فتجعل من زهرة البيلسان كالمرآة الخاصة بها تكشف لها أسرارها وتعكس لها مواجعها حيث تقول

زهرة البيلسان أفنت عمرا تنتظر

تحلم أن تضيء كنجمة

أو قمر

زمن زمن

تتمنى أن تحيا زهرة البيلسان

حرة كالغجر

في لحنهم والوتر

إن هذه المجموعة الأولى من القصائد تؤكد بها  الشاعرة منية نعيمة جلال على أن فن الكلمة متجذر في وجدانها بما لديها من صدق المعاناة ومكابدة  الشعور وهي بهذه الباكورة بدأت تشق دربها بخطى ثابتة ومن سار على الدرب وصل

متابعة قراءة آخرُ ما قرأتُ