مدخل إلى قصيد ـ الومضة ـ في تونس
سُوف عبيد
ورد في لسان العرب قولهم أومض أي لمع
وأومض له بعينه أومأ
وفي الحديث ورد ـ هلّا أومضتَ إليّ يا رسول الله
أي هلّا أشرت إليّ إشارة خفيّة من أومض البرق وومض . وأومضت المرأة أي سارقت النظر
قال الشاعر ساعدة الهُذَلي في الغزل
تَضْحَكُ عَنْ غُرِّ الثَّنَايَا نَاصِعٍ * مِثْلِ وَمِيضِ الْبَرْقِ لَمَّا عَنْ وَمَضْ
وقال نصر بن سيّار يُحذّر بني أميّة
أرى تحتَ الرّمادِ وميضَ جَمر * ويُوشكُ أن يكونَ لهُ ضِرامُ
وأقول إنّ الوَمضة من الشّعر هي القطعة منه في إيجاز وعُمق
فهي اِقتصاد في المبنى ووفرة في المعنى
وقد أضحى قصيد الومضة منذ الثلث الأخير من القرن العشرين هاجس العديد من الشّعراء في تونس ولعل الشعراء صالح القرمادي والحبيب الزناد والطاهر الهمامي ثمّ عزوز الجملي يمكن اعتبارهم من رواد هذا الشكل الجديد في المدوّنة الشعرية العربية .
ومن الشعراء اللاحقين بعدهم لا مناص من ذكر سالم اللبّان الهكواتي الذي كتب في هذا النوع الشعري معتمدا على تقنيات الهايكاي الياباني وله فيه رأي بالإضافة إلى مدونته الكبيرة والمهمّة وقد أدرجنا بحثها في كتابنا ـ حركات الشعر الجديد بتونس ـ الصادر سنة 2008 والذي يمكن قراءته وتنزيله من موقعي متابعة قراءة مدخل إلى قصيد ـ الومضة ـ في تونس