أرشيفات التصنيف: Uncategorized

الزّيتُونةُ

الزّيتُونةُ

بَينَ الأزرقَيْنِ
سَاحِلٌ… وسماءٌ
بينَ الأحمَريْنِ
بُرتقالةُ الشّمسِ وتِبْرُ الصَّحراءِ
بينَ الأبيضَيْنِ
اِمتدادُ السّباسبِ
وعلى هذا المَدى
تلوحُ خَيمتُنا شامخةً
خضراء

مِنْ بينِ لُحْمَتِهَا وسَداهَا
لألاءةَُ النّجوم
فِي حَالكِ اللّيالي نَراهَا
بينَ الصّخر، فِي المِلح، عَلى الرّملِ
أو فِي الثّرَى
تُزهرُ في بَهَاهَا
تَباركتِ الزّيتُونَةُ
سُبحانَهُ فِي كلامهِ
حَباهَا

تُونسيّةٌ
لا شرقيّةٌ… ولا غربيّةٌ
ضاربةٌ جُذورُها في شرايينِ القلبِ
نحوَ جِهاتِ الرّوحِ
تفتحُ أهدابَهَا عندَ الرّبيعِ
ناعمةً، بيضاء
هِيَ الياسمينُ في اللّونِ
والمِسكُ شذًى
فَاكتُبِي مِنْ مِشكاةِ اللّهِ
آلاءَكِ الدُرّيّةَ
تحتَ رَيّانِ الظّلال

شَعْشَعَتِ الأنوارُ
علينا منكِ
فِي كلّ غُصنٍ

التّين والزّيتُونُ
لمَذاقِ الخُبز على جَمْرِكِ
سِحْرُ أوّلِ الحُبِّ
إذْ نَغمِسُ الرّغيفَ في رَقْراقِ رُوحِكِ
تَسيلُ مِنَ الخَابيهْ
مُعتَّقَةً مِنْ قديمِ العُصور
كأنّهَا رحيقُ الأرض

حَسناءُ الحَسناواتِ
وَضّاءَةٌ، مُمْتلئةٌ
وعاليهْ

سلامٌ، سلامٌ
في الزّمنِ نَشيخُ
لا تَكبُرينَ
أكلّمَا تاهتْ بأقدامِنَا
شِعابُ الثّنايَا
عُدنا إليكِ بِشَيبِ السّنين
فاِمسَحِي على الأحزان فينَا
والخطايَا

زُجاجُ زَيتِكِ الوهّاج
نُورٌ على نورٌ
فَيَنْبلجُ فِينَا
فَجرٌ جديدْ

 

حكاية ـ أمّي سيسي ـ في عهد ثقافة البيروقراطية

حكاية ـ أمّي سيسي ـ في عهد ثقافة البيروقراطية
 
كان الأدباء والفنانون قبل سنوات قليلة يتسلمون المنحة الرمزية ـ التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع ـ مباشرة نقدا أو صكا إثر إنجاز مشاركتهم في مناسبة ثقافية لكنهم منذ زمن الثلاثي الحاكم في تونس ـ الترويكا ــ أصبحوا يمضون عقدا معرّفا به  لدى البلدية أولا ثم يسجلونه في القباضة بدفع إتاوة على كل ورقة ثانيا وبعد ذلك يرجعونه إلى الإدارة ثالثا فيظل الأديب أو الفنان ينتظر شهرا رابعا وخامسا وسادسا وحولا كاملا وسنين عددا وأكثر لتحويل المبلغ إلى حسابه وربما لا تنفّذ وزارة المالية ذلك لأسباب بيروقراطية أو حتى يُسوّي المعنيُّ بالأمر الوضعية الجبائية لجمعيته الثقافية….إنّها  إجراءات حكيمة ورشيدة تشجّع على النشاط والاِبتكار والإضافة والمبادرة ـ لا محالة ـ ولا شكّ ـ  إنها خرافة أمّي سيسي التونسية في زمن ثقافة البيروقراطية…

نوادي الشّعر في تونس ـ شهادة

ـ 1 ـ

في سنة 1974 اِلتقينا… كنّا شبابا نحبّ الشّعر والأدب والمسرح والسينما والرسم والموسيقى وتعارفنا على صفحات المجلات والجرائد التي كنا ننشر فيها نصوصنا …تبادلنا ما طالعناه جهرا وسرّا …حتى شِعر ماوتستونغ  وقصائد الهَيْكُو… بالفرنسية طبعا… وقرأنا شعرنا في اجتماعات الإضرابات والتحركات الطلابية وفي كلية الآداب بشارع 9 أفريل بتونس العاصمة وفي دار الثقافة ابن رشيق ودار الثقافة ابن خلدون وفي بعض المقاهي القريبة منهما وقد حضرنا في سنة 1973 بعض جلسات مؤتمر أدباء العرب ومهرجان الشّعر العربي وتعرفنا إلى كثير من الشعراء والأدباء من بينهم الأديب العراقي عبد الرحمان مجيد الربيعي فكان حضور أولئك الأدباء والشعراء العرب بيننا ـ  وهم الذين كنا نقرأ لهم ـ قد شحذ لدينا الهمة وزاد من طموحنا في أن يكون جيلنا إضافة نوعية في الأدب التونسي والعربي وحتى العالمي فاتّصلنا بالسيد عبد القادر القليبي مدير دار الثقافة ابن خلدون وعرضنا عليه تكوين نادي الشعر فلبّى اقتراحنا وشجّعنا مشكورا فبدأنا الجلسات الأسبوعية مساء كل يوم جمعة بالطابق الثاني وذلك بتقديم نصوص بعض الشّعراء ومسيرتهم سواء كانوا تونسيين مثل منوّر صمادح والطيّب الشّريف أو من العرب مثل أمل دنقل وأدونيس وكذلك من بقية أنحاء العالم مثل لوركا وسان جان بارس وبابلو نيرودا وكنّا نقرأ قصائدنا أيضا التي ننبري لها بالنّقد  متابعة قراءة نوادي الشّعر في تونس ـ شهادة

شكرا …شكرا

نظم فرع جمعية تنمية اللغة العربية برادس مساء الجمعة 13 أكتوبر 201 بدارالجمعيات أمسية أدبية اِحتفالية بمناسبة صدور ديوان الشاعر سُوف عبيد عن دار النشر لاتحاد الكتاب التونسين الذي اشتمل على الأعمال الشعرية الكاملة وقد ترأس اللقاء الدكتور حسين العوري الذي استعرض بعض قصائد الديوان متوقّفا عند خصائصها الأسلوبية وأبعادها التاريخية كما أبرز القيمة الوثائقية في القسم الخاص بالسيرة الذاتية في الديوان ثم فسح المجال للحاضرين الذين عبروا عن ابتهاجهم وترحيبهم بصدور الديوان وساهم الشعراء بقراءة قصائدهم كتحية مودة وصداقة  وقد حضر الأمسية عديد الأدباء والشعراء والأصدقاء  وهم خاصة

حسين العوري ـ محسن العوني ـ سالم اللبان ـ فاطمة سعد الله ـ عثمان الجلاصي الشريف الجلاصي ـ محمد غفران الجلاصي ـ مهدي بوفارس ـ عبد السلام لخضر ـ توفيق بالشاوش ـ عبد الحكيم زرير ـ علي شقواي ـ محمد عبد العظيم ـ سونيا عبد اللطيف ـ أحمد جليد ـ علي دب ـ فاروق العمراني ـ محمد محسن العايدي ـ رمضان العوني ـ يوسف طرابلسي ـ جمال المسروقي ـ مبروك الساسي ـ علي منجور ـ محمد السليتي ـ محمد علي الحجري ـ بنور مشفر ـ بسمة بن نجمة وسلاتي ـ الهادي ثابت ـ ناجي جراد ـ والتحق آخرون أثناء الأمسية…

متابعة قراءة شكرا …شكرا

هل هذا كتاب ؟

ـــــــــ هل هذا كتاب؟ ــــــــ
نعم…هل هذا كتاب ؟ هل هو ديوان؟ أم هل هو لوحة؟ أونافذة؟..أو ماذا…
وكيف أباشره بالقراءة ؟ أأبدأ بالتصفح بداية من اليمين؟أم من الشمال. ..
لم أدر…
أما الأغرب من كل هذا وذاك أني أرى تجويفا مربّعا في وسطه تبدو منه صورة لوحة الموناليزا
ولا عجب يا صاحبي
فصاحب هذا الكتاب هو الفنان التشكيلي والشاعر سمير مجيد البياتي فكيف لا يكون هذا ـ الكتاب الديوان اللوحة السنفونية القطعة الفنية ـ ابتكارا بديعا.. !؟
هذا ـ الابتكار الفنيّ ـ هكذا أسميه يبدأ بمقدمة بليغة للأديب جلال المخ وضع الأمور في مواضعها فأعانتني على المتابعة فإذا أنا أواصل مغامرة قراءة روائع اللوحات العالمية بعين سمير مجيد البياتي وقلمه لأجد نفسي بعد ذلك أتماوج مع شجون السنفونيات ثم أقف وجها لوجه مع نصوص شعرية هي ومضات وبرقيات حينا وإشراقات ورسائل مشفرة أحيانا أخرى
أما بعد
فعندما يلتقي الشعر بالفن التشكيلي ويمتزجان مع الموسيقى فليس من السّهل أن تظل الثوابت في الأدب وفي الفن التشكيلي كما عرفتها..فمع هذا الإنجاز البديع لا يمكن إلا أن نقول إن البحث والمغامرة إبداع وإمتاع…ـ سُوف عبيد ـ

ذاتَ تكـــريــــم

ذات تكــريــم…
صباح يوم الأحد 10 سبتمبر 2017 بنزل ـ منستير سنتر ـ
كانت جلسة ضمن برنامج ـ مهرجان البحر ينشد شعرا ـ في دورته الثانية وقد اِقترحني الصديق الشاعر عبد الحكيم ربيعي مدير المهرجان أن اتولّى إدارتها وهي جلسة خاصة بتكريم الشعراء
* عبد العزيز قاسم تقديم النوري قم
* محمد الحبيب الزنّاد تقديم الفاضل مهري
*عبد الرزاق شاكر تقديم سناء شاكر
* مرزوق شوشان تقديم سوف عبيد
إن مثل هذه المناسبات التكريمية تتجاوز ما يتخللها من مجاملات لتكون فرصة كي نتعرّف أكثر على مسيرة هؤلاء الشعراء وكي نجد حلقة الوصل بين الجيل الجديد وبين الأجيال السابقة فالأدب لا يتطور ولا يتجدّد إلا بمعرفة اللاحق للسّابق ممّا يساعد على الإضافة والتعدّد والتنوّع ومناسبة التكريم مثل هذه تعطي نَفَسا جديدا للمحتفى بهم ليواصلوا العطاء وتجعل الأدباء الجُدد يُقبلون برغبة أكثر على الأجواء الأدبية والثقافية وهم يشاهدون الاِعتراف بالجميل لمن سبقوهم في الكتابة والنشر والنشاط ومنهم من فسح لهم الآفاق الإبداعية وكشف قبلهم السُّبل في الشكل والمضمون وحتى في النّشر والتواصل

متابعة قراءة ذاتَ تكـــريــــم

الفارسة


الفارسة

 

عندما تَبيّنَ الخيطُ الأبيضُ


مِنَ الخيطِ الأسودِ


ومَعَ المُغيراتِ صُبحًا

اِمتطتْ صَهوةَ حِصانِهَا

وشَدّتْ عليهِ
بَينَ الصُّلبِ والتَّرائبِ

مِكَرٌّ…مِكَرٌّ

لا مَفَرٌّ

فِي الرَّكضِ يداهُ

يداهَا

وفي ركابهِ رجْلاهَا

كلّما زادَ في العَدْوِ مَدًّا

ضَبْحًا وَقَدْحًا

زادتْ عليهِ شَدًّا

ثمّ 
أرختْ له العِنان

…لا تُبالي
 
…………
رَاكْــبَ لْخَـــيَّـــالـِــي *

وشْـــعَــــرْهَا

مْـــلَــوْحِـــتُّـــو لْـــتَــــالِــــي…
ـــــــــــــ
* مطلعُ أغنية شعبيّة تونسيّة ـ راكبةُ الحصان وشَعرُها مُنسدل خلفها….