أرشيفات التصنيف: Uncategorized

الردّ على الكتاب الأسود ـ الردّ على منصف المرزوقي

الرد على الكتاب الأسود

25311557642_985529221487013_8171232016234175858_n

الردّ على ـ الكتاب الأسود ـ سُوف عبيد

عندما بدأ محمد المنصف المرزوقي الكتابة على صفحات جريدة ـ الرأي ـ التونسية اِستبشرتُ مثل كثير من الأدباء التونسيين بمقالاته التي تنتصر إلى الهوية التونسية الأصيلة مع الدعوة إلى القيم الإنسانية الخالدة خاصة أنها بقلم ذي لغة عربية فصيحة ومن معين علمي يرشح بثقافة عالمية واسعة فاِعتبرناه مكسبا ثم توالت إصداراته تباعا وقد صدّر إحدى مقالاته في بعض كتبه وقتذاك بمقطع من قصيد لي عن التعذيب وأذكر أني أهديته قصيدا من مجموعتي الشعرية ـ صديد الروح ـ عربون صداقة وتقديرخاصة وأن المرزوقي أضحى عضوا معنا في اِتحاد الكُتّاب التونسيين الذي أمضى على ـ الميثاق الوطني ـ مع أغلب الأحزاب والمنظمات والشخصيات السياسية وقتذاك تلك بعض التفاصيل البسيطة والمهمة في تاريخ تونس وكي يتذكر بعض الذين يريدون محو التاريخ والتنصل من مواقفهموعندما حدث السابع من نوفمبر 1987 اِعتبرناه إنجازا مُهمّا بعد كوابيس السنوات الصعبة التي مرت على تونس وقد اِنخرط بعد ذلك في الكتابة عن أماني تونس الجميلة وأحلامها وفي كثير من المنابر عديد الأقلام الطامحة إلى الأفضل منهم قلم الدكتور محمد المنصف المرزوقي الذي أوغل أحيانا في المديح السياسي المباشر لبن علي فلماذا لم يذكر نفسه في الكتاب الأسود مع جملة الذين كتبوا والذين أيّدوا في فترة من الفترات؟ أين الحقيقة الكاملة وأين النزاهة وأين الشفافية ؟

أمّا وقد ورد اِسمي في الكتاب فالجدير بي أن أوضّح أنني كنتُ حقا من الذين اِستبشروا بحدوث التغيير فساهمتُ من خلال اِتحاد الكتّاب وغيره من الفضاءات الثقافية في كثير من الأنشطة الأدبية المَحضة التي ساهمت في إبراز الأدب التونسي على الساحة الوطنية والتعريف به مشرقا ومغربا وفي العالم وأغلب تلك الأنشطة كانت تدعمها وزارة الثقافة مباشرة أو من خلال هياكلها وقد رشحتني وزارة الثقافة مرتين لنيل الوسام الثقافي والتي تحصلت ـ مع غيري من المبدعين ـ من خلالها وبفضل قانون ـ رخصة مبدع ـ على التفرغ ستة أشهر لإنجاز مشروع أدبي يتمثل في جمع أشعاري وإنجاز موقع ألكتروني خاص وهو الطموح الذي نادى به المبدعون على مدى سنوات عديدة وبخلاف هذا وذاك أصرّح أنني لم أتحصل من رئاسة الجمهورية ولا من سواها على أيّ منصب أو ترقية أو اِمتياز أو هبة أو منحة فليت السيّد محمد المنصف المرزوقي ـ وقد بحث في أرشيف القصر ـ أن يعمل على أن أسترجع الثمانية عشر يوما تلك التي خُصمت لي من أجرتي ومن ترقيتي ومن جراية تقاعدي إلى اليوملعل ذلك كان بسبب أنني لم أكن من المناشدين لترشيح بن علي للاِنتخابات سنة2014

ختاما لا يسعني إلا أن أقول ـ إنّ المنصف المرزوقي قد خسرته الثقافة ولم تربحه السياسةليته ظل كاتبا مدافعا عن القيم الجميلة فقط ؟

10151780_512952682208998_7914622158801344748_n


بين الذّبح واللّحم

كتب صديقنا الشاعر والكاتب هادي دانيال المُقيم  بتونس منذ أوائل سنوات الثمانينيات من القرن العشرين وهو متابع للحركة الأدبية التونسية عن كثب …كتب ما يلي على صفحته بالفايسبوك بتاريخ 6 اكتوبر 2014 ـ

في التسعيناتِ مِن القرن الماضي سألَتْني صديقة صينيّة كانت تعمل مراسلة لوكالة شينخوا فيتونس باستغراب خجول :
– لماذا التونسيون ينادوننا ساخرين “ياعْلالِش”؟
آلَمَتنِي نَبْرَةُ الألم في سؤالها ، وأجبتها بأنني لا أعرف.
ولكنني بَعْدَ تَفكُّر ، قلتُ لها : يبدو أنّهمُ يَرَونَ مَلامِحَ الصينيين مُتَشابِهَة كما تتشابه ملامِح “العلالِش” (العلالش جَمْع عَلّوش ، والعلّوش تعني باللهجة التونسية الخروف ).
فابتسَمَت حفيدة ماوتسي تونغ قائلة: ولكن حتى نَحن نرى ملامِحَ التونسيين مُتشابِهة ، ولكن لم يَخطر في بالنا أن نجرّدهم مِن بَشَريّتِهِم!.
تَذَكَّرْتُ هذه الحادثة اليوم وأنا أصْغِي إلى أحاديث شبابٍ وكُهُولٍ تونسيين مِحوَرها الوحيد التفاخُر بفنُون ذَبْحِ الخروف وسلْخِه وتقطيعِه ، وكيفيّة مَسْكِه مِن مَكانٍ مُحَدَّد في عُنُقِه ، وتكتيفِه من مقادمه الأماميّة والخلفيّة قبْلَ ذَبْحِه في غَمْرَة التكبيييير.
والأغرب تَواتُر المُلاحَظات بأنَّ عمليّة الذّبْح هذه قد تكون مِن أمْتَع لحظات عيد الأضْحى عندَهم.
وأشير هُنا إلى أنّ كلّ عائلة تونسية حتى لو كانت مِن زوج وزوجة فقط ، تقوم بشراء وذبْح خروف في عيد الأضحى ، ليس مِن أجْلِ التصدُّق بلحمه وعظامه على الفقراء ، فهذا نادراً ما يحدث إنما باتَ الأمْر تقليداً للتظاهُر التنافُسي الذي بات ظاهرة إجتماعيّة مَرَضيّة ليس إلاّ.لكنّ اللافت هُنا أنّ الذّبْح وتفاصيله وطقوسه القاسية بات عنصراً أساساً وخفيَّاً في البناء النفسيّ للتونسيّ .
وقد ذَهَبَ بي التأمُّل في هذا الأمْر إلى مُقارَبَةٍ مؤسِفَة عَن مَدى كونه مَرجعيّة لاختيار التونسيين المُنخرِطين في التنظيماتِ التكفيريّة الإرهابيّة كداعش وجبهة النصرة للقيامِ بعمليّةِ ذَبْحِ خُصُومِهم الذين لايتماهُونَ مَعهم في الإنتماء والهويّة، فلِماذا يتمّ اختيار التونسيّ دونَ غيْره لأداءِ هذا الدّور الأشدّ تَوَحُّشاً إن لم يكن التونسيّ التكفيريّ هُوَ مَن نافَسَ غيْرَه وافتكَّ منْه “شَرَفَ” أداء هذه المهمّة القَذِرَة . فالتونسيّ الذي يرى في الصينيّ المُختَلِف خروفاً، يَرى في الغير ، أي في مَن هو خارج انتمائه التكفيري حتى لوكانَ تونسيَّاً أو عربيا، مُجَرَّدَ “عَلّوشٍٍ” أيضاً وبالتالي يستَحْضر لذبحِهِ كلَّ مَهارات ذبح علّوش الأضحى ، نظراً لأنّه مِن مجتمَعٍ يُدَرِّبُ الشابَّ على ذَبْحِ “العلّوش” بالدَّوافِعِ القيَمِيّة والوظيفيّة التي تجعله يُدَرِّب الفتاة على طَهْو الكسكسي. وقد نُدركُ أكثرَ خطورةَ الأمْر وَظلاله الدّاكِنة وأبعادَه السيكولوجية العميقة في الوجدان الجمعي التونسي ، إذا استذكَرْنا التشبيهَ “الرومنسيّ” المُفْلِقَ في قوْلِ الراحل “صالح القرمادي” أيقونة اليسار التونسي والأستاذ الجامعي ورائد مايسمى “غير العمودي والحر” في الشّعْر التونسي ، في كُتَيّبهِ “الشعريّ” الموسوم ب”اللحمة الحيّة”مُخاطِباً حبيبَتَه:
“أحبّكِ
كما أحبّ كَتِفَ العلّوش
على الكُسْكُسِي”!.

 

مع التحية والتقدير
يا صديقنا العزيز إنّ ما نسبته إلى بعض التونسيين من اِستهجانهم للصينيين أمر غريب ومرفوض ولئن سمعتَه حقا فهو أمر نستنكره أصلا وأرجو أن نقطع مع مثل هذه التعليقات التي تسيئ إلى شعوبنا العربية التي نجد في بعض تعبيراتها اليومية كثيرا من الألفاظ التي يمكن أن يوظفها المغرضون في اِستنتاجات بعيدة كل البعد عن أهدافنا في الإخاء والتعاوة والتضامن و,,,,,,,من المحيط إلى الخليج !…أما ذكرك الأديب صالح القرمادي فأرجو أن تعلم أيضا أنه من الناقلين الأوائل إلى لغة الضاد كتابات الأدباء الجزائريين الذين كتبوا بالفرنسية وهو من أوائل الذين أدخلوا علم الألسنية إلى الجامعات العربية…وأرجو أن تعود إلى مترجماته الأدبية والعلمية وإلى نصوصه القصصية والشعرية لتنصف هذا الأديب من دون أن تنظر إليه من خلال أحاديث بعض خصومه أو من خلال كتاباتهم عنه فذلك من شروط الموضوعية والنزاهة وهنا أرجو أن تصحح ما نقلتَ من شعره الذي اوردته على غير أصله الذي هو ـ حبّ طريّ شهيّ / ككتف العلوش على الكسكسي
ولقد صاغه الشاعر نور الدين صمود قبل يوم أو يومين من وفاة الأديب صالح القرمادي بمناسبة حضورنا في ملتقى الشعر بالمركز الثقافي بالحمامات ـ خلال شهر مارس 1982 ـ قائلا له وقد جعله على المتقارب ـ
أحبكِ حبا شهيا طريا * كلحم الخروف على الكسكسي
لقد كان الغداء يومها كسكسيا…..وذلك آخر عهدنا به رحمه….
مع تحايا صديقكم سُوف عبيد
image

تحيّة تقدير ووفاء


تحية تقدير ووفاء واِعنراف بالجميل لأستاذي الدكتور سيّدي محمد اليعلاوي الذي تتلمذت على يديه في كلية الآداب بتونس وخاصة في مسائل الشعر القديم والترجمة وقد كان حريصا على الدقّة والتحقيق ويتقبّل جنوحنا الشبابي برحابة صدر في ذلك العهد الذي كنا نبحث في كتاباتنا عن التجديد ومخالفة المألوف وهو المتعمق في اللغة العربية وآدابها وكم أنا فخور وسعيد عندما فاجأني منذ سنوات قليلة ـ وقد لقيته في بيت الحكمة ـ بأنه قرأ لي بإعجاب قصيدة ـ عروس البحر ـ التي عارضت فيها قصيد يا ليل الصبّ متى غدُهُ…عندها شعرت أنني شاعر حقا…قبل ذلك بقليل رأيته من بعيد قادما على مهل فأسرعت إليه أريد ان أصلح له رباط حذائه خوفا من أن يتعثر به فأبى ذلك بإصرار شديد ولكني ألححت عليه  قائلا له إنني أحد تلاميذه القدامى وشرف لي أن أساعده ردا لجميل علمه في صدورنا فوافق على مضض ثم طلب مني بعدئذ أن أذكّره باِسمي فتذكره وأكد لي أنه يتابع مجلة ـ الحياة الثقافية ـ التي نشرت فيها القصيد….أمدّه الله بالصحة والعافية
10710561_658657100899020_6787895354515822889_n