


الدنيا
ــــــ الدنيا ـــــــ
كانتِ السّماءُ
بِشَمسِها وقَمَرها
ليستْ أعلى مِنْ شَجرةِ تِينٍ أَوْ تُفّاح
أوْ داليةٍ
نقطفُ منها حتّى النّجوم
*
العُيونُ والسّواقي كانت رَقراقةً
زُلالاً
نَسقي في أكفّنا منها العصافير
تُرفرفُ حولنَا
ثمّ تَحُطّ قُربَنا في سُرور وحُبور
*
كان جميعُ النّاس أطفالا
يَعرف بعضُهم بعضًا
حتّى إذا ما تَشاجرُوا
تَشاجروا على كُرة قَشّ
أو دُميةِ خَشبٍ
*
عاش النّاسُ أطفالا
لا تَتجاوز أعمارُهم السّابعةَ أو العاشرة
مَن يَشيخُ منهُم
يُعمّر عاميْن أكثرَ… أو ثلاثةً
ثمّ يُرفرفُ مع الملائكةِ
نحو جنّة السّماء
*
سنةً بعد سنةٍ
جاء على الدّنيا زمنٌ
فطالتْ أعمارُ أولئكَ الأطفال
حتّى برزت لِحاهُم وأظافرُهُم
سنةً بعد سنةٍ
طالتْ تلك الأظافر
صارتْ مخالب
فما عادتِ الأرضُ أرضًا
ولا الدّنيا
دنيا
من القرط إلى النخلة…مقاربة في شاعرية الميداني بن صالح
https://alantologia.com/blogs/62971/
من القُرط… إلى النّخلة.. مقاربة في شاعريّة الميداني بن صالح
متابعة قراءة من القرط إلى النخلة…مقاربة في شاعرية الميداني بن صالح

تحت الشّمس ـ قصيد سُوف عبيد ـ ترجمة طاهر البكري
Souf Abid
Sous le soleil
Personne n’est plus proche de toi
Et te ressemble plus que tous
Comme ton ombre
Ton ombre à toi
Tu marches elle marche
Tu t’arrêtes elle s’arrête
Tu tends ta main elle tend sa main
Elle t’obéit t’est fidèle
Ta compagne ta belle compagnie
Tu es elle elle est toi
Si le soleil s’en va
Elle te quitte
Tu te retrouves seul
Seul
Assailli par la foule
Tu poursuis seul
Sans elle
Vers l’avant
Trad. par Tahar Bekri

في مقهى المِرعِي
******** في مقهى المِرعي ********
هو مقهى صغير بل صغير جدا يعترضك وأنت صاعد أو نازل في نهج جامع الزيتونة بمدينة تونس العتيقة وفيه تتذوّق نكهة الشاي الأخضر بالنعناع أو فنجان قهوة بسكّر زائد أو بقليل السكّر… في هذا المقهى كنت أجلس وأنا تلميذ في الصادقية ثمّ وأنا تلميذ في معهد ابن شرف ثم وأنا طالب في كلية الأداب بالقصبة ….لي في هذا المقهى ذكريات لاتنسى حيث كنت أجلس فيه أيضا لنيل قسط من الراحة عندما كنت أحلس على مدى عشرات السنين للمطالعة والبحث في رحاب دار الكتب الوطنية التي كانت بسوق العطارين واليوم مررت بها عندما فاجأني المطر فقلت لا بأس من تناول كأس شاي أخضر مُنعنع فجلست حِذو شيخ جليل من زمان كنت أصادفه يسير الهُوينى في زيّه التونسي الأصيل من الشاشية الحمراء إلى لحفته البيضاء التي يتعمّم بها إلى جبته وبرنسه وبلغته وعكازه مع قفّته البيضاء فقلت هذه مصادفة ثمينة لأعرف هذا الشيخ وما كدت أستوي إلى جانبه حتى بادرني بالترحاب

أرى ما لا يُرى
أرى ما لا يُرى ـ 16 ـ 5 ـ 2023
******* أرى مـا لا يُرى *******
ــــــــ لوحةُ الكتف ـــــــ
أمّي التي لم تقرأ
ولم تَكتُبْ أبدًا
أفصحُ منّي
تُسَمّي يومَ الأربعاء
– إرْبِحَاء –
معارضة شكر
اليوم ـ يوم الأربعاء 3 ماي 2023 ـ وقبل أن أدلف إلى بيتي قابلني كتاب في صندوق البريد فإذا هو آخر ما أصدر صديقي الشاعر الأستاذ عبد الرحمان الكبلوطي كتاب بهي في طبعة جميلة أنيقة بعنوان – من شعراء القيروان على مر الزمان – وعندما فتحت الصفحة الأولى وجدت إهداء باذخا حقا دبجه في الأبيات التالي
حيثما كنت بخضرائي أطوفُ
طالعتني ذكرياتي مع سُوفُ
فأنا كنت ومازلت وأبقى
بصديق العمر والله شغوفُ
ولهذا كلما أكتب شعرا
نحوه يسعى كلامي والحروفُ
إن مثل هذه المبادرة تؤكد لي وفي هذه الظروف الثقافية الصعبة التي نمر بها __ أن الصداقة والوفاء والمحبة _ قيم ما تزال موجودة …لذلك لابد أن لا نيأس ولابد أن نواصل رغم كل التحديات
شكرا جزيلا صديقي الشاعر والأديب الأستاذ عبد الرحمان الكبلوطي
يَــا صـديقي أنـتَ خِـلٌّ ورَؤُوفُ
وهَــدِيّـاتُــك مِـنهُـنّ الــرُّفـوفُ
فَــدَواويـنُــكَ بَـــاقــــاتُ وُرُود
رُبَّ وَرْدِ مِنهُ كمْ فَاحَتْ حُـرُوفُ
أنـتَ غَـوّاصُ لَآلِيـهَا الـقَوافِــي
يا زَمانًـا مُـلِئتْ زَيْـفًـا كُــفُـوفُ
* تونس 3 ـ 5 ـ 2023

باقة من القصائد التونسية الجديدة
https://www.almothaqaf.com/e2/968378-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1-%D8%A8%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9
باقة من القصائد التونسية الجديدة
سُوف عبيد
بمناسبة الاِحتفال باليوم العالمي للشعر الذي نظمته جمعية ابن عرفة بتونس يوم 21 مارس 2012
الشاعر المختار المختاري الزاراتي
هو ثالث الثلاثة من الذين لفحتهم شمس الجنوب
في عنفان العطاء هو
لا تكاد تراه جالسا إلا لينهض نشيطا من جديد لأنه حريص على نجاح اللقاءات الأدبية التي يشرف عليها في جمعية مراجعات وقد أضجت من أنشط الجمعيات الثقافية في تونس
هو ثالث شعراء ثلاثة كلهم إليها ينتسبون وينتمون إليها
في عزة وإباء
ألا وهي الزارات
واحة تمتدّ على ساحل خليج قابس مُتسربلةً في اللون الأخضر ومتوشّحةً هدوءً وسلامًا أزرق البحر
هو ثالث ثلاثةأولهم الشاعر أحمد اللغماني وهو من فحول الشعراء التونسيين
ثانيهم الشاعر مختار اللغماني وهو من أبرز الشعراء الطلائعيين
والثالث صاحبنا هذا ـ الزاراتي مختار المختاري ـ
صاحب هذه القصيدة التي تعبّر عن الحيرة الوجودية التي ما اِنفكت تلازم الإنسان الأول في عهود ما قبل فجر التاريخ إلى اليوم وقد عبّر الأدب التونسي القديم منذ اِعترافات القديس أوغسطين عن تلك الأسئلة حول الحياة والموت ناهيك عن تساؤلات أبي العلاء المعري في قصائد لزومياته وحيرة الغزالي في كتابه المنقذ من الضلال وهاهي قصيدة الزاراتي مختار تواصل حمل تلك الإرهاصات الإنسانية في شفافية البوح وقد أرخى الليل سُدوله ليبيّن تأرجحه بين الإيمان الوثوقي المطمئن وبين الحيرة الحارقة التي لا تهدأ ولا تستكين حتى كأني به يصل بعد هذه الحيرة إلى تخوم القول بوحدة الوجود في إيحاءات صوفية مشرقة بيّنت له الخيط الأبيض من الخيط الأسود…. قصيد تجديدي في معاني الوجود..
شيء من شيء ما
هذا الهدوء يخفي وجها ما
والليل نرجسيّ يحتمل التأويل
خارج السيطرة…
هذا الهدوء يسكن قاعا الأصناف
وأنا ما عدت أرتّب كلماتي
بما يصرف عنّي عقاب الصمت…
يا نرجسة اللّيل
يا منسيّة في خرافة تخفيها الذاكرة
عن تصابي الأجداد
يا حبّا يقف خارج مناطق الحياد
هذا الهدوء يسجن ما تبقى منّيا
في أصفاد الشوارع المكبوتة
بما يجب
وما لا يجب
من التعايش في هذي البلاد
وها أسقي التراب شذاك
واختم مشيئة الذهاب بغرس العناد
في أسطر يزرورق بحرها بحبر الليل
وخبر السواد…
و هذا الهدوء يخفي وجها ما
والليل نرجسيّ يحتمل التأويل
خارج السيطرة…
والهدوء استسلاما للغائب
في رقصة العبّاد…
أأكون ناسكا في الحبّ
أم من سلالة الزهّاد؟
أم أنني تركت جثتي مقبورة في صحراء
أولها كآخرها
موت وتشرّد وضياع وانقياد
لمطلق في مطلقه يرسم عدميّة الوجود
وانعدام الذات المرتلة في أوراد
ها أنا أعيش الليل وحدي
وأقبل على روحي برحابة روحي
لأثبت لي أنني عصيّ على التعداد
وأنني مفرد جامع
وأنني جمع زمن الآحاد…
وأنّك أضعت فرصة أخيرة
لتكوني خارج منطقة المزاد
لأنّ هذا الهدوء يخفي وجها ما
والليل نرجسيّ يحتمل التأويل
خارج السيطرة
وهذا الهدوء يسكن قاع الأصناف
وأنا ما عدت أرتّب كلماتي
بما يصرف عنّي عقاب الصّمت
واحتمال اختزال الحبّ
في تهمة الإلحاد
الشاعرة سليمى السرايري
أسمّيها ـ الفراشة التونسية ـ لأنها عاشقة الألوان فمن أحمر وأخضر إلى أصفر وأزرق تتوشح بها من الرأس إلى القدم بل من حقيبة يدها إلى قبعتها إلى حذائها أيضا وكل ذلك في انسجام وتناسق فتخالها وهي قادمة كأنها فراشة تحلق في الفضاء…
تلك هي سليمة السرايري ذات المواهب المتعددة فهي شاعرة وكاتبة ورسامة ونحاتة وإذاعية ولها في التزويق والتحف وحتى في ابتكارات موضة الأزياء لمسات رائعة وقد ساعدها على في ذلك نهلها من تراث الأمازيغ في الجنوب التونسي فأخذت منه نصاعة الألوان المشرقة والهندسات والرموز وجعلتها ميزة واضحة في إبداعاته التشكيلية خاصة مما أكسبها التفرد في هذا المجال الفني
أما شعر سليمى السرايري فهو تعبير عن وجدانها الكاشف عن شجونها وأحلامها وقد اتخذت الرموز والصور قناعا فأضحت بوحا يكاد يكون تصريحا بما فيه من توهج وصدق المعاناة فقصائدها أنات حينا وصرخات أحيانا واختلاجات ورغبات وأحلام وإرهاصات كامنة تتراوح بين القلق والشبق تنساق في لغة صافية رقراقة … وأنت حين تسمعها وهي تنشد شعرها بصوتها الحالم تجعلك ترفل أو ترفرف في فضاء جنتك الضائعة متابعة قراءة باقة من القصائد التونسية الجديدة
نماذج من شعر اللّهجة التونسية
نماذج من شعر اللّهجة التونسية
سُوف عبيد
إذا كانت العربية الفصحى التي وصلتنا كما هي في القرآن والشعر منتشرة على مدى الأقطارالعربية من المحيط إلى الخليج فإنها تبدو على غير هيأتها النظرية في اِِستعمالات الحياة اليومية بين العلاقات لدى مختلف النّاس حيث تتميّز وتتلوّن بخصائص معيّنة في كل قطر تقريبا وإنّ هذا التميّز يبدو في صفات اللهجة العامية التي لا تزيد العربيّة إلا إثراء وحيويّة وإنّ اللهجة التونسية لا تبتعد كثيرا عن اللغة العربية الفصحى وقد أبدع فيها شعراؤها قصائد على غاية من الإتقان فكانت شاهدة على قدرتهم في الابتكار بالإضافة إلى أبعادها الاجتماعية أو أحمد ملاك والسياسية وغيرها وإن قصائد شعراء مثل أخمد ملاك و أحمد بن موسى في القرن التاسع عشر أو عبدالرحمان الكافي و أحمد البرغوثي في النصف الأول من القرن العشرين يمكن اِعتبارها كالمعلّقات بالنسبة إلى الشعر الجاهلي
