كل مقالات سوف عبيد

حول سوف عبيد

* من مواليد موسم حصاد 1952 وسُجّل في دفتر شيخ المنطقة بتاريخ يوم 7 أوت 1952 ببئر الكرمة في بلد غُمراسن بالجنوب التونسي درس بالمدرسة الاِبتدائية بضاحية ـ مِقرين ـ تونس العاصمة سنة 1958 ـ بالمدرسة الابتدائية بغُمراسن سنة 1960 ـ بالمدرسة الابتدائية بنهج المغرب بتونس سنة1962 ـ بمعهد الصّادقية بتونس سنة 1964 ـ بمعهد اِبن شرف بتونس سنة 1969 * تخرّج من كلية اﻵداب بتونس بشهادة ـ أستاذية الآداب العربية ـ ثمّ في سنة 1976 بشهادة ـ الكفاءة في البحث ـ حول ـ تفسير الإمام اِبن عَرْفَة ـ سنة 1979 * باشر تدريس اللّغة العربية وآدابها بـ ـ معهد اِبن أبي الضّياف بمنّوبة ـ المعهد الثانوي ببوسالم ـ المعهد الثانوي بماطر ـ معهد فرحات حشاد برادس * بدأ النّشر منذ 1970 في الجرائد والمجلات : الصّباح ـ الملحق الثقافي لجريدة العمل ـ الصّدى ـ الفكر ـ ألِف ـ الحياة الثقافية ـ الموقف ـ الشّعب ـ الرأي ـ الأيام ـ الشّرق الأوسط ـ القدس,,,وبمواقع ـ دروب ـ إنانا ـ المثقّف ـ أنفاس ـ أوتار ـ ألف ـ قاب قوسين ـ … * شارك في النّوادي والنّدوات الثقافية بتونس وخارجها : ليبيا ـ الجزائر ـ المغرب ـ مصر ـ العربية السعودية ـ الأردن ـ سوريا ـ العراق ـ إسبانيا ـ فرنسا ـ إيطاليا ـ ألمانيا ـ بلجيكا ـ هولاندا ـ اليونان ـ * من مؤسسي نادي الشّعر بدار الثقافة ـ اِبن خلدون ـ بتونس سنة 1974 واِنضمّ إلى اِتّحاد الكتاب التونسيين سنة 1980 واُنْتُخِبَ في هيئته المديرة في دورة سنة 1990 أمينا عاما ثم في دورة سنة 2000 نائب رئيس فساهم في تنظيم مؤتمر اِتحاد الأدباء العرب ومهرجان الشعر العربي بتونس سنة 1991 وفي إصدار مجلة ـ المسار ـ وفي تأسيس فروعه وفي تنظيم الندوات والمهرجانات الأدبية وشارك في الهيئة الاِستشارية لمجلة الحياة الثقافية وأسّس منتدى أدب التلاميذ سنة 1990 الذي تواصل سنويا في كامل أنحاء البلاد إلى سنة 2010 ونظّم الملتقى الأوّل والثاني لأدباء الأنترنت بتونس سنتي 2009 و 2010 وأسس نادي الشعر ـ أبو القاسم الشابي ـ سنة 2012 وترأس جمعية ـ اِبن عرفة الثقافية ـ سنة 2013 و2014 وأسس جمعية مهرجان الياسمين برادس 2018 * صدر له 1 ـ الأرض عطشى ـ 1980 2 ـ نوّارة الملح ـ 1984 3 ـ اِمرأة الفُسيفساء ـ 1985 4 ـ صديد الرّوح ـ 1989 5 ـ جناح خارج السرب ـ 1991 6 ـ نبعٌُ واحد لضفاف شتّى ـ 1999 7 ـ عُمرٌ واحد لا يكفي ـ 2004 8 ـ حارقُ البحر ـ نشر إلكتروني عن دار إنانا ـ 2008 ثم صدر عن دار اليمامة بتونس ـ 2013 9 ـ AL JAZIA ـ الجازية ـ بترجمة حمادي بالحاج ـ 2008 10 ـ ألوان على كلمات ـ بلوحات عثمان بَبّة وترجمته ـ طبعة خاصة ـ 2008 11 ـ حركات الشّعر الجديد بتونس ـ 2008 12ـ صفحات من كتاب الوجود ـ القصائد النثرية للشّابي ـ2009 13 ـ oxyde L’âme قصائد مختارة ترجمها عبد المجيد يوسف ـ2015 14ـ ديوان سُوف عبيد ـ عن دار الاِتحاد للنشر والتوزيع تونس2017

سوف عبيد ـ السيرة والمسيرة

إصدارات سوف عبيد

* من مواليد موسم حصاد 1952 وسُجّل في دفتر شيخ المنطقة بتاريخ يوم 7 أوت 1952 ببئر الكرمة في بلد غُمراسن بالجنوب التونسي
درس بالمدرسة الاِبتدائية بضاحية ـ مقرين ـ  لتونس العاصمة  سنة 1958
ـ بالمدرسة الابتدائية بغُمراسن سنة 1960
ـ بالمدرسة الابتدائية بنهج المغرب بتونس سنة1962
ـ بمعهد الصّادقية بتونس سنة 1964
ـ بمعهد اِبن شرف بتونس سنة 1969

* تخرّج من كلية اﻵداب بتونس بشهادة ـ  أستاذية الآداب العربية ـ ثمّ في سنة 1976 بشهادة ـ الكفاءة في البحث ـ حول ـ تفسير الإمام اِبن عَرْفَة ـ سنة 1979

* باشر تدريس اللّغة العربية وآدابها بـ
ـ معهد اِبن أبي الضّياف بمنّوبة
ـ المعهد الثانوي ببوسالم
ـ المعهد الثانوي بماطر
ـ معهد فرحات حشاد برادس

* بدأ النّشر  منذ 1970 في الجرائد والمجلات : الصّباح ـ الملحق الثقافي لجريدة العمل ـ الصّدى ـ الفكر ـ ألِف ـ الحياة الثقافية ـ الموقف ـ الشّعب ـ الرأي ـ الأيام ـ الشّرق الأوسط ـ القدس,,,وبمواقع ـ دروب ـ إنانا ـ المثقّف ـ أنفاس ـ أوتار ـ ألف ـ قاب قوسين ـ …

* شارك في النّوادي والنّدوات الثقافية بتونس وخارجها : ليبيا ـ الجزائر ـ المغرب ـ مصر ـ العربية السعودية ـ الأردن ـ سوريا ـ العراق ـ إسبانيا ـ فرنسا ـ إيطاليا ـ ألمانيا ـ بلجيكا ـ هولاندا ـ اليونان ـ

* من مؤسسي نادي الشّعر بدار الثقافة ـ اِبن خلدون ـ بتونس سنة 1974 واِنضمّ إلى اِتّحاد الكتاب التونسيين سنة 1980 واُنْتُخِبَ في هيئته المديرة في دورة سنة 1990 أمينا عاما ثم في دورة سنة 2000 نائب رئيس فساهم في تنظيم مؤتمر اِنحاد الأدباء العرب ومهرجان الشعر العربي بتونس سنة 1991 وفي إصدار مجلة ـ المسار ـ وفي تأسيس فروعه وفي تنظيم الندوات والمهرجانات الأدبية وشارك في الهيئة الاِستشارية لمجلة الحياة الثقافية وأسّس منتدى أدب التلاميذ سنة 1990 الذي تواصل سنويا في كامل أنحاء البلاد إلى سنة 2010 ونظّم الملتقى الأوّل والثاني لأدباء الأنترنت بتونس سنتي 2009 و 2010 وترأس جمعية ـ اِبن عرفة الثقافية ـ سنة  و2013 وسنة 2014

* صدر له
ـ الأرض عطشى ـ 1980 ـ نوّارة الملح ـ 1985
ـ اِمرأة الفُسيفساء ـ 1985
ـ صديد الرّوح ـ 1989
ـ جناح خارج السرب ـ 1991
ـ نبعُُ واحد لضفاف شتّى ـ 1999
ـ عُمر واحد لا يكفي ـ 2004
ـ حارقُ البحر ـ نشر إلكتروني عن دار إنانا ـ 2008
ثم صدر عن دار اليمامة بتونس ـ 201
ـ AL JAZIA ـ الجازية ـ بترجمة حمادي بالحاج ـ 2008
ـ ألوان على كلمات ـ بلوحات عثمان بَبّة وترجمته ـ طبعة خاصة ـ 2008
ـ حركات الشّعر الجديد بتونس ـ 2008
ـ صفحات من كتاب الوجود ـ القصائد النثرية للشّابي 2009

ـ  oxyde L’âme ـ قصائد مختارة ترجمها عبد المجيد يوسف ـ 2015

يوم غمراسن في تونس

يوم غمراسنمن غمراسن إلى تونس

كان حلما فتحقّق…
وذلك يوم السبت 9 ماي 2015 من الصباح إلى المساء وبتنظيم جمعيات ابن عرفة وتواصل والغرفة الفتية وصيانة التراث وغِراس وفرقة البغدادي وفرقة مسرح شباب غمراسن وبدعم من بلدية غمراسن

وبمساهمة فضاء السليمانية ونادي الشعر أبو القاسم الشابي ونادي الأدب الشعبي ونادي مصطفى الفارسي وبحضور عديد المثقفين من رسامين وموسيقيين وأدباء وشعراء والصحفيين و أحباء غمراسن الذين وجدوا أهلها وذويها من مختلف الأجيال والفئات والعائلات في استقبالهم بكل ترحاب وتكريم شاكرين لهم قدومهم ومواكبتهم لمختلف مظاهر الاحتفال الذي اِشتمل على هذه الفقرات خاصة طبال غمراسن

 

طبال من فرقة البغدادي 10996234_896145700446429_3769060845621336929_n

* الاِستقبال بزيارة المعرض وقد اِشتمل على نماذج من الأزياء والأدوات والمفروشات والمأكولات الخاصة بالجهة
* تناول الفطائر المقلية على عين المكان

* كلمة الافتتاح من طرف رئيسي جمعيتي ابن عرفة وتواصل
* قراءات شعرية بالفصحى والعامية
* محاضرة حول المواقع الأثرية في الجنوب الشرقي قدمها الدكتور محمد الهادي الغرابي تلاها حوار ثري حول دعم السياحة الثقافية
* شهادة تاريخية واجتماعية حول الهجرة إلى فرنسا قدمها الشيخ عبد السلام خلفت
* شهادة حول بعض وقائع حرب رمادة وحرب بنزرت قدمها الحاج خليفة لزغب
* تكريم الجمعيات والشخصيات المساهمة في يوم غمراسن
* الغداء التقليدي

* عرض شريط قصير حول تاريخ غمراسن
* عرض ملحمة ورغمة
* عرض الأزياء التقليدية
* وصلات من الموشحات وهي مساهمة فضاء السليمانية
* لوحات من مختلف مراحل العرس التقليدي
* حفل الطبل مع فرقة أولاد البغدادي

*** الصّورة تمثل شابا من فرقة أبناء الفنان الكبير الشيخ البغدادي الغمراسني وهو عميد الطبالة في الجمهورية التونسية فقد رافق الطبل بضرباته البديعة ورقصاته الرشيقة منذ أكثر من سبعين سنة والذي حرص على الحضور وقيادة أحفاده وتوجيههم في الحفل

بقلم سُوف عبيد

تجديد ـ الشّوق ـ

تجديد الشّوق

سُوف عبيد

عَبّر الشّعراء العرب في مختلف الأعصار والأمصار عن الشّوق والحنين مُستعملين سِجّلا من الكلمات المترادفة والصّور الدّالة على المعاني المتقاربة فهي ولئن اِمتاز الكثير منها بقدر كبير من رهافة الإحساس على نمط جمالية البلاغة القديمة فإنّها كانت تنحُو منحى التّعبير المباشر كقول عنترة اِبن شدّاد:

يا دارَ عبلةَ بالجِـــواء تكلّمـــــــــي ** وعِمِي صباحا دارَ عبلة واسلَمِي

ومثل قول قيس بن الملوّح:

أَمُـرُّ عَلَـى الدِّيَـارِ دِيَـارِ لَيْلَــى ** أُقَبِّــلُ ذَا الجـِدَارَ وَذَا الجــِدَارَ

ويصرّح البُحتري بشوقه قائلا:

شَوْقٌ إلَيكِ تَفيضُ منهُ الأدمُعُ ** وَجَوًى عَلَيكِ، تَضِيقُ منهُ الأضلعُ


كما باح اِبنُ زيدون بذلك:

إنّي ذكرْتُكِ، بالزّهراء، مشتاقَا ** والأفق طَلق ومَرأى الأرض قد راقَا

ومع تطوّر الشّعر العربيّ بفضل المدّ الرّومنطيقي أضحى الشّوق من

معاني المعاناة الوجوديّة كما في قول الشّابي:

يَنْقَضِي العَيْشُ بَيْنَ شَوْقٍ وَيَأْسِ ** والمُنَى بَيْنَ لَوْعة ٍ وَتَأَسِّ

وفي قوله:

ومَــن لــم يُعانقْـه شـوْقُ الحيـاة ** تبخَّـــرَ فــي جوِّهــا واِندثــرْ متابعة قراءة تجديد ـ الشّوق ـ

بعد ثلاثين سنةً…

هذه المرّة أسافر إلى مدينة النّور ـ أو مدينة الجنّ والملائكة ـ مثلما وصفها طه حسين بدعوة أثيلة من اِبني المقيم في ضاحية جنوب باريس غير بعيد عن نهر السّين حيث يقيم أيضا صديقي الشاعرـ حمدي الشّريف ـ الطيّب الرّفقة والذي ألتقي به يوميّا لنتجوّل حينا ونجلس حينا آخر خائضين غمار الذكريات والشّعر والتاريخ والأحداث
وملاحظين المشاهد العمرانية المتنوعة بما فيها من إتقان ونظام في مختلف نواحي المنطقة وقد اِزّيّنت في أزهى طبيعتها كيف لا ؟ وهي ترفل في أوج أيام الربيع فأينما نظرتَ وسرحت ببصرك ألفيتَ الاِخضرار والأزهار

عرفتُ صديقي حَمدي منذ أكثر من ثلاثين عاما طالبًا جادًّا في معهد فرحات حشاد برادس فكان من وقتذاك مُحبّا للأدب وللثقافة رغم اِختصاصه التقني وشاءت الأقدار أن يتجدّد الاِتصال بيننا بفضل الأنترنت حتى التقينا منذ ثلاث سنوات في هذه الضاحية فإذا ذلك الشاب ـ بفضل عزمه وصبره ونباهته ـ قد تمكن من الهجرة ثمّ الاِِستقرار في بلاد الإفرنج هو وعائلته في كنف عيشة رغدة لكنه وهو الذي تمكن من التأقلم في البيئة الفرنسية قد ظل مرتبطا بتونس ومنتميا إلى تراثه في جوانبه المُنيرة والإنسانية ممّا جعله في نصوصه الشعرية التي يكتبها بالعربية مُعبّرا بعفوية وصدق عن حنينه لموطنه ومتمسّكا بجذوره فاللغة العربية بالنّسبة إليه هي الخيط السّحري الذي يشدّه إلى ذاته وهو  حريص أيضا على أن يظل أبناؤه وبناته منتمين إلى تونس الخضراء…ولكن

ولكن عندما رافقتُه مع نَجليه إلى القنصلية ليستخرج لهما بطاقة الهويّة التونسية رأيتُ صفّا طويلا وقد وقف فيه الصّغير والشاب والشّيخ من الجنسين بل وفيه الرّضيع وحتّى الذي في كرسيّ العجلات

يا سبحان الله
هل مكتوب على التونسيّ أن يقف مُنتظرا السّاعات الطّوال في الحرّ والقَرّ سواءً في تونس للحصول على تأشيرة الدخول إلى فرنسا أو في فرنسا أمام القنصلية التونسية لاِستخراج مختلف أوراقه الوطنية
نعم…التونسي غريب مرتين
غريب في وطنه وغريب خارج وطنه

متابعة قراءة بعد ثلاثين سنةً…

زهرةُ التُّوليب

_زهرة_التوليب

اللّيلةَ

في أوج الرّبيع

زهرةٌ من زَهرات الحديقة

باتتْ تحتَ ضياءِ القمر

يَرُشّها عشقًا وشوقًا

حتّى مطلع الفجر

عندما الشّمسُ وخزتْ وجنتيها

أفاقتْ

فإذا الطَلُّ أبيض ُعلى اِحمرار

يُبلّل تاجَهَا…

 

Oxyde de l’ame-Le souffle francophone d’un poète majeur

Article d’origine de Hatem BOURIAL
Les éditions Bouraq viennent de publier en traduction française un florilège de textes poétiques de Souf Abid. Traduits par Abdelmajid Youcef, des extraits du recueil “Oxyde de l’âme” donnent à l’œuvre de Abid un nouveau prolongement…Au début des années 1980, une génération nouvelle a investi le domaine de la poésie tunisienne, avec des univers ésotériques, une verve militante et un souffle nouveau. Parmi ces poètes, Moncef Mezghani, Sghaier Ouled Ahmed, Adam Fathi ou Souf Abid se sont vite taillé une place au soleil.
En ce temps désormais lointain, la poésie tunisienne connaissait une période de tiraillements entre les tenants de “Attalia”, un mouvement littéraire qui posait le primat de l’engagement politique dans toute littérature, et ceux d’une approche plus esthétique.
Ces derniers avaient constitué deux pôles distincts avec d’une part l’Ecole de Kairouan qui réunissait Mohamed El Ghozzi, Moncef Louhaïbi et, à un degré moindre Slah Boujah, et un groupe de poètes installés dans la capitale qui préféraient cultiver leur singularité et développer une œuvre propre. Ce mouvement de fond de la poésie tunisienne contemporaine allait redistribuer les cartes dans ce domaine et relativiser l’importance des ténors que furent Midani Ben Salah ou Jaafar Majed, perçus comme proches de l’establishment.
•Des dizaines de recueils allaient voir le jour alors que les récitals poétiques se multipliaient aux quatre coins du pays. Parallèlement à cette effervescence poétique, une génération de chanteurs engagés bousculait la torpeur du monde de la musique avec l’apparition de formations comme Imazighen, Al Hamaïem ou la montée de chanteurs militants à l’image de Hédi Guella ou Hamadi Laâjimi.
Dans cet environnement en mouvement, l’œuvre d’un poète iconoclaste voyait le jour sur fond de relève des générations. Timidement au début, puis avec une présence affirmée, Souf Abid se signalait à la critique et aux lecteurs avec une œuvre surprenante d’où jaillit une poésie mêlant quotidien déroutant, images subreptices et souffle majeur et élégiaque…Un sens inné de l’ellipseSouf Abid est entré en poésie au nom de la pureté linguistique et aussi pour prouver que les approches symbolistes voire parnassiennes étaient le sel même de la poésie.
Deux événements allaient mettre ce natif du sud tunisien au devant de la scène. D’une part, une censure étriquée allait viser sa première œuvre lui donnant par ricochet une notoriété inattendue. D’autre part, Taoufik Baccar et Salah Garmadi allaient donner à ce jeune poète un coup de pouce tout aussi inattendu en le faisant figurer dans leur anthologie “Ecrivains de Tunisie”.
Cette anthologie de littérature tunisienne, traduite de l’arabe vers le français et publiée en France, aux éditions Sindbad, allait en effet révéler Souf Abid au public francophone. Le fait qu’il figure dans ce choix poétique de deux des meilleurs critiques de la place n’allait pas passer inaperçu car cette anthologie plaçait Abid parmi les meilleurs alors qu’il n’en était qu’à ses débuts.
Avec “Naouaret el Melh” (Fleur de sel), Souf Abid créait un monde propre dans lequel la parole du poète devenait le cœur du texte. Classique par certains aspects, sa poésie trahissait le rapport à la langue qu’entretient le professeur d’arabe qu’il est. Toutefois, les envolées lyriques cédaient souvent le pas à une poésie plus sobre, plus moderne et surtout diablement éloquente.
C’est un verbe libéré, un vers affranchi d’une métrique obsolète que Souf Abid défendait. De plus, pour lui, le primat de la dialectique du mot et de l’image était fondateur de poésie. Au lieu de se perdre dans des acrobaties rhétoriques, sa poésie s’est exprimée avec une remarquable économie verbale et aussi un sens inné de l’ellipse.
Le caractère profond de sa poésie allait ensuite se consolider à travers plus d’une dizaine de recueils parus au cours des trois dernières décennies. Avec “Imraatou el foussaifoussa” (La femme de mosaïque), il franchissait un nouveau palier dans ses recherches formelles et esthétiques. Quelques années plus tard, avec “Sadid Errouh”, il installait durablement son univers et confirmait sa dimension majeure et sa centralité dans la poésie tunisienne contemporaine.

L’étoffe d’un traducteur

Ce sont des extraits de ce dernier recueil qui viennent d’être traduits en langue française par Abdelmajid Youcef qui a choisi “Oxyde de l’âme” pour titre à son recueil. Le traducteur justifie ce choix en écrivant:” La poésie étant une sorte d’oxyde métaphysique, une sorte de fumée blanche ou noire dégagée des entrailles de l’être, est susceptible d’entrer dans le même champ sémantique porté sur cet intitulé”.
Youcef réunit dans cet ouvrage des textes extraits du recueil “Sadid Errouh” et d’autres poèmes épars. Le choix comprend une quarantaine de poèmes représentatifs du spleen tel que le pratique Souf Abid. Eût-il été plus habile d’intituler ce recueil “La rouille de l’âme” ou “Ames rouillées”? Ce n’est qu’une question d’appréciation.
Le fait est que cet ouvrage rend bien la tonalité de la poésie de Abid, avec une traduction qui sonne juste et parvient à capturer l’art des temps suspendus caractéristique de la langue et du souffle de Abid. Abdelmajid Youcef est lui aussi poète, ce qui donne plus d’ampleur et une étoffe particulière à cette traduction qui vient juste de paraître chez Bouraq Editions.
On y retrouve la veine particulière de la poésie de Abid et un florilège qui permet de bien cerner ce poète qui poursuit son parcours avec bonheur. Ces âmes oxydées surgissent dans de nombreux poèmes comme “Cravate” ou “Traversée”. Youcef essaie avec succès de rendre palpable ce monde propre et fuyant qui est celui de Abid dont les formes brèves dominent ce recueil très extrême-oriental par certains aspects qui relient le poète aux traditions du nô et du haiku japonais.
Les images fugaces et aux multiples significations sont l’un des traits de la poésie de Abid qui préfère l’économie de mots à l’emphase poétique. Une fenêtre, un lapsus ou un éventail peuvent devenir les lumineux prétextes d’une rêverie qui trouve toujours les mots justes y compris dans le laconisme le plus absolu.
Dans “Mise en liberté”, le poète écrit: “Emprisonné à perpétuité, il dessine sur le mur de sa cellule une porte et en sort”. Dans “Moisson”, on lit :”Malheur à l’épi! Il s’approche de la guillotine à mesure qu’il grandit”. Tels sont les poèmes de Abid! Percutants, silencieux, allant droit au but, ils sont parés des mots qu’il faut, des mots qui parfois ne font que suggérer et inviter à découvrir la poésie en toute chose.
Un seul regret quant à ce recueil de 70 pages: il n’est fait nulle part mention de l’éditeur en langue arabe des extraits traduits. C’est bien dommage car il s’agit ici d’un déni de reconnaissance du travail antérieur accompli par l’éditeur de Souf Abid. Pour malheureux qu’il soit, cet “oubli” n’oblitère pas la qualité de l’ouvrage de Abdelmajid Youcef qui donne au lecteur francophone la possibilité de découvrir la poésie de l’un des auteurs majeurs de la littérature tunisienne contemporaine.

 Hatem BOURIAL

متابعة قراءة Oxyde de l’ame-Le souffle francophone d’un poète majeur

بئرُ الكرمَة

منذُ عهد قديم كانت الصِّلات مُستمرّةً وثيقة ببن أهالي الجنوب التونسيّ والعاصمة وهي مُوَثّقَةُ منذ العهد الحفصيّ على الأقل وأخبرني عمّي الأكبر أنه أدرك دكانَ جدّه قُرب جامع الزّيتونة وكان أوّل مَحط رحاله من غمراسن عندما قَدِم إلى تونس العاصمة مع جدّته طفلا وقد كانت رحلتُه على متن عربة وذكر لي عمّي أن أربعةً من الخيل كانت تتبدّل في كل مدينة فسارت بهم بحثيث السّير يومين وليلةً وبتطوّر وسائل النّقل أضحت الرحلة العاديةُ تدوم يوما كاملا أو ليلة بتمامهابئر الكرمة متابعة قراءة بئرُ الكرمَة

مع عبد المجيد يوسف ومحمد الحبيب الزنّاد

ذاتَ عَصر يوم ربيعي في سنة 2015 منْ تلك الأيّام العاصفة التي تَستثني نسائمَه اللطيفةَ، يوم في بعض أيّام الرّبيع كأنّه من بقايا عنفوان الشّتاء،اِلتقينا نحن الثلاثةَ: عبد المجيد يوسف والحبيب الزنّاد وأنا أمام المسرح بشارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة على أمل أن نجدَ خيمة منتصبةً هناك خاصةً بمعرض الكتاب وعلى أمل أن تنتظم فيها أمسيّة شعريّة
فكم كنّا مبتهجين بتلك المبادرة التي هبّ إليها الشّاعر الحبيب الزناد من المنستير بمجرّد دعوة عبر الهاتف وجاء يسعى إليها الأديب عبد المجيد يوسف من سوسة أما أنا فقد ركبت القطار من ضاحية رادس واِخترت اللّقاء بهما وببقيّة الشّعراء على أن أحضر بُروتُوكلات الاِفتتاح في قصر المعرض*
*
اِلتقينا أمام المسرح واِبتهجنا عندما قابلتنا الخيمةُ البيضاء الكبيرة ولكن وصلت إلينا مع صَولات الرّياح العاتية أصوات الموسيقى الصّاخبة فقلنا لعل ذلك من دواعي الاِحتفال واِستجلاب الذين يريدون متابعة الأمسية الشعرية ثمّ اِقتربنا من الخيمة فلمْ نر أحدا من جماعة الثقافة أوالمثقفينْ ولا أحدا من الوزارة أو الإداريينْ فبقينا واجمينْ حتّى جاءنا الخبر اليقينْ عبر الهاتف أنّ الخيمة قد ضُربتْ أوتادُها ورُفعتْ أطنابُها عند آخر الشّارع بعد السّاحةِ الكبرى والسّاعةِ المُنتصبة في وسطها فاِتّجهنا نَمرُق الرّيح بعزم حاثّين الخُطى كي لا نصل عن موعد اِنطلاق الأمسية متأخّرين، خاصّة وأنّ الصّديق عبد المجيد يوسف هو الذي أوكِل إليه تقديمُ الشّعراء وقد اِستبشرنا عندما لاحت لنا الخيمة البيضاء مُنتصبة ولكن أصِبنا بشيء من التعجّب عندما لم نرَ أيّ شخص أو أيّ حركة من حولها فقلنا لعل الأمسية قد بدأت وكل الجماعة دخلوها وهُم فيها مابين مُنشِدين للشّعر ومُستمعين فدخلنا الخيمةَ وَجِلينَ ، ويا خيبةَ المَسعى عندما قابلتنا الآلاتُ والتّجهيزات المُوسيقية في أحد الأركان
*
عديد المكالمات قد جرت حينذاك بين الحبيب الزنّاد وعبدِ المجيد يوسف من جهة وبين المسؤلين والمنسّقين في معرض الكتاب وقد نَقلاها لي وتتلخّص في أنّه علينا أن نلتحق بمعرض الكتاب في ضاحية ـ الكرم ـ بوسائلنا الخاصّة
فعَقدنا إذن ـ اِجتماعا ـ طارئا  ـ وخاصّا لبحث المُستجدات ـ بجانب الخيمة الخاوية التي تُصارع الرّياح العاتيةَ وبعد المداولات السّريعة اِتّخذنا قرارنا الحاسم بالإجماع وهو أن نجلس في أوّل مَقهى ونعتبر ذلك أمسيتنا الشّعرية والسّلام على هذه الدّعوة وما شَابهها طالما لم يُحسن القائمون على معرض الكتاب وغيره من الفضاءات الثقافية تنظيمَ مثل هذه المُبادرات وإيلاءَ ما يليقُ بالشّعراء والأدباء ما هُم جديرون به من تقدير واِحترام ضِمنَ منهج ثقافي جديد وشامل
جلسنا
ومِنَ الشّعر اِنتقلنا إلى القصّة فقد أخرج عبد المجيد يوسف من محفظته مجموعته القصصية الجديدة ـ وحيدًاأقطع هذا الدّغل ـ وأهدانا إيّاها
*
في قطار العودة فتحتُ الكتاب عند القصّة الأخيرة من دُون أن أبدأ بالمقدّمة التي كتَبتْها الأستاذةُ عائشة الخضراوي ولا بالقصة الأولى فتلك عادتي في قراءة الكتب الإبداعية والأديب عبد المجيد يوسف صاحب قلم مِعطاء ومتنوّع فهو شاعر وقصاص وناقدٌ وباحث في اللّغة والأسلوب ومترجمٌ للفرنسية والإيطالية ممّا يجعل كتاباتِهِ صادرة عن معرفة ومماحكة
قرأتُ الفهرس فإذا القصّة الأخيرة تحمل عنوان ـ جَريُ الرّياح ـ وبما أنه يوم ريح بدأتُ بقراءتها فلم أجد الرّياح في القصة ولا على مَهبّها ولا خطاها إنّما وجدتُ حفيفَ نسمة حُبّ هبّت من جديد في لحظات عابرة عندما التقَى رجُل باِمراة صُدفةً على قارعة الطريق وهي بصحبة طفلتها فمكثا يتحادثان برهة من الزّمن أثارت فيهما الحنين وعند الفراق فاجأتِ الطفلة الرجل بصفعة عندما همّ بقبلة منها فما كان من المرأة إلا أن اِعتذرتْ بأحسنَ منها وذلك بأن قبّلته على خدّه ثمّ اِفترقا، هي إذن قصة قصيرة بأتمّ معنى الكلمة تتجسّم فيها شروطها الأساسية من وحدة في الزّمان والمكان والوقائع وحالة الشخصيات ضمن أسلوب التركيز والاِقتضاب والتصوير
قصّة ـ الحذاء ـ قرأتها أيضا وأنا في القطار فقد اِستهواني العنوان لأنه عنوان إحدى قصائدي القديمة ولكنْ شَتّان بين حذاء قصّة عبد المجيد يُوسف وحذاءِ قصيدتي، الحذاءُ في هذه القصّة هو ذاك الذي خرج فيه بعد خروجه من المسجد قبل أن يُتمم صلاة الجمعة فلاحظ أنّه غيرُ حذائه لضيقه أمّا سبب مغادرته المسجدَ فيعودُ إلى تَبرّمهِ منَ الرّوائح الكريهة ومِمَّا زاد الطّين بلّةً أن نَزل على قميصه لعابُ أحدِهم حتّى بلغ منهُ مبلغًا من البَلل لا يُطاقُ عند ذلك هرول خارجًا يريدُ خلع القميص وتنظيفَهُ
فالقصّة جمعت بين الواقعية والنّقد في أسلوب السّخرية والسّهل المُمتنع
وفي قصّة ـ الحاجة ـ تتحدّث عن الحالة المادية البائسة لأحد الأساتذة حيث يضطر لأخذ قفلين ومقبض من حقيبة ملقاة في مكان النفايات رآها مع تلاميذه في جولة دراسية وبعد الرجوع إلى المعهد لمحه أحدهم يتسلل عائدا إلى ذلك المكان فظن أن أستاذه رجع لمعاينة المكان لإعداد درس آخر ولكنه ما كان في الحقيقة يعلم أنّ الأستاذ إنما عاد كي يأخذ تلك الحقيبة ليصلح ببعض قطعها حقيبته القديمة
أمّا القصّة الأولى فهي ـ الشّمسُ في يوم قائظ ـ وهي القصّة القائمة على ـ الطّرز اللغوي ـ أقول ـ الطّرز ـ لأن الكلماتِ فيها مختارةٌ منتقاة بدِقّة ودِرايةٍ حتّى لكأنّ كلّ جملة فيها تُحيلك على نصّ من عيون اللغة العربيّة سواءً قرآنا أو شِعرًا أو نثرًا للجاحظ أو للمعرّي وحتّى لميخائيل نعيمة والبشير خريّف والأغاني الشعبيّة التونسيّة فمجال السّجِلات اللغوية في هذه القصّة مُتنوّع ومتعدّد ولعلّ عبدَ المجيد يُوسف أراد بهذه القصّة الإمتاع بالمباني قبل المعاني فقد رصّعها بكثير من التّضمينات
عندما أتممتُ هذه القصّة توقّفَ القطار فوجدتُ نفسي قد تجاوزتُ محطّة رادس…معًا نقطع المسافات…

في ذكرى الشابي

ذكرى الشّابي  رسالة الشابي

عند فجر يوم التاسع من أكتوبر 1934 أسلم أبو القاسم الشابي روحه إلى باريها بعد معاناة ضارية مع المرض والشعر وتاركا ديوانه ينتظر الطبع والنشر لكنه ظلّ على الرفوف أكثر من عشرين سنة حتّى نشر في مصر سنة 1955.
إنّ مسيرة الشابي ومعاناته ستبقى مرجعا للمبدع الذي يروم أن يعانق شوق الحياة وجمال الوجود متحدّيا شوق الحياة وجمال الوجود متحدّيا بذلك العوائق والحواجز والمُحبطات وكم كانت عديدة أمام الشابي لكنه اِستطاع أن يجعلها حافزا يستنهض همته ويقوي عزمه ودافعا يرنو به نحو الآفاق الرحبة العالية! متابعة قراءة في ذكرى الشابي