أرشيفات التصنيف: Uncategorized

مع الجيل الأدبي الجديد

جلستُ مساء اليوم , يوم الجمعة 16 ديسمبر 2016 إلى أعضاء نادي الناشئة الأدبية بمكتبة ـ فوشانة ـ وفوشانة مدينة تحيط بها المروج والبساتين وهي من ضواحي تونس الجنوبية وقد رافقتُ صديقي الأديب مصطفى مدائني الذي يشرف على هذا النادي وسرعان ما أحاط بنا أولئك الأدباء اليافعين الذين تتراوح أعمارهم بين الثانية عشرة والسادسة عشرة مرحبين والبهجة على ملامحهم بادية فتذكرت بداياتي الأدبية وشغفي بالكتب والمطالعة وأحسست أني قريب منهم بل كأحد منهم

ورغم الأمطار الغزيرة وصعوبة التنقل قدموا إلى الموعد مشتاقين إلى الأدب والأدباء متحمّسين للكتابة والمطالعة حيث عرضوا نصوصهم بيننا في وَجَل وِِاعتزاز أيضا فإذا هي تزخر بالصّدق وبالحرص على الجودة والتميز وشاركتهم بقراءة ما تيسّر لي من قصائدي وهم ينصتون بشغف وتقديركانت أمسية شحذت في نفسي طاقة جديدة كي أواصل المسيرة طالما أن الجيل الجديد ـ ورغم المغريات العديدة والإحباطات ـ رأيته اليوم مقبلا على الأدب والثقافة والفنفتحيّة شكر ومحبة إلى هذا النادي وإلى الساهرين عليه

شهادة

20161216_144658

 

المسيرة الأدبية للشاعر سوف عبيد

بدأ نشر القصائد والمقالات والدراسات منذ 1970 في الجرائد والمجلات : الصّباح ـ الملحق الثقافي لجريدة العمل ـ الصّدى ـ الحرية ـ الفكر ـ ألِف ـ الحياة الثقافية ـ المسار ـ الموقف ـ الشّعب ـ الرأي ـ الأيام ـ الشّرق الأوسط ـ القدس ثمّ بمواقع ـ دروب ـ إنانا ـ المثقّف ـ أنفاس ـ أوتار ـ ألف ـ قاب قوسين ـ وشارك في النّوادي والنّدوات الثقافية بتونس وخارجها : ليبيا ـ الجزائر ـ المغرب ـ مصر ـ العربية السعودية ـ الأردن ـ سوريا ـ العراق ـ إسبانيا ـ فرنسا ـ إيطاليا ـ ألمانيا ـ بلجيكا ـ هولانداـ اليونان ـ
وهو من مؤسسي نادي الشّعر بدار الثقافة ـ اِبن خلدون ـ بتونس سنة 1974 واِنضمّ إلى اِتّحاد الكتاب التونسيين سنة 1980 واُنْتُخِبَ في هيئته المديرة سنة 1990 أمينا عاما ثم سنة 2000 نائب رئيس فساهم في تنظيم مؤتمر اِتحاد الأدباء العرب ومهرجان الشعر بتونس سنة 1991 وفي إصدار مجلة ـ المسار ـ وفي تأسيس فروعه وفي تنظيم عديد الندوات والملتقيات الأدبية وشارك في الهيئة الاِستشارية لمجلة الحياة الثقافية وأسّس منتدى أدب التلاميذ سنة 1990 الذي تواصل سنويا في كامل أنحاء البلاد إلى سنة 2010 ونظّم الملتقى الأوّل والثاني لأدباء الأنترنت بتونس سنتي 2009 و 2010 وأسّس نادي الشعر أبو القاسم الشابي ـ سنة 2012 وترأس جمعية ـ اِبن عرفة الثقافيةسنتي2013و2014

صدر لللشّاعر إصدارات-الشّاعر-سُوف-عبيد
ـ الأرضُ عطشى ـ 1980
ـ نوّارةُ المِلح ـ 1984
ـ اِمرأةُ الفُسيفساء ـ 1985
ـ صَديدُ الرّوح ـ 1989
ـ جناحٌ خارجَ السِّرْب ـ 1991
ـ نبعُُ واحدٌ لضفاف شتّى ـ 1999
ـ عُمرٌ واحدٌ لا يكفي ـ 2004
ـ حارقُ البحر ـ نَشْرٌ إلكتروني عن دار إنانا ـ 2008
ثم صدر عن دار اليمامة بتونس ـ 2013
ـ AL JAZIA ـ الجازية ـ بترجمة حمّادي بالحاج إلى الفرنسية ـ 2008 ـ ألوانٌ على كلمات ـ مع لوحات عثمان بَبّة وترجمته إلى الفرنسية ـ 2008 ـ حركاتُ الشّعر الجديد بتونس ـ 2008
ـ صفحاتٌ من كتاب الوجود ـ القصائد النثرية لأبي القاسم الشّابي ـ2009
ـ قصائد للشّاعر ترجمها إلى الفرنسية عبد المجيد يوسف ـ2015 oxyde L’âme
ــ عاليا بعيدا ــــ جاهز للنشر
ـ واحدان ــ جاهز للنشر
ـ بَصماتٌ وخَطواتٌ ـ فُصول من السّيرة الذاتية ـ جاهز للنّشر
soufabid.com موقع الشّاعر

تكريم الفنان صالح الفرزيط

استضاف نادي الأدب الشعبي بجمعية ابن عرفة الفنان والشاعر صالح الفرزيط مساء السبت1 أكتوبر2016 بحضور عدد كبير من الشعراء والأدباء والأحباء فكانت مناسبة للاحتفاء بالفن الشعبي الذي ظل سنوات طويلة مهمشا بينما يجد التفاعل لدى جميع الأوساط وكان الهدف من هذه الاستضافة لأحد أبرز أعلامه هو النظر بعين الاعتبار والدرس لهذا النوع من الفن حيث يعتبر الفنان صالح الفرزيط مغنيا وشاعرا وعازفا وصانعا لآلات موسيقية عديدة إلى جانب كتابته للشعر الفصيح العمودي

salah f

وإلى جانب تبحره في المجال الصوفي فهو شاهد عيان على تحولات المجتمع التونسي على مدى عشرات السنين فكان هذا اللقاء مفيدا في التعريف بتفاصيل مسيرته الشخصية والفنية إلى جانب كشف ملابسات بعض أغانيه الشهيرة
لقد سجل هذا اللقاء تواصل جمعية ابن عرفة مع مختلف التعبيرات الثقافية والفنية وفتحها المجال لجميع المثقفين والمبدعين في كنف التنوع والحوار من أجل ازدهار الحياة الثقافية

قراءة في الفن التشكيلي التونسي

سمير البياتي يكتب عن التشكيليين التّونسيين.

بقلم ـ سُوف عبيد.

كلّما نزل الفنان ـ  سمير مجيد البياتي ـ ببلد إلا وكان من المساهمين في حراكه الإبداعيكان ذلك عندما اِستوطن اليمن سنوات حيث أمسى بعد فترة قصيرة من أهم الفاعلين والمبادرين الثقافيين في ذلك البلد وهو عندما حطّ رحاله بتونس سُرعان ما اِنخرط ـ ومنذ أن وطأت قدماه أرض الخضراء ـ في النشاط الثقافي حيث نراه لا يكاد ينتظم معرض أو ندوة أو أمسية أدبية إلا ويكون مشاركا فيها أو مواكبا لها وها هو يصدر كتابا جديدا بعنوان ـ قراءة بصرية في الفنّ التشكيلي التّونسي ـ في طبعة أنيقة جميلة وواضحة الصّور ممّا يجعل هذا الكتاب ـ إضافة إلى قيمته المعرفية ـ ألبُوما ثريّا ومتنوّعا للحركة التشكيلية الحديثة في تونس.

كتاب البياتي

في مقدمة الكتاب إشارات مُهمة عن ظروف تأليفه ومنهجه والغاية منه حيث يقول ـ أجمل للفنان عندما تتحول بوصلة حياته في حلّه وترحاله من مكان إلى آخر أو من دولة إلى أخرى للزيارة أو الاستقرار أن يسأل نفسه عدة أسئلة:كيف له أن ان يكتشف المحيط الجديد ؟ وكيف يتعامل معه ؟ وكيف يمكن ان يكونجزءا من مشهده الثقافي والفني؟

فسمير مجيد البياتي وهو يكتب فصول هذا التأليف إنما يبحث عن تحقيق ذاته من خلال التوثيق لمسيرته الجديدة في تونس التي وجد فيها الفنانة التشكيلية سلافة مبروك خير مرافق حيث أنارت له معرفة الأماكن وسبل الوصول إليها وتولت توثيق لقاءاته ومعارضه وتنقالاته فتسنى بذلك التجول بين أغلب المهرجانات والتظاهرات التي أقامتها الرابطة التونسية للفنون التشكيلية واتحاد الفنانين التشكيليين.

الكتاب إذن كما ورد في المقدمة عرض لبعض التجارب الفنية والتعريف بأصحابها من خلال فصول تحليلية مع صور واضحة لعديد اللوحات بالإضافة إلى تخصيص مقالات للمعارض الجماعية التي أقيمت في بعض الفضاءات أو بمناسبة بعض المهرجانات وقد ضمّ الكتاب في آخره كشّافا خاصة بأسماء الفنانين التشكيليين التونسيين الذين ورد ذكرهم في الكتاب .
عندما يقدّم سمير مجيد البياتي أحد الفنانين التشكيلين نراه مُمعنا في الإحاطة بخصائص ذلك الفنان متوقفا عند أهمّ مميزاته مثل قوله في الفنان الحبيب بيدة : الحبيب بيدة عندما يجزء أشكاله من مساحات صغيرةعلى غاية في العمق ويكبّرها بمُكبّر مكروسكوب مجهري تبرز لنا عوالم بتضاريسها البارزة والغائرة ونرى الأشكال التي يصل لها بصره إلى حدّ رؤية أحلام كأحلام الطفولة الصافية والصادقة وهو كثيرا ما يقارن أعمال الفنان التونسي بغيره من الفنانين في العالم  فيقول مثلا بالنسبة للحبيب بيدة : وهذا يذكرنا بأعمال ـ جورج راك ـ و ـ كادانسكي ـ و ـ خزان ميرو ـ الذين يستذكرون عوالم من خصوبة الذاكرة .
وعندما يقدّم الفنان علي الزنايدي يقارنه أيضا بغيره من الرسامين فيقول غنه يذكرنا بالفنان البلجيكي ت بيتر بروجيل ـ عندما يرسم المدينة والأشخاص لكنه يستدرك بأن الزنايدي يرسم بطريقة واقعية تجريدية بينما الفنان البلجيكي يرسم بطريقة أكاديمية وهي تفاصيل دقيقة ولا شك تلك التي يقف عليها صاحب الكتاب  بين الرسام التونسي والرسام البلجيكي عند رسومهما الواقعية بل ويضيف في نفس السياق مقارنة الأعمال التزويقية ليحي الواسطي من القرن الثالث عشر للميلاد ويضيف معلقا على مسيرة الزنايدي الطويلة والمتنوعة قائلا : أما تجربة ـ الكولاج ـ ما بين قُصاصات الورق والبُقع اللونية والرسم فوقها أعطى أعمالا غاية في الحرفية المتمكنة من إخراج أعمال بمستوى عال ولا ننسى لوحاته الطولية وكأنها معلقات باِستخدام الألوان والأشكال وكأنه شاعر في سوق عكاظ وقد أفرد هذا الرسام بثلاث مقالات على الأقل فتتبع مراحله وشرح البعض من تقنياته وتوقّف عند البعض من لوحاته بينما جمع في مقالات أخرى عديد الرسامين والرسامات  مستعرضا لوحاتهم عرضا عاما ولعل ذلك يعود إلى أنّ هذه المقالات والفصول هي في الأصل قد نُشرت في جريدة يومية تونسية هي جريدة ـ المغرب ـ

2
إنّ كتاب ـ قراءة بصرية في الفنّ التشكيلي التّونسي ـ للفنان الأستاذ سمير مجيد البياتي يُعتبر ـ  بانُوراما ـ للأعمال الفنيّة المعروضة في تونس على مدى السّنوات الأخيرة في فضاءات ومناسبات عديدة سواء تلك التي في العاصمة تونس وضواحيها أو في تلك الفضاءات التي داخل البلاد بحيث شمل الكتاب عددا هائلا من الرسّامين والرسّامات وقد كانت  ـ العين الكاتبة ـ على غاية من الاِطلاع والتعمّق ممّا يجعل هذا الكتاب ذا فوائد جمّة سواء بالنسبة للمختصّين أو بالنسبة لعامة القرّاء الذين يُفيدهم إلى حدّ بعيد في تعلّم أبجديات قراءة الأعمال الفنيّة والوقوف على مكامن إبداعات الفنّ التشكيلي.

1

  • تقديم الكتاب بجمعية ابن عرفة بفضاء السليمانية مساء السبت 24 ـ 9 ـ 2016
     

رمضان أبي

السبحة والساعة

عند سَحور أوّل يوم في رمضان
يخرج أبي من بيتنا
يقف عند العَتبة
تمامًا كما يستقبل الضّيف يقول
ــ أهلا وسهلا
مرحبا و بالبركة

عند آخر مَغربٍ في رمضان
يخرج أيضا أبي
كما يودّع أعزّ الضّيوف :
ــ بالسّلامة و إلى اللّقاء

منذ عام
ودّع أبي رمضان
من عادته يسير معه بعد الباب
خطوتين
أو ثلاثا

هذه السّنة
سار خَطواتٍ أكثرَ
إلى ما بعد الزّقاق
فوقفت عند العتبة…أنتظر

رمضانُ عاد
أبي … لم يعُدْ

وداع المحفظة

خمس وثلاثون سنة انقضت في تدريس اللغة العرببة وآدابها وحضارتها ببن تلاميذ معاهد ابن أبي الضياف بمنوبة ومعهدي بوسالم وماطر ثم معهد فرحات حشاد برادس الذي قضيت فيه واحدا وثلاثين عاما وبمناسبة مغادرة المعهد والتعليم أقام الزملاء الكرام حفلا عند منتصف النهار من يوم الجمعة 19 فيفري 2016  لتكريمي بمعية عديد الأساتذة الذين غادروا المعهد في السنوات الأخيرة فكان لقاء الوفاء جاشت فيه المشاعر بعديد الذكريات فألف شكر للجميع أساتذة وقيمين وإدارة وعملة وتلاميذ وأولياء فقد غمروني باللطف

الحمد لله أنني أتممت الرسالة معززا مكرما غير أنه كان بإمكاني العطاء أكثر وأحسن لو توفرت لدينا ظروف تساعد على ذلك فما أقلّ ما أعطيت وما أكثر ما أخذت … وقرأت بالمناسبة قصيدة المحفظة

وداعًـا ! وبعـدَ الـــــــــــــوداع وداعُ
وحانَ الفراقُ ولا يُستــــــــطــــاعُ
طوَيْتُ الرّسالةَ بل قد طـــــــوَتْني
إلى سَلّةِ المُهملاتِ الرّقــــــــــاعُ
فلاحتْ لمِحفظتي دَمَــــــعـــــــاتٌ
وصوت ُ نَشِيج لها واِلْـــتِـــــيــــاعُ
وشَدّتْ بعُنفٍ تُجاذبُ كــــــــــــفّي
فحاولتُ نَزعًا، فزادَ الــــنّـــــــزاعُ
تقولُ لماذا تُـــــــــفـارقُ خِـــــــلاً
وفيكَ اِشترى الآخرون وبــــــاعُـوا
ألستُ الرّفيقَ ،ألستُ الصّــــديق
ورُوحي صَداكَ ،وإنّي الـــــــــذّراعُ
أَبَعدَ سِنينِ الوفاء أهُـــونُ، بـــــلَى
قد يهُون علينا المَـــــــتَـــــــــــاعُ
وقالـــت بدَلِّ عِتَابِ الـــــحِســـان
بدُونك، وَيْحِي ! دُروبي ضَـيــــــاعُ
أتترُكُني؟ والفَيافِي ورائِـــــــــــي
وبحرًا أرى ليسَ فيـه شِــــــــراعُ
فخُذنِي إليكَ وأنَّى ذهبـــــــــــــتَ
بِـسَهل الطريق وإمّا تِـــــــــــلاعُ
رَمَتْـنِي الدّروبُ ولا مِنْ دَلــــــيــل
لياليَّ طالتْ ،وغابَ الشّـــعـــــاعُ
فقُلتُ: لَأنتِ نُجومُ الليَـــــالــــــي
بِعِلْــمٍ وأدْبٍ، فليـتَ يُـــراعُـــــوا
أَمِحفظةَ العُمر عُذرًا، فَــــفِيـــــكِ
شُجُونُ الفؤادِ وهـذا الــــيَــــراعُ
وفيكِ كراريسُ شِعْري ونَــــثـري
وفيكِ تَصاويرُ مَنْ هُمُ ضــــاعُـوا
وفيكِ هِيَ الضّادُ نقْشٌ بقلــبـــي
فمنها سَرى دَمُنا والـــرَّضـــــاعُ
رَشفتُ هَواهَا على كـــــــــلّ آي
وبيتٍ, فَنبضِي لها والنُّــــخــــاعُ
على العَهدِ نَبقَى لكُلّ وَفِــــــــيٍّ
فَليتَ الوفاءَ لدَينا يُـــــشَـــــاعُ !

20160219_121811-1-1