ــــــــــــــ كلمة سُوف عبيد ــــــــــــ
********من القصائد الشعرية التي أُلقيت بمناسبة التكريم********
الشعراء المشاركون ـ توفيق بالشاوش ـ عبد السلام الأخضر ـ بوراوي بعرون ـ محمد المهدي بن حسين ـ عبد الحكيم زرير ـ زهرة الحواشي ـ فتحية البروري ـ نورة عبيد ـ حسين العوري ـ سليمى السرايري ـ محمد القماطي ـ فاطمة سعد الله ـ هدى بن محمد قاتي ـ عادل الجبراني ـ سمير البياتي ـ سارة الخنشوش ـ منى اليعقوبي بالحاج ـ عبد الرزاق بالوصيف ـ أحمد شاكر بن ضيّة ـ سُوف عبيد
**قصيدة الشاعر محمد صدود*
ــــــ طارق الفجر ـــــــ
على الدّرب سرت
و لست وحيدا أسير
معي قمر سيطل عليّ
و في كلّ فجر يدبّ
على باب قلبي يمرّ ويمضي بعيدا
وراء البحار فأقف خطاه
على البحر أمشي
أكاد أراه على الكون مدّ رؤاه
و قال سلام عليك
فقلت سلاما
……………………………………..
و مدّ يديه مددت يديّ
وكادت يداي تمسّ يديه
لكنّ غماما يصدّ رؤاي و شدّ خطاي
سكتّ و خرّت قواي
فكان الظّلام
و كان الظّلام يسدّ الطّريق
و كان الخراب
خراب تعشّش فيه الأفاعي
تسلّقت نجما فكان السّكون
سكونا يعشّش فيه الكلام
كلاما يرنّ على القلب حتّى
أفاق السّكون فكان السّراب
……………………………………..
و كان السّراب صديقا يمرّ
فقلت: صديقي إلى أين تمضي؟
فقال:إلى حيث شئت لكنّي
أخاف عليك من الملح يقطع لسانك
فقلت:سأمضي وراءك
و أعلم أنّك تكذب وللملح ماء
زلالا ستشرب منه القوافي وتبني بيوتا
………………………………………..
وسرت وراء السّراب ولست وحيدا
أسير معي قمر سيطلّ عليّ
و في كلّ فجر يدبّ على باب
قلبي يمرّ ويمضي بعيدا
وراء البحار فأقفو خطاه
على البحر أمشي
أكاد أراه أكاد أراه..أراه:
أراني كبرق يهز المدى و بحر يفيض
أرى شجرا في العلا مدّ للشّمس غصنا
و أرضا أتاها المخاض
أرى كوكبا لا يراني ولم يسجد لي
تذكّرت أنّي نزلت بدار عزيز
و كنت مريضا بحبّ قديم
سقاني حليبا لكي لا أموت
تذكّرت أمّي الّتي أخرجوها
لأنّ حنينا نداها و عرّى القناع
و شبّ حريق أبي فهزّ الشّراع
تذكّرت جدّيا و قد طردوه لأنّه قال
ما لا يقال وقد شرّدوه
على الأرض ساح أحطّ الرّحال
تذكّرت أنّيّ متّ وفي البحر غصت
لكنّ عروس البحار رمتني
على شاطئ في القفار قالت:
على الرّوح أن تلد الرّح من
رحمها ثمّ تبني لها جسدا
ثمّ ماذا سألت..ثمّ ماذا سألت؟
أجابت: لتحيى..لتحيى
و مثل الحصان تصير:
فلست غبيّا و لست ذكيّا
فكن للصّهيل وفيّا
و لست نبيّا لكي لا يؤول عليك المصير
………………………………………….
وعشت لكي لا يجئ الشّتاء
ليقطف ورد الحديقة قبل الأوان
و عشت و أنّي الذي كان صرت
و لم أنس من أين جئت
و أنّ الزّمان الذي لا يمرّ زماني
وعشت لأنّ الحياة تحبّ الحياة
لأنّ الحياة قيض و ماء
و عشت على الأرض فوق
سماء تجئ إذا لأرض شحّت
وبحتا و قلّ الكلام
و سرت على الدّرب سرت
إذا مسّني طارق لاح طيف صديق
على الدّرب سار و قال:
سلاما عليك فقلت:سلام
*قصيدة الشاعرة سليمى السرايري*
ــــــــ ريــــتــــا ـــــــــــ
يا ربّةَ أقواسٍ قزحيةٍ
وتمائمَ ليلٍ وزّعتْ شهوتُهُ على الساهرين
تحتفينَ بالرياحِ
بالصقيعِ خارجَ الأسوارِ
ولا سماءَ اليومَ تُخرجُ أثقالها
منْ أقبيةِ سماءٍ عتيقةٍ
لا صحائفَ ملأى بالغيابِ
ولا ظلالَ ترتفعُ في بُردةِ الوقتِ
على طرفِ ثوبكِ الملكيُّ
ينامُ التفاحُ منتشياً بأنوثتهِ
هناكَ،
خارجَ منظومةِ الأرضِ شجرةٌ ترتفعُ
وامرأةٌ تتسعُ بينَ الأرضِ والسماءِ
غريبةٌ شرائعُها
ولا أحدَ يفرُ منْ القدرِ
الكلُ يرددُ ما يشبهُ الأناشيدَ
وحدهُ حبيبكِ يغربلُ الرمالَ المالحةَ
على أطرافِ الرحيلِ
فاتحاً صناديقَ السعادةِ
على تراتيلِ المياهِ
وأمواجِها الغاضبةُ
عروسٌ غفتْ في جنحِ الظلامِ
صدفةٌ تزغردُ لعاشقينِ
يا ريتا
لماذا حينَ تولدُ قصائدُنا صامتةَ
تتجرّدُ المعاني منْ دلالاتِها
تُعتقلُ “الكلمةُ“
وعلى هامشِ مدائنِ العشقِ معتوهٌ في بلادِ المكفوفينَ
يتلوُ فرائدَ ” الوجدِ” ،
على مسامعِ الفزاعاتِ الوحيدةِ في العراءِ
يا ريتا…
لماذا … تُطمسُ مغامراتُ العشقِ، في ذاكرةِ
جِنَايتُها النسيانُ؟
يغادرنا “طيرُ السنونو“… مُعْلِناً “حلولَ الرحيلِ“
ليَقْفُرَ الرّبعُ … أهلاً وأحبّةً وبعضَ حروفَ غزلٍ
أعلنُ … اللحظةَ … يا “ريتا“
قبل أنْ نرتقي سلالمَ النسيانِ
لكِ بيْتاً في قلبي وآخرُ في الشعرِ
لكِ سماءً خفيفةً ، وأقمارا تغنّي
لماذا إذاً، كلّما خبأتْ الأرضُ جراحها
وحلُمَ الشارعُ بوردةٍ بيضاءٍ
تنفتضُ شهوةُ الليلِ
على نوافذِ الراحلينَ
وتذوي قناديلهُ في غفلةِ الأماني؟؟
لا شيءَ نقولهُ الآن يا “ريتا“
البلادُ فكّتْ ضفائرها للذهولِ
مشاهدٌ منسيةٌ تستغيثُ بالخطى
فمنْ يغسل فناجينَنَا المُرّة
يعيدُ الألوانَ لتوهجها
كيْ يستكينَ الفؤادُ المضمّخُ
في تقاطيعٍ مغايرةٍ
ونفيضُ بياضاً ونخيلاً…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*قصيدة الشاعر محمد القماطي*
ــــــــ يا حوش أمّي ــــــ
ياحوش امي
يا حوش ما فيك امي
بلا ريح داير عجاجة
لا نشكي فيك همي
ولا تنقضى فيك حاجة
يا حوش امي
كل تركينة فيها انفاسك
غاد الطبونة دخنها عجعاجي
و منا السقيفة تملأ و اتفرغ
ماشين جايين من أضيافك
شكون قال اليوم باش تتبلج
يا حوش امي
براد اتاي المكشكش
و الكانون نار وجاجة
المنسج و الخلالة و الوشوش
و زغاريد النساجة
والبخور ريحته اترهوج
إتخلي الرجالة في حالة
يا حوش امي
وينهي ارانب و دجاجه
وينهي قطاطسة و كلابة
وينهي عبايتو بجرانة
فاطمة و زهرة و دادة الحنانة
يا حسرة كيف كانت مليانة
ياحوش امي
وينهي ريحة الماكلة الفائحة
الكسكسي و الكسرة المغلوقة
و العصيدة بالوزفة الشائحة
و البسيسة بالاقمي اتزهي لخلوقة
يا حوش امي
محلى حركت امي في حوشها
محلى مشيتها والحنة في كفوفها
ومحلى ضحكتها على فمها سواكها
وينهي تكللتها و اخراصها
وينهي فوطتها و ثوبها و احوالها
ياحسرة على زين امي و خيالها
ياحوش امي
وينهي هاك اللمة
وينهي السهرية
معى الخالة و العمة
و بابا و سيدي و صحن الغلة
شوي تاي و ضحكة و كلمة حلوة
محلاها سهرية بلي فمة
يا حوش امي
اليوم يا حوش امي وينك
ما قعد فيك كان الحجر
لا عاد لمة و لا عيد عيدك
خالي و بابك امسكر
لا زائر ولا اشكون اريدك
انا بعيد خرشي متنكر
ما عاد اتفيدني ولا نفيدك
خليك انت امسكر….
و خليني غريب و بهمي ما انزيدك..
يا حوش امي….
*قصيدة الشاعرة فاطمة محمود سعدالله*
ــــــ حلم أني ــــــــ
مُذْ كنتُ طفلة..
رأيتُ أمّي تخْبِزُ الأحلامَ
ترميها بخفّة..
في تنّورِ الانتظار..
أقراصاً شقْراء مستديرة..
تسْمعُ أمّي طقْطقَةَ الحُلْمِ ..وتُغنّي..
تشُمُّ فوْحَ الصبْرِ..
وتُغنّي..
و..الأمنياتُ تنتظر..
وأنا وطفولتي وأمعاءُ دمْيتي..
نزقْزِقُ معاً..
نتابِعُ معاً..
مراحل الانصهار..
الأماني تخْبِزُها..أمي..
تلوّنها بفرشاةِ الخجلِ والاحمرار..
وأنا..وطفولتي..
ونظراتُ قطّتي ننتظرُ معاً..
تكوّرُ أمّي كلّ يوْمٍ..
أقراصَ الحلْم الصغيرة..
بيْن كفّيْ الصباح،،
تسوّيها بأطراف أناملِ المساء
يكبُرُ الحلمُ في عيْنيْها..
يستديرُ بين كفّيْها
يفوحُ..
تمسحُ عرقَ السنين..
يدنْدِنُ صوتُها الشجيُْ أهزوجةَ القِطافِ
أحلامُ أمّي ..فاكهةٌ تتدلّى
على أهدابِ النضجِ المتردّد..
عند عتبَةِ المواسِم..
أحلامُ أمي..
عصافيرُ مهاجرةٌ صوْبَ كلّ الاتّجاهات..
تلتقطُ أقراصَ الأمنيات..
تحلْقُ عاليا..عاليا..
حدّ سقْفِ مطبخها..
فضاؤه البسيط مرصّعٌ بالأحجيات..
والأمنياتُ..
ترتطمُ بالمستحيل..
أناملها الرشيقةُ تواصِلُ بسْطَ الكريّات..
وأنا ..والجوعُ وقطتي..
نواصلُ الانتظار..
وأكرّرُ السؤال:
متى ينضجُ الحلْمُ..ونتذوّقُ القطاف؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*قصيدة الشاعرة هدى بن محمد قاتي*
ـــــــ أين ستحملني خطاي ــــــــ
“ان الموت ليس هو الخسارة الكبرى الخسارة الاكبر هو ما يموت فينا و نحن احياء ” محمد الماغوط
ادْلهَمّ اللَّيْل………. تُهْت فِي خُطَاي
ضَاع الطَّرِيق و تَشَعَّب فَوْق يَدَيَّ
عَمْيَاء مُذْ ابْعَدْتَنِي عَنْكَ ….
انْتَفَضَت أَغَاني الحُبّ مِن حَوْلي
حَتَّى عَصَا الحُلْم التِّي أَسْنَدْتُ
أمْنيتي عَلَيْها
انْقَلَبت لأَفْعَى تَأْكُل كُلّ نُبُوءَات رُؤَاي
هَجَّرْتَني مِنْ أَرْضِك غَصْبًا
و قَلَبْت رَهْقًا فَحِيح صَوْتي لِنَحِيب نَاي
أيُّ ثُقْب أَكْبر مِن ثُقْبِي هذَا
قَادِر عَلَى شَقّ قَلْبي
كَيْ تَتَيَبَّس أَمْواج بَحْري فِي أَسَاي
كالطَّوْد أَحْزَاني يُرَدِّدُها صَدَاي
مِن بَعْد هَذَا السَّيْر فيك خَارَتْ قُوَاي
هَلْ أَتْرُك البَحْر الذِّي نَادَيْتَنِي
كَيْ أَسْبَح فِي جَوْبَتِك رَهْوًا
أَمْ….. سَيُرْشِدُني أَنِينِي ذَاتَ هَجْر إِلَى هُدَاي
فِي قُرْبكَ اخْتَال مِشْيَة كِبْرِيَائِي فِي مَدَاي
مِنْ دُونِك اللَّيل أَوْرَاقٌ مُبَعْثرة يُمَزِّقُها دُجَاي
أَيْن سَتَحْمِلُني قَصَائد غُصَّتِي ؟؟؟؟
أَيْن سَتَحْمِلُني فرعنة خُطَاي ؟؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* قصيدة الشاعرة زهرة الحواشي*
ـــــــ فَرْخُ اٌلقَطَا ــــــــ
أيّها الٌعمْلاقُُ يا فرْخَ الُقطَا
يا نَقِيَّ الرُّوحِ يا قطْر النَّدى
أيُّ سرٍّ في ابْتسامٍ
مِنْ فُؤادي اسْتلَّ حزْنا
فانْتشَى
مِسْكٌ بروحِك مثْل غيْثٍ
غمَر الُقحْطَ بروحِي
فتعشَّبَ ثم أَزْهرَ…للرِِّواءْ
فابْتسمْ ثمّ ابتسمْ
ثمّ ابتسمْ
يا شِفاءَ الٌروحِ
يا نِعمَ الٌدّواءْ ..
أيُّ درْبٍ فيهِ منْك الُملْتقَي
و أنا أمشي حثيثًا
لا أهابُ الليْل
و الوعْرَ
و لاَ السّيْل
و لاَ حضْرَ الْوغَى
أمْ تُرى تأتي إلَيَّ
ضاحكا
مسْتبشراً
مُتحَدِّيًا
هُو ذا خَطْوُكَ
يطْوي الٌتُّرْبَ طيًّا
نحْو أبْعدِ منْتهَى
فََاقْدمْ وَ رُوحِي لكَ الُفِدَا
أقْبِلْ أضُمُّكَ فِي تَلافيفِ الٌفؤادِ
بيْن أضْلعِي
بيْن أهْدابِ عُيونِي
أهدْهدُك
أُدغْدغُك
أُضاحِكُك
أُحاكيكْ
أُلاعبكَ
أُداعبك
أُقبِّلك
أُلاغيكَ صباحًا و ظهْرا
وَ ليْلاً
وَ بيْن الصُّبْح و الظُّهر
وَ ساعاتِ الٌمساءْ
أُغَذِّي الٌرّوحَ
منْ تِلكَ اْلمُروجِ
الٌمتْرعَاتِ بِيُخْضُورِ الُنَّقا
هيّا اقْترِبْ أشْتمُّ عبْقكَ
عنْد ذقْنك عنْد سِنِّك
عنْد ريقِك عنْد صدْرك
فأغنِّيكَ أغَاني الأمّهاتِ
وأسمِّيكَ بعذْب التَّسمياتْ
و أكنِّيك بِسَمْح الُكلماتْ
أيُّها العُصْفور أقْدمْ
قدْ دعاكَ قلْبُ أمٍّ
آه لوْ تنْهلُ منْ يُنْبوعِ عطْفي
آه لوْ تأتي إلى أحْضانِ قلْبي
آه لوْ تلْمسُ نبْضَ الرُّوح منِِّّي
سوْفَ تخْترقُ الضُّلوعْ
و تسْكُنُ راجياً أنْ لا تُفارقَ أبدا
أيُّها الطِّفْل الُمنمَّقُ باخْضِرارٍ
وَ اُحْمِرارٍ و بَياضٍ
بِجمالِ فُسيفساءْ
إنَّني يُلْهبُني الٌشَّوقُ إليْك
منْ تكونُ
أيْنَ ربْعُك
يا ملاكَ الحبِِّّ
يا نبْعَ السّنا
ايهذا الطفلُ يا بلْسمَ رُوحي
رجَوْتك أنْ تَعالَ
فإن تعبت فِداكَ مِهادُ قلْبِي
و إنْ ظمِئتَ فِداكَ عيْني لتشْربَ .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
*قصيدة سُوف عبيد
ـــــــالبرتقالة والسكين ـــــــ
شُكرًا
سَلِمَتْ يداكِ
أشْتَهي البُرتُقالةَ بأصَابعي
أغرسُ فيها بلطفٍ
ثُمّ أطوفُ بها
أداعبُ الثّنايا والتّلافيفَ
حتّى أصِلَ إلى غِلالتِها البيضاءِ
ثَمّةَ…تَحتَ الشّفيفِ…هُناكَ
الأرضُ في أَوْج الفُصول
قَيْظُ الجنوب ومَطرُ الاِستواءِ
شَمالا..
الينابيعُ التي لم يصلها أحدٌ
ومِنْ شَرق إلى غربٍ
الأسوارُ حولَ المَدائنِ ذواتِ الأبراج أفتحُها
وحدِي
بلا خَيل أو مَدَدٍ
فيَرشَحُ العصيرُ على شَفتِي
يَنِزُّ برحيق الأرضِ
أيتُّها التي كالبرتقالةِ في يدِي
تاجِي، صولجاني، مَمْلكتِي
أنا سَيّدُ الفاتحينْ
عَليكِ السّلامُ
لا حاجةَ لي بالسّكينْ
كفَى ما فعلتْ بي عيناكِ
شُكرا سيّدتي
سَلِمَتْ يداكِ
قَشِّرينِي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*قصيدة الشاعر عبد الحكيم زريّر
ـــــ الزِّينْ يْفَرَّقْ ــــــ
*قصيدة الشاعر أحمد شاكر بن ضيّة
ــــــــــ من باب الشعراء ـــــــــــ
تَدعو الغاويين إلى بلدٍ * أنهارُ الشعر تُعمّدهُ
من ذا يتتبّع أغنيةً * في رحلة عشقٍ تُجهدُهُ؟!
لا نور له إلاّ قبسٌ * من برق اللَّحن سيرشدُهُ
لن يعبُرَ غُنّتها خطوٌ * كَسَرَ الإيقاعَ تَرَدُّدُهُ
لن تفتحَ باب السرِّ له * ما دام الرّيبُ يُصفَّدُهُ
هل يسمع رَجعَ مآذنها * وصدى الترتيل يهدهدهُ؟!
ورنينَ خَلاخِلِ نِسوتِهَا * يُشعِلْنَ “الآهَ” فتوقِدُهُ
هل يسمع آلِهةً هَمَستْ * للطينِ فجنّ تورّدُهُ
وبَرتْ من لحن أنوثتها * سهمًا في القلب تسدِّدُهُ
ـ سترى باب الشعراء غدًا * قالت للصبِّ تواعدُهُ
فانصبَّ الليلُ على غدِهِ * “يا ليل الصبُّ متى غدُهُ”؟