كتابات عن الشّاعر

 

 

قراءة في قصيدة رؤيا ـ كوثر بلعابي

قراءة في قصيدة ـ دم الربيع في غزة ـ هاشم خليل عبد الغنيـ

قراءة في الأرض عطشى ـ منير وسلاتي

النهر الكبير ـ جلال المخ

مقدّمة ـ الاسم والمسمّى ـ جلال المخ

قراءة في ـ عمر واحد لا يكفي شمس الدين العوني

قراءة في ـ سوف عبيد ـ مصطقى المدائني

النّهر الكبير ـ جلال المُخ

النّهر الكبيرـ جلال المُخ

مداخل-لقراءة-سُوف-عبـيــد-ـ-عبد-المجيد-يوسف

قراءة في ـ جناح خارج السّرب ـ محمد كمال الشخيري

سُوف عبيد بين الشّابي وجاك بريفير

مقالات عن الشاعر وشهادات

شهادة سوف عبيد عن مسيرته ـ مجلة الجوبة االعدد 40 سنة 2013

قراءة في امرأة الفسيفساء

مظاهر التراث في الشعر التونسي ـ عثمان بن طالب

نوارة الملح ـ قراءة عبد الحميد الصغير

الجواب عن أسئلة محمد الصالح بن عمر

قراءة في امراة الفسيفساء

قراءة في قصيدة ـ الأشياء ـ خالد مساوي

قراءة في ديوان-سوف-عبيد ـ 1 ـ

من حروف الذاكرة ـ شهادة ـ

قراءة في ديوان سوف عبيد ـ 2 ـ

مدخل لقراءة سوف عبيد ـ عبد المجيد يوسف

ألوان على كلمات سوف عبيد ـ محمد البدوي

الشعر في نوارة الملح وامرأة الفسيفساء ـ محمد بن رجب

قراءة في ديوان سوف عبيد

قراءة في قصيدة ـ خيول الإفرنج ـ

قراءة في ـ زمن الأزمنة ـ بوراوي عجينة ـ 1 ـ

قراءة في ـ زمن الأزمنة ـ بوراوي عجينة ـ2 ـ

قراءة في ـ زمن الأزمنة ـ بوراوي عجينة ـ 3 ـ

قراءة في ـ زمن الأزمنة ـ بوراوي عجينة ـ 4 ـ

قراءة في ـ زمن الأزمنة ـ بوراوي عجينة 5

قراءة في ـ زمن الأزمنة ـ بوراوي عجينة 6

قراءة في ـ زمن الأزمنة ـ بوراوي عجينة 7

قراءة في ـ زمن الأزمنة ـ بوراوي عجينة 8

قراءة في ـ زمن الأزمنة ـ بوراوي عجينة9

قراءة في ـ زمن الأزمنة ـ بوراوي عجينة10

مقالات حول كتاب الشابي

قراءة في قصيدة دم الربيع في غزة

مقالة حول صفحات من كتاب الوجود

كلمة الأديبة مسعودة بو بكر بمناسبة تكريم مكتبة مقرين السبت 13 ديسمبر

كلمتي في اللقاء التكريمي الذي أقيم في المكتبة العمومية بمقرين عشية السبت 13 ديسمبر 2025 للأستاذ الشاعر سوف عبيد:

لا يمكن ونحن نتحدث عن المشهد الشعري في تونس بعيد الاستقلال بعقدين دون أن نستحضر من حيث يجب أن تكون تجربةَ الشاعر سوف عبيد التي انطلقت بالنشر واطّلاع القارئ عليها سنة 1970 حين بدأ بنشر القصائد والمقالات والدراسات في الجرائد والمجلات. وفي اعتقادي أنّ شاعرنا قد سكنه الإيقاع والانفعال الشعري وتمكن منه عشق العبارة ومراوغة المعاني باكرا باكرا .
كان سوف عبيد ضمن مؤسّسي نادي الشعر بدار الثقافة ابن خلدون سنة 1974 وكان حاضرا في الحراك الشعري بالسّاحة الأدبية في تونس. حين ظهرت تشكلات جديدة للمشهد الشعري التونسي ستتأكد في الملتقى الوطني الاول للشعراء في الحمامات في سنة 1981والتي كانت “مناسبة لهذه التشكلات لتعلن بياناتها كما اتفق على تسميتهم ب”الريح الإبداعية” والتي ضمت آدم فتحي، المنصف المزغني، سوف عبيد، محمد العوني، محمد بن صالح، و جماعة الشعراء الصوفيين المنصف الوهايبي ومحمد الغزي.”
سوف يدخل الشعر التونسي منذ الثمانينات مرحلة مختلفة تماما بحثا عن جمالية جوهر الشعر. مما يفسر تجريب شاعرنا مختلف الأنماط الشعرية المجدّدة الخارجة عن نمط القصيدة التقليدية، حيث كتب في مختلف المدارس واستقر – وأتساءل هل يمكن أن نقول استقر- في رياض قصيدة النثر وسال قلم قريحته ضاربا بين المعاني والأغراض، بين الذاتي والشأن العام، وكل ما ينبض بالإنساني في انفعالات متأجّجة فاضت بها مجاميعه، منذ نشر أول مجموعة بعنوان “الأرض العطشى” سنة 1980 وتوالت المجاميع تزخر بجديد الشاعر وهو القائل في فترة ما “مازلت لم آت” مازال على متن البحث في دنى الشعر الضاربة في التيه تخب” به مطية القريحة الملتهبة، فاذا قلبه معلّقا خلف مرامه من القول بإصرار لا يخبو، وعطش لا يرتوي بحثا عن القصيد، وما إن يظفر به حتى يمضي إلى ذلك الذي أومض في الخاطر. ويبشر الشاعر أنه قد أتى في الأخير (انظر قصيده مازلت لم آت من مجموعته الأخيرة أرى ما أرى)
مما جاء في تقديم الشاعر من قبل المرحوم عبد المجيد يوسف في حوار جمعهما “كاتب شاسع بإصداراته المتعدّدة ومعاصرته لأربعة أجيال من الكتّاب إذا اعتمدنا التقسيم العشريّ للأجيال الأدبيّة المعتمدة لدى أكثر النقاد التونسيين ومؤرخي الأدب عندنا” وختم شاعرنا حواره القيّم هذا بقوله: “…. أعتبر قصائدي هي لسان حالي المفصح عن مختلف المراحل والأطوار في مسيرتي فهي المرجع الأوّل.”
ومما جاء في ورقة الباحث محمد المي في الندوة التكريمية التي نسقها منتدى الفكر التنويري التونسي سنة 2022تحت عنوان سوف عبيد الشاعر الناثر “اشتهر الشاعر سوف عبيد بمناصرته لقصيدة النثر واستبسل في الدفاع عنها كخيار جماليّ استيطيقي فتميّز وأخذ لنفسه نهجا مخصوصا ميّزه عن سائر مجايليه” ويواصل في تعريفه الذي ألمّ فيه في الحقيقة بتعريف موجز لتجربة المحتفى به مشيرا إلى بعض خصوصية المدونة التي راكم فيها الشاعر اثنتي عشرة مجموعة شعرية وهي اهتمامه في تيمته الشعرية بتضمين التراث من محكيات ومرويات وأساطير تونسية.
كانت باكورة انتاجه المجموعة الشعرية ” الأرض عطشى” وقد صدرت سنة 1980 ونتوقف هنيهة هنا لنلاحظ أنّ الشاعر رغم ممارسته لكتابة الشعر من المنطلق من المؤكد قبل سنوات السبعين ثم انتقى في مطلع الثمانينات ما سيقدّم من فواكهه الناضجة إلى القارئ في كتاب، رغم ما سال به قلمه وعرف اسمه في الساحة الأدبية وحضوره في محافل الشعر بما سبق كتبه فهو لم يستعجل النّشر وتهيّأ انتقاء وإعدادا لكتابه الأوّل عسى أن يكون هذا درسا لمن يستعجل النشر بأول ما غمغم من كلمات وأول عثار القريحة التي لم يشتد عودها بعد… لقد تريّث وفي زاده ما نضجت ثماره وفاحت أعطار رياحينه وأزهاره لكنه لم يستعجل لينهمر الغيث لاحقا وهذا نهج الكبار من المبدعين.
في الواقع لا يمكن أن تسع هذه الحصة التكريمية لطرح ما قيل في شأن التجربة الشعرية لسوف عبيد، والتي جاوزت نصف القرن. ولا يمكن أن يحيط المتأمل في التجربة اللافتة والثرية الباذخة للشاعر سوف عبيد في ورقة تقديم مختصرة، لا تعدو أن تكون إشارة إلى مدخل لاكتشاف مدونة ثرية سخيّة، تشكلت على امتداد خمسين سنة. ومكانة شاعر ترك بصمته في محطة من محطات الكتابة الشعرية في تونس.
سوف عبيد فضلا عن كونه الشاعر المعروف هو ناقد للأدب التونسي ومشجع للقادمين الجدد إلى دنيا الإبداع لا يبخل بالنصح. وأنا شاهدة على ذلك يوم أشار علي بعدم إضاعة الوقت في التنقل بين المنتديات إن أنا أردت أن تثبت قدمي في فن القص وأن أنضم إلى نادي القصة بالوردية فلم أترددكان ذلك في منتصف الثمانينات.
هو قلم ثابت لافت الطّرح في الصحف والمجلات الثقافية الأدبية. التونسية… لم يكن بالرجل المثقف والمفكر والمبدع المنقطع عن نبض الساحة الأدبية، والأحداث المهمة في تونس، فسال قلمه كذلك نثرا غير أن مقعده الوثير والباذخ في المشهد الأدبيّ الثقافي، ومن خمسة عقود يبقى الشعر بالدرجة الأولى. الشعر نفاثة الروح… القصيدة التي يعرج إليها ليقتطفها، وليس أدلّ على ذلك من قوله في مطلع قصيد بعنوان “مقام الوجد”:
“على صهوة صبوات الرياح اللواقح
بدفق أعتى الأمواج
وبأجنحة مثقلات المزن
يعرج براق الوجد
مرفرفا إليها ”
بهذا أختم كلمتي التي لا ترقى إلى مقام تقديم الشاعر، فتقديمه يحتاج بحثا وتأملا وتهيبا لما راكم طيلة هذه التجربة، على مدى عشريات حتى يكون الخوض كما ينبغي في مدارها الفني وما طرح الكاتب من تيمات وما رسم من صور، وما حفر في الذات الإنسانية لملامسة الجوهر.دوها لسان حالي يقول معتذرا:
ولست بقاربي الشطيّ أمضي
إلى عرض العباب العاتيات
كفاني منه ذياك الهدير
لحون من جفون الصّبوات/ مسعودة بوبكر 13 ديسمبر 2025

https://www.facebook.com/100064488607078/posts/pfbid0269WHZrmN2hfx72BURTWhtzTBXbdzWeay2jzzpf58XPFehMWJcrbLyvBfSdgwtNFcl/?app=fbl